يظل مشروع تأهيل بحيرة مارتشيكا غير ذي فعالية، وآفاق سياحية بدون تصور شامل يعالج الإشكاليات البيئية وانعكاساتها على الثروة البحرية والمحيط الإيكولوجي الذي تراهن عليه الدولة لتنمية السياحة على امتداد البحيرة مارتشيكا التي خصصت لها اعتمادات مالية كبيرة. حيث يظل واد بوسردون نقطة لإفراز السموم والنفايات بمختلف أنواعها على مدار اليوم وبصبيب قوي تحولت معه بحيرة مارتشيكا الى بركة آسنة بعد تراجع مستوى المياه بها وانقراض أصناف مهمة من الأسماك التي كانت تؤثث أعماق هذه البحيرة الممتدة على طول 24 كلم بمساحة 120 كلم مربع. وتبدو خطورة واد بوسردون أكثر بالنظر إلى طوله والفضاء الجغرافي الذي يخترقه وسط بلدية أزغنغان وجماعة بني بويفرور وجماعة إحدادن وبلدية الناظور، مع العلم أنها مناطق تعرف كثافة سكانية مهمة جعلت الواد دائم الجريان بفعل الإفرازات الناجمة عن المنازل ومحطات البنزين وكذا ورشات بعض الصناعات الصغيرة إذ يكفي الوقوف عند مصب الوادي في حي بوعرورو للتأكد من حجم الكارثة البيئية التي تهدد كل المخططات التنموية بمارتشيكا والمناطق المجاورة بفعل تزايد الروائح النتنة وانتشار أمراض التنفس والحساسية واتساع رقعة التلوث بالبحيرة الزرقاء التي ظلت دوما تضفي على محيطها سواء بالناظور أو قرية أركمان أو بني أنصار جمالية يقل مثيلها. وعليه تبقى الإرادة الرسمية للقطاعات الوصية ومسؤولين محليين وحدها الكفيلة بالبحث عن حلول وبدائل مستعجلة في انتظار بناء المحطة الكبيرة للتصفية والمعالجة بغية احتواء هذا الخطر الذي ينسف مياه المتوسط..