اتهمت الخرطوم قوة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي (يوناميد) بالفشل في وقف العنف بالمخيمات في دارفور، غرب السودان، بعد مقتل ثمانية أشخاص وجرح آخرين في أحداث عنف شهدها الخميس مخيم «كلمه» للنازحين في جنوبالإقليم. يأتي ذلك في وقت أدان فيه مجلس الأمن تلك الأحداث، داعيا كافة الفصائل المسلحة في الإقليم للانضمام إلى مفاوضات الدوحة. واتهمت الحكومة السودانية «يوناميد» بالفشل في حماية المخيمات من «أعمال العنف في المخيمات، وبإيواء المحرضين على القتال». ونقلت رويترز عن المسؤول في وزارة الإعلام ربيع عبد العاطي تأكيده أن الخرطوم ستراقب تحركات القوة الأفريقية في الإقليم من خلال مطالبتها بإبلاغ السلطات السودانية بتلك التحركات مسبقا. وأضاف أن «حاكم ولاية جنوب دارفور طالب يوناميد بالقيام بواجبها (في مخيم كلمه) أو المغادرة وترك الحكومة تتولى ذلك». وكان مسؤول حكومي في ولاية جنوب دارفور قال إن عشرات الآلاف من اللاجئين فروا من معسكر المخيم في الساعات ال48 الماضية بسبب صدامات بين مؤيدين لمحادثات السلام ومعارضين لها، وهي الصدامات التي خلفت قتلى وجرحى. وأدان مجلس الأمن تلك الأحداث، مشيرا -في بيان للمندوب النيجيري جوي أوجو الذي يرأس الهيئة خلال الشهر الجاري- إلى أن يوناميد ستلقي الضوء على أعمال العنف تلك. وحث القرار الذي أصدره المجلس كافة الأطراف على السماح ليوناميد بالعمل، داعيا الخرطوم إلى الوفاء بوعودها للأمم المتحدة، فيما يتعلق بالطيران وتصاريح نقل المعدات ورفع كافة العقبات أمام استخدام القوة لطائراتها. وكان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، اتهم في تقرير أصدره خلال الشهر الماضي، كلا من الخرطوم والجماعات المتمردة بالحد من إمكانية الوصول إلى المناطق التي يوجد بها قتال. ورفضت الخرطوم هذه الاتهامات حيث قال عبد المحمود عبد الحليم سفير السودان في الأممالمتحدة أن حكومته لا تفرض أي قيود مهما كانت على قوة حفظ السلام. وكان مجلس الأمن مدد فترة بقاء قوات يوناميد في إقليم دارفور لعام آخر، داعيا القوة إلى التركيز بشكل أساسي على حماية المدنيين وتأمين عمليات توزيع المساعدات. واتهم الخرطوم بتعطيل يوناميد التي تضم حاليا حوالي 21700 جندي وشرطي، والتي يمتد تفويضها في دارفور إلى 31 يوليو ز 2011. وأعلنت القوة في وقت سابق خلال الشهر الماضي، مقتل 221 شخصا في قتال قبلي وأعمال عنف أخرى وقعت في دارفور في يونيو ، بعد مقتل ما يقرب من 600 شخص في مايو ، وخسرت القوة نفسها 27 جنديا منذ تشكيلها. من جهة أخرى، قالت الأمين العام المساعد للأمم المتحدة، سوزانا مالكورا ، في تصريح صحفي إن المنظمة الدولية تستعد لزيادة تواجدها في جنوب السودان، للمساعدة في الإعداد للاستفتاء الذي من المقرر أن يجري العام المقبل بشأن احتمال انفصال الجنوب عن السودان. وأضافت أن المنظمة ستساعد في تدريب قوات الأمن المحلية ومراقبة الاستفتاء.