أعطى جلالة الملك محمد السادس يوم الثلاثاء بالناضور انطلاقة أشغال إنجاز برنامج تهيئة وتنمية بحيرة مارتشيكا, والذي سيتم إنجازه خلال الفترة الممتدة ما بين2009 و2025 باستثمارات مالية إجمالية تقدر بحوالي46 مليار درهم. ويندرج هذا البرنامج في إطار التنمية السياحية المتوسطية, على غرار السعيدية والحسيمة والمضيق والفنيدق مع الحرص على احترام المحيط البيئي الجغرافي والثقافي للمحطات السياحية المقبلة. وأوضح وزير التجهيز والنقل كريم غلاب، في تصريح للصحافة بهذه المناسبة، أن برنامج تهيئة وتنمية بحيرة مارشيكا, يعد مشروعا مندمجا ومتكاملا سيمكن إقليم الناضور من الرفع من قدراته ومؤهلاته. وأكد الوزير أن وزارة التجهيز والنقل ستساهم في هذا المشروع من خلال شق قناة جديدة تربط البحر الأبيض المتوسط ببحيرة ماريشكا, وهو ما سيمكن من ضمان تجديد مياه هذه الأخيرة وتسهيل حركة الملاحة بها بفضل تقليص التيارات البحرية، موضحا أن تعميق هذا المدخل الجديد سيجعل البحيرة قادرة على استقبال البواخر والسفن إلى جانب ضمان توازن بيولوجي وبيئي أفضل بها، مبرزا أن القناة الجديدة ستحل بديلا عن القناة الحالية والتي سيتم تحويلها إلى ميناء ترفيهي في إطار مشروع تستمر به الأشغال لمدة18 شهرا وتبلغ كلفته الإجمالية362 مليون درهم. وتقع القناة الجديدة على بعد1500 متر من القناة الحالية وتمتد على عرض300 متر وعمق ستة أمتار، كما تشمل العمليات المواكبة لإحداثها جرف مليون و800 ألف متر مكعب من الرمال. وأكد وزير السياحة والصناعة التقليدية محمد بوسعيد أن مشروع تنمية بحيرة مارشيكا سيعزز العرض السياحي المتوسطي للمغرب،مبرزا أن الأمر يتعلق بمشروع «»عملاق»» بالنظر إلى حجم الاستثمارات التي تم رصدها له وانعكاساته الإيجابية, مشيرا إلى أن اقليم الناضور والجهة الشرقية بشكل عام تتوفر, من خلال موقعها الجغرافي الاستراتيجي وإمكانياتها الطبيعية والثقافية, على جميع المؤهلات التي تجعل منها وجهة سياحية متميزة. وأبرزرئيس مجلس الإدارة الجماعية لشركة «مارشيكا ميد» سعيد زارو أن برنامج تهيئة وتنمية بحيرة مارشيكا بالناظور، يقوم على رؤية مندمجة للتنمية المستدامة تسعى إلى تمكين الإقليم من مشروع سياحي ضخم يولي أهمية كبيرة للبعد البيئي. وأبرز زارو أن البرنامج الذي سيتم إنجازه عبر عدة المراحل, خلال الفترة الممتدة ما بين2009 و2025 باستثمارات مالية إجمالية تقدر بحوالي46 مليار درهم, يراهن على تحويل بحيرة مارشيكا, التي تعد ثاني أكبر بحيرة في حوض البحر الأبيض المتوسط إلى وجهة سياحية «نظيفة». وأضاف أن المنحى الذي أخذته الدراسات والمشاريع الخاصة بهذا البرنامج, تسير في اتجاه جعل مارشيكا, قطبا سياحيا يحترم البيئة بامتياز من خلال تثمين الموارد الطبيعية والمحافظة عليها والحفاظ على التنوع البيولوجي بالبحيرة وتثمين الواجهة البحرية على البحر الأبيض المتوسط.