شهد ملف الكشف عن عملاء إسرائيل في لبنان منعطفا جديدا بعد الإعلان عن اعتقال ضابط متقاعد مقرب من زعيم »التيار الوطني الحر«، النائب ميشال عون. وأوقف فرع المعلومات التابع لوزارة الداخلية الضابط، بينما أشار مصدر أمني رفيع إلى أن الموقوف على مستوى عال من الخطورة، وأن اتصالاته مع إسرائيل تعود إلى زمن بعيد. وكانت مصاد رإعلامية في بيروت أشارت إلى أن قيادات التيار أكدت توقيف العميد المتقاعد فايز كرم (62 عاما) بتهمة التجسس لصالح الاستخبارات الإسرائيلية. وذكرت أن كرم من مؤسسي التيار وعضو بمكتبه السياسي، وأنه رافق عون عند لجوئه لباريس عام 1990 إثر خسارته المعركة مع سلطة الرئيس إلياس الهراوي التي أخرجت عون من قصر بعبدا بالقوة بدعم من الجيش السوري. ونقلت المصادر عن »التيار« أن العميد كرم كان يشغل منصب منسق التيار بشمال لبنان، لكنه عزل منه قبل عام ونصف العام، مع العلم أن التيار يتمتع بعلاقة مميزة مع حزب الله استنادا إلى ورقة تفاهم بين عون وأمين عام الحزب حسن نصر الله. وكان كرم , المتخرج من المدرسة الحربية عام 1972 برتبة ملازم ، قد ترقى حتى بلغ رتبة عميد، لكنه ترك المؤسسة العسكرية بعد ذهابه مع عون إلى المنفى. يُشار إلى أن أكثر من سبعين شخصا أوقفوا منذ أبريل 2009 بتهمة التعاون مع الاستخبارات الإسرائيلية، بينهم عسكريون متفرغون ومتقاعدون ومهندسو اتصالات. وكرم هو المشتبه الثاني بالتعامل مع إسرائيل من العاملين بالحقل السياسي بعد زياد الحمصي، المنتمي لتيار المستقبل، والذي كان يشغل منصب نائب رئيس بلدية بمنطقة البقاع. وصدرت أحكام بإعدام ثلاثة من الذين ثبت تورطهم بالتجسس لحساب إسرائيل، بينهم شخص تأكدت مشاركته في مساندة إسرائيل خلال حربها مع حزب الله عام 2006.