تعيش جبهة الانفصاليين بتندوف حالة ضياع و انفصام غير مسبوقة , ذلك على الأقل ما تؤكده الخرجات الاعلامية التصعيدية الهوجاء لقادة البوليساريو و التي تحاول يائسة التصدي للصدمات والانتكاسات المتتالية التي تهد تباعا ما تبقى من مبررات بقاء الكيان الوهمي المصطنع داخل التراب الجزائري . و في ذات السياق انبرى ما يسمى بممثل الجبهة الانفصالية بمدريد للتملص من تهمة الارهاب الثابتة في حق البوليساريو على خلفية ملف ضحايا ارهاب جزر الكناري أواخر السبعينيات و التي كانت الجمعية الممثلة لهم قد حظيت باستقبال رسمي من طرف العاهل الاسباني , و الادعاء بأن ذمة البوليساريو بريئة من الأفعال الاجرامية التي اقترفتها عصابات البوليساريو في حق بحارة إسبان عزل ، و التي وثقتها شهادات و تقارير أمنية رسمية و كان من تداعياتها طرد ممثل البوليساريو حينئد بمدريد و إغلاق تمثيليات الكيان المصطنع فوق التراب الاسباني . و يبدو أن مسلسل السلوكات الانتحارية و حماقات جبهة الانفصاليين لا تقف عند هذا الحد فبعد انتكاستها الجلية في مجلس الأمن و قرارها تجميد العلاقات مع بعثة المينورسو ، بلغت وقاحة قيادة الانفصاليين حدا غير مسبوق بدفاعها عن المواطنة الاسبانية التي طردتها السلطات المغربية من العيون قبل يومين بعد ثبوت تورطها في نشاطات تبشيرية , و لم تخجل الجبهة الانفصالية عن تسويق وجهة نظر الأطراف الإنجيلية الواقفة وراء تمويل و تأطير الرعية الاسبانية المرحلة ، و هو ما يؤكد الروابط الوثيقة التي سبق «للعلم » تسجيلها و التي تجمع منظمات تبشيرية إسبانية و أمريكية بجبهة البوليساريو و التي تسمح لها بموجبها بممارسة نشاطها التبشيري بمخيمات المحاصرين بتندوف نظير مساعدات مالية تصب مباشرة في حسابات قادة البوليساريو بمدريد و لاس بالماس . و المثير للاستغراب في ملف المبشرة الاسبانية المطرودة أن الأبواق الإعلامية للجبهة تعترف صراحة بانتمائها و تمويلها من أحدى المنظمات الانجليكانية المتمركزة ببرشلونة و تصف القرار الرسمي المغربي بطردها من المغرب عملا عدائيا جديدا ضد المسيحيين والاسبان على السواء .