وصفت جبهة الانفصاليين تقرير مجلس الأمن الدولي الأخير حول قضية الصحراء الغربية بالفشل الجديد لمساعي الأممالمتحدة، التي اتهمتها بخضوع الهيئة الدولية للضغوط المغربية وقال ممثل البوليساريو في الأممالمتحدة إن قيادة الانفصاليين ستعيد العديد من الحسابات بخصوص الجولات المحتملة المقبلة للمفاوضات بين الطرفين. وهو ما يعني ضمنيا التهديد بالانسحاب من مسلسل المفاوضات التي ترعاها الأممالمتحدة عبر الممثل الشخصي للأمين العام . ويؤشر الموقف التصعيدي الجديد لجبهة الانفصاليين الى حالة الصدمة و الضياع والعزلة الدولية للطروحات الانفصالية التي رفض تقرير الأمين العام الأممي الأخير الانصياع الى توجهاتها الانتهازية . كما يندرج السلوك التصعيدي الجديد الذي عبر عنه ممثل البوليساريو بالأممالمتحدة ضمن مسعى الجزائر وصنيعتها الاعتيادي و المألوف بجمهورية الوهم نسف مسلسل المفاوضات الأممية الهادفة الى إيجاد حل سياسي متوافق عليه للنزاع وعرقلة جهود المنتظم الدولي بمواقف تصعيدية مغلفة بمبررات حقوقية واهية وغير مؤسسة لاحتواء التأييد الدولي المتواصل للمقترح المغربي المتعلق بالتسوية النهائية للملف . ويتزامن التصعيد الجديد أيضا مع فشل جهاز المخابرات الجزائرية في إفشال إصدار و تبني تقرير بالعاصمة البلجيكية بروكسيل صادر عن لقاء رعاه معهد "توماس مور" ببروكسيل وحث الاتحاد الأوروبي على "دعم" المبادرة المغربية للحكم الذاتي بالصحراء،باعتبارها "الخيار الواقعي الوحيد" للخروج من الأزمة . وأكد التقريرالصادر عن معهد يتوفر على مصداقية دولية مشهود بها أن تشبث الجزائر بمبادىء تقرير المصير، " مرتبط بمصلحة جيو اقتصادية كبرى تتمثل في الحصول على منفذ إلى المحيط الأطلسي وكذا بضرورة البقاء منسجمة مع خطاب لم يتطور منذ 30 سنة ويضيف التقرير أن انهيار" البوليساريو، الذي فقد الدعم السياسي والايديولجي الذي كان يحظى به إبان الحرب الباردة، يزيد من استفحاله أيضا الخشية من انهيار التنظيم الهش للمخيمات جراء تفشي الرشوة داخل أجهزة الجمهورية الوهمية بتندوف ، التي تنفرد البوليساريو بتسييرها،واستشراء الزبونية في توزيع المساعدة الإنسانية الدولية واحتكار السلطة وما ينجم عنه من جمود سياسي، وهي أمور أصبحت غير مقبولة من طرف الجيل الجديد". وفي الوقت الذي يتحدث فيه القادة الانفصاليون علنا عن خيبة الأمل و يبررونها دون حياء أو تحفظ بخضوع مجلس الأمن لإملاءات الحكومة المغربية ، عبر وضع فرنسا كعضو نافذ في مجلس الأمن الدولي وهو ما يضع المنتظم الدولي أمام مسؤولية معالجة أي تصعيد محتمل بالمنطقة عبر خطوات ميدانية غير محسوبة العواقب من طرف الجزائر و البوليساريو ، ستسهم لا محالة في تأجيج الأوضاع الأمنية الحساسة بالمنطقة ككل، ويدعو بالمناسبة مؤسسة مجلس الأمن المطالبة بصون قرارات المنتظم الدولي الى ممارسة الضغوط الضرورية على الجزائر الوصية ميدانيا و سياسيا على الجبهة الانفصالية لحملهما على احترام التزاماتهما والامتثال للمقررات الأممية ذات الصلة بملف النزاع التي تتجلى يوما بعد آخر للجميع أنه يظل في واقع الأمر مفتعلا لأهداف لا تتصل إطلاقا بشعارات تقرير المصير الزائفة والموظفة لأغراض توسعية لا تخفى على منطق عاقل .