أحالنا يوم 21 يونيه الجاري الذي يحتفل فيه باليوم العالمي للموسيقى على ضرورة الحديث عن الأغنية المغربية ودور إذاعاتنا العمومية والخاصة عن الدور الذي يمكن أن تلعبه في الحفاظ عليها من حيث الجودة والقوة والحضور الطربي الذي يمتع إسماع المستمعين، أهمية هذا الدور تكمن في المراقبة والملاحظة ولا أقول الرقابة التي انتهى زمنها وذلك بفسح المجال لما هوجيد ومتقن وأنا أذكر الآن الاذاعة الوطنية بالرباط والإذاعات الجهوية التابعة لها كانت تتوفر على أجواق وطنية محنكة التركيبة من العازفين والملحنين الكبار ومن المغنين والمغنيات وكانت انتاجات هذه الأجواق الموضوعة رهن إشارة الملحنين تخضع لتقييم من لجن الألحان وكتابة الكلمات وأداء المطربين بهدف تقديم أغاني ناجحة للمستمعين ولامكان لكل ماهو دون المستوى المطلوب.. وهذا النهج ساهم بشكل كبير في إثراء خزينة الأغاني المغربية التي زخرت بأجمل الألحان والأغاني الخالدة التي مازالت تطرب حتى الآن وكأنها أنجزت أول أمس، أما الآن فأنا أتساءل أين كل هذا من اذاعتنا العمومية التي كانت تمهد الطريق بتوفير آليات العمل لكل الملحنين على وجه الخصوص، بينما في الوقت الحالي وفي غياب هذه الآليات بات مبدعو الأغنية في عجز عن الإنفاق لإعداد أغنية التي تتطلب الشيء الكثير مما أفرز ظاهرة الانزواء للأسماء الفنية المعروفة عنه قلة الانتاج والعطاء إلا من بعض الاستثناءات القليلة، مما يجعلنا نتساءل عن الإذاعات الرسمية رفعت أيديها عن الأغنية المغربية الجيدة لست ادري لكن الذي أدريه جيدا أن الأبواب فتحت على مصراعيها لكل انتاج دون رقابة قبلية، وهذا الوضع يتفشى بشكل مبهر داخل الإذاعات الخاصة التي أصبحت تذيع أي أغنية كيفما كانت ألحانها وكلماتها وأدائها، ناهيك على ظاهرة أخرى تساهم في المزيد من تأزيم الأغنية المغربية هي استغلال ألحان أغاني الأمس في الوصلات الإشهارية بشكل يحط من قيمتها وجودة ألحانها وأدائها. لن أقول بأن زمن الأغنية الطربية المغربية قد انتهى أمام هذه الموجه الجديدة من الإنماط الموسيقية الدخيلة ولكن مايلزم هو عودة الدور الذي كانت تلعبه إذاعاتنا العمومية بتوفير آليات العمل التي تساعد على الانتاج والتنافس، فالكثير من المبدعين المبتعدين مازال في جعبتهم الشيء الكثير لاغناء الساحة الغنائية وكل منهم في خزاناته عشرات الألحان تنتظر الظرف الملائم لإخراجها للوجود وكون أننا سمعنا ومنذ مدة بالدعم للأغنية المغربية لهذا يبقى بصيص الأمل الذي يمكن أن يدب الحيوية في فنانينا للخروج من الإنزواء والصمت والإطلال على المستمعين المغاربة بالأغاني الجميلة والذين أضنتهم موجه الأغاني الرخيصة التي لاتحرك أية مشاعر...!!!