كشفت قضية المدعوة أمينة حيدار الوجه الحقيقي لقادة انفصاليي البوليساريو و أبرزت العديد من التناقضات في أفعالهم و مواقفهم المتناغمة مع الترتيبات القبلية لجهاز المخابرات العسكرية الجزائرية المسؤول الأول و الأخير عن ضبط فصول مسرحية الانفصالية حيدار و توزيع أدوار الكومبارس على الخائنة حيدار و رفقائها المرتزقة . و في الوقت الذي تؤكد فيه المعلومات المتواترة ، أن الجزائر شكلت لجنة عليا لتتبع مستجدات قضية الانفصالية حيدار و أسندت الى أعضائها الضباط بجهاز المخابرات العسكرية مهمة متابعة الملف و اتخاذ كافة الاجراءات الكفيلة بتمريغ سمعة المغرب في التراب ، و تحقيق نصر إعلامي و سياسي عليه بكافة الوسائل المتاحة ، بما فيها اللجوء الى تصفية حيدار و إلصاق دمها بالحكومة المغربية و نظيرتها الاسبانية برئاسة الاشتراكي ثاباطيرو . في الوقت الذي تستمر علنا فصول هذه المؤامرة الخسيسة يدخل القادة الانفصاليون في تصريحات ومواقف متناقضة تفضح المساعي التصعيدية الانتفاعية لجبهة البوليساريو و المترجمة لارادة ، و نوايا أولياء النعمة في قصر المرادية . فبينما دعا الأمين العام لجبهة البوليساريو المدعو محمد عبد العزيز إلى ضرورة خلق ظروف ملائمة لضمان نجاح مسار المفاوضات برعاية الأممالمتحدة بهدف إيجاد حل لقضية الصحراء الغربية ، لم يتردد ما يسمى بالوزير الأول لحكومة الوهم في التأكيد يوما قبل ذلك عبر الصحافة الجزائرية أنه لا يمكن إجراء أي مفاوضات مع المغرب ما لم تسو وضعية الخائنة حيدار متناغما مع مواقف سابق لممثل الجبهة بالامم المتحدة الذي عبر من خلالها بعظمة لسانه أنه لا مجال لاستئناف المفاوضات و جثة حيدار على طاولة المحادثاث . و بهذه المواقف المتناقضة تظهر جليا النية المبيتة للانفصاليين و للجزائريين بأن قضية حيدار لا تشكل بالنسبة اليهم إطلاقا مسألة حقوقية أو إنسانية ، بقدر ما هي فرصة مواتية لصب المزيد من الوقود في النيران المشتعلة و الالتفاف على مسار المفاوضات و تلغيمها ضدا على إرادة المنتظم الدولي المخدوع بالشعارات الحقوقية البراقة و التي تستر وراءها المقاصد المصلحية الضيقة . و بالقدر الذي فشلت فيه مساعي المؤامرة المنسوجة بتندوف و العاصمة الجزائرية ، في التأثير على العلاقات الاسبانية المغربية خلال مستجدات ملف الخائنة حيدار فتفشل أيضا في توريط المغرب المتشبت بسيادته في مستنقع مواجهة مخدومة للمجتمع الدولي بالنسبة لقضية امرأة لا تشكل في الواقع الا قربانا جديدا يلقي به الانفصاليون في أتون حرب خسيسة .