هي التي لا تستقر في أي مكان ، دائمة الحركة والبحث عن الجديد، وحتى في أوقات الفراغ تلجأ إلى الغناء ، التقيناها وهي في المراحل النهائية لتصوير سيتكوم »العقبة ليك« فكان هذا الحوار: كيف كانت البدايات؟ منذ الصغر، كان والدي يلح علي أن أزاول أنا وإخوتي هواياتنا موازاة مع الدراسة، وهكذا ولجت المعهد الموسيقي لاتعلم القيثارة والغناء، أما أختي الصغيرة فتخصصت في الرقص، واختار أخي العزف على الكمان بينما أصبحت أختي الكبيرة قبل أن تسافر إلى إيطاليا ، بارعة على آلة البيانو، كما أنني انخرطت في جمعيات فنية وأيضا الكشفية للغناء والتمثيل، وعند حصولي على البكالوريا فكرت في الترشيح لولوج المعهد العالي للفن الدرامي والتنشيط الثقافي، لكنني لم أتوفق في تلك السنة، فتسجلت بالكلية في شعبة الاقتصاد، وعاودت الكرة مرة أخرى في السنة القادمة، للترشيح بالمعهد العالي وتوفقت في النهاية. لو لم تكوني ممثلة، ما المهنة التي ستختارين؟ محاسبة أو شيئا من هذا القبيل، ومع ذلك لن أكون عندها راضية نفسي، لأنني سأهتم بالغناء والموسيقى لدي ثلاث سنوات في الصولفيج ، ومثلها في آلة القيثارة وست سنوات في الموشحات ، وقد شاركت في العديد من المهرجانات المحلية ، والوطنية. بعد التخرج ، كيف وجدت الساحة الفنية؟ صعبة جدا، تصور أنك تعيش أربع سنوات بالمعهد وكأنك في حلم جميل، تمارس المسرح بحب مع زملائك في الدراسة وتقوم بالتداريب معهم وتشارك في كل العروض، وعند التخرج تجد نفسك وحيدا، وتبدأ بالبحث عن أعمال يمكن المشاركة فيها، لأنه حتى الآن لا توجد مراكز تعلن عن »كاستينغات« الافلام التي ستصور، لتسهل على الممثلين إيجاد فرصة الاشتغال، بل حتى الزملاء في نفس الميدان لايعطون المعلومة، تجد مثلا كاستينغ يعرفه مجموعة صغيرة فقط، وتحتكر غالبية الاعمال، وبالتالي فالخريج لا يجد الفرصة لكي يبرز مؤهلاته الفنية. ماهي أهم الأعمال التي اشتغلت فيها؟ تخرجت سنة 2009 من المعهد، أي أني حديثة التخرج، لكني اشتغلت في مجموعة من الأعمال ، نقوم بجولة مسرحية الآن لعرض مسرحية »ديمو« وهي من اخراج الفنان محمد عاطفي، كما عملت في مسرحية »بلادي« وهي من اخراج إدريس الروخ، أما في السينما فقد شاركت في الفيلم القصير (@.com) للمخرج محمد العسلي وأيضا في الفيلم الطويل »المنسيون« للمخرج حسن بن جلون، وكان عندي دور صغير، إلا أني لا أعترف بأن هناك دوراً صغيراً ودوراً كبيراً ، بل أومن بأن هناك ممثلا كبيراً وممثلا صغيراً. الآن أشارك في سيتكوم بعنوان »العقبة ليك« وهو من اخراج ياسين فنان، وسيقدم في رمضان، ألعب فيه دور زينب إمرأة محتجبة تعيش مع أسرتها وتتعامل مع عدة جمعيات ، وعندي أخت تلعب دوره الفنانة سناء عكرود وهي أخت متحررة وتعيش وحدها في منزلها الخاص. بالنسبة لشخصية زينب كانت صعبة في البداية بالنسبة لي، لكن بمساعدة المخرج حاولت التغلب عليها، وأتمنى أن يروق المشاهدين على القناة الثانية في شهر رمضان الأبرك. هل يمكن أن تضعي مقارنة بين المعهد العالي للفن الدرامي والتنشيط الثقافي بالمغرب وبين المعاهد العربية أو الاجنبية، وما أهمية التداريب التي قمت بها في المغرب وخارجه؟ التداريب التي قمت بها، كانت مهمة جدا بالنسبة لي، وتعلمت منها الكثير، وطبعا هناك تداريب كانت دون المستوى ولم أستفد منها شيئا، أما المعهد في المغرب مقارنة بالخارج مازال ينقصه الكثير، لكن الأساتذة في المستوى، وعند التخرج تجد صراحة، كل ما تعلمته منهم هو الذي تحتاجه، وتحسد فعلا بأنك متميز عن الآخرين. ماهي أهم النقائص بالمعهد العالي في المغرب؟ أغلب المواد التي تدرس في المعهد لها علاقة بالمسرح، وعند التخرج تشتغل في السينما، وأنت تعرف أن العمل في المسرح مختلف تماما عن السينما، ولا توجد مادة في المعهد تدرس كيفية الوقوف أمام الكاميرا، وأتمنى أن تدرج مادة أساسية في المعهد لتدريس اللعب أمام الكاميرا. إذن، كيف تعاملت في البداية مع الكاميرا في أول تجربة لك؟ تجربتي الاولى كانت في الفيلم القصير مع المخرج محمد العسلي، ولا أخفي عنك، أني أحسست بالخوف، لكنه تحول إلى حالة إيجابية وأعطى قيمة مضافة لدوري في الفيلم ، أما فيلم »المنسيون« فهو تجربة أخرى، والفضل يعود إلى المخرج »حسن بنجلون« لأنه يعرف كيف يوصل لك الشخصية التي تلعبها باحترافية، كما أن تعامله مع الممثلين كان رائعا جدا، ورغم قلة المشاهد التي عندي في الفيلم، إلا أني كنت مقنعة بالنسبة إليه.