برقية تهنئة إلى الملك محمد السادس من رئيسة مقدونيا الشمالية بمناسبة عيد الاستقلال    الحكومة تعفي استيراد الأبقار والأغنام من الضرائب والرسوم الجمركية    القنيطرة تحتضن ديربي "الشمال" بحضور مشجعي اتحاد طنجة فقط    إتحاد طنجة يستقبل المغرب التطواني بالملعب البلدي بالقنيطرة    توقيف شخصين بطنجة وحجز 116 كيلوغراماً من مخدر الشيرا    القوات المسلحة الملكية تفتح تحقيقًا في تحطم طائرة ببنسليمان    الجديدة.. الدرك يحبط في أقل من 24 ساعة ثاني عملية للاتجار بالبشر    المنتدى الوطني للتراث الحساني ينظم الدورة الثالثة لمهرجان خيمة الثقافة الحسانية بالرباط    بعد غياب طويل.. سعاد صابر تعلن اعتزالها احترامًا لكرامتها ومسيرتها الفنية        إسرائيل: محكمة لاهاي فقدت "الشرعية"    "الدستورية" تصرح بشغور مقاعد برلمانية    استطلاع: 39% من الأطفال في المغرب يواجهون صعوبة التمدرس بالقرى    تناول الوجبات الثقيلة بعد الساعة الخامسة مساء له تأثيرات سلبية على الصحة (دراسة)    خلوة مجلس حقوق الإنسان بالرباط، اجتماع للتفكير وتبادل الآراء بشأن وضعية المجلس ومستقبله        بإذن من الملك محمد السادس.. المجلس العلمي الأعلى يعقد دورته العادية ال 34    الاستئناف يرفع عقوبة رئيس ورزازات    طنجة.. توقيف شخصين بحوزتهما 116 كيلوغرام من مخدر الشيرا    ميركل: ترامب يميل للقادة السلطويين    المغربيات حاضرات بقوة في جوائز الكاف 2024    الحزب الحاكم في البرازيل يعلن دعم المخطط المغربي للحكم الذاتي في الصحراء    المركز السينمائي المغربي يقصي الناظور مجدداً .. الفشل يلاحق ممثلي الإقليم    مؤشر الحوافز.. المغرب يواصل جذب الإنتاجات السينمائية العالمية بفضل نظام استرداد 30% من النفقات    توقعات أحوال الطقس ليوم غد الجمعة    زكية الدريوش: قطاع الصيد البحري يحقق نموًا قياسيًا ويواجه تحديات مناخية تتطلب تعزيز الشراكة بين القطاعين العام والخاص    لأول مرة.. روسيا تطلق صاروخا باليستيا عابر للقارات على أوكرانيا    ارتفاع أسعار الذهب مع تصاعد الطلب على أصول الملاذ الآمن        وزارة الإقتصاد والمالية…زيادة في مداخيل الضريبة    رودري: ميسي هو الأفضل في التاريخ    سعر البيتكوين يتخطى عتبة ال 95 ألف دولار للمرة الأولى    نقابة تندد بتدهور الوضع الصحي بجهة الشرق        أنفوغرافيك | يتحسن ببطئ.. تموقع المغرب وفق مؤشرات الحوكمة الإفريقية 2024    ارتفاع أسعار النفط وسط قلق بشأن الإمدادات جراء التوترات الجيوسياسية    بعد تأهلهم ل"الكان" على حساب الجزائر.. مدرب الشبان يشيد بالمستوى الجيد للاعبين    8.5 ملايين من المغاربة لا يستفيدون من التأمين الإجباري الأساسي عن المرض    حادثة مأساوية تكشف أزمة النقل العمومي بإقليم العرائش    الشرطة الإسبانية تفكك عصابة خطيرة تجند القاصرين لتنفيذ عمليات اغتيال مأجورة    من شنغهاي إلى الدار البيضاء.. إنجاز طبي مغربي تاريخي    انطلاق الدورة الثانية للمعرض الدولي "رحلات تصويرية" بالدار البيضاء    مدرب ريال سوسيداد يقرر إراحة أكرد    تشكل مادة "الأكريلاميد" يهدد الناس بالأمراض السرطانية    اليسار الأميركي يفشل في تعطيل صفقة بيع أسلحة لإسرائيل بقيمة 20 مليار دولار    شي جين بينغ ولولا دا سيلفا يعلنان تعزيز العلاقات بين الصين والبرازيل    الأساتذة الباحثون بجامعة ابن زهر يحتجّون على مذكّرة وزارية تهدّد مُكتسباتهم المهنية    جائزة "صُنع في قطر" تشعل تنافس 5 أفلام بمهرجان "أجيال السينمائي"    بلاغ قوي للتنسيقية الوطنية لجمعيات الصحافة الرياضية بالمغرب    منح 12 مليون درهم لدعم إنشاء ثلاث قاعات سينمائية    تفاصيل قضية تلوث معلبات التونة بالزئبق..    دراسة: المواظبة على استهلاك الفستق تحافظ على البصر    من الحمى إلى الالتهابات .. أعراض الحصبة عند الأطفال    اليونسكو: المغرب يتصدر العالم في حفظ القرآن الكريم    بوغطاط المغربي | تصريحات خطيرة لحميد المهداوي تضعه في صدام مباشر مع الشعب المغربي والملك والدين.. في إساءة وتطاول غير مسبوقين !!!    في تنظيم العلاقة بين الأغنياء والفقراء    غياب علماء الدين عن النقاش العمومي.. سكنفل: علماء الأمة ليسوا مثيرين للفتنة ولا ساكتين عن الحق    سطات تفقد العلامة أحمد كثير أحد مراجعها في العلوم القانونية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



دركي مغربي يعلن اكتشاف أكبر حقل للبترول في العالم بالمغرب
نشر في هسبريس يوم 13 - 06 - 2007


""
على سبيل البداية
عمر بوزلماط أحد أبناء قرية انحناحن جنوب مدينة الحسيمة، ولج سلك الدرك الملكي سنة 1984، عمل بالدرك الحربي بالجنوب، ثم التحق باليوسفية فمدينة الرشيدية، حيث يعمل ويقطن الآن.
قبل إجراء حديث مطول معه بخصوص اكتشافه لحقل نفطي عملاق بالمغرب، سألناه مباشرة، بدون لف ولا دوران، هل عمر بوزلماط يبحث عن النجومية أم عن اكتشاف البترول وزف البشرى للمغاربة بعد انكسار حلم تالسينت؟ صمت لحظة فقال، إذا كنتم تعتقدون ذلك، أطلب عدم ذكر اسمي وعدم نشر صورتي والاكتفاء بالقول إن الأمر يهم مواطنا مغربيا.. فأنا لا تهمني النجومية، وربما صدق في قوله لأن النجومية في هذا المجال قد تكون سلبية على اعتبار أن هذا المجال تشوبه المخاطر.
إن الدافع الرئيسي الذي جعله يتصل بأسبوعية "المشعل" ويثق بها، هو أولا، حسب قوله، اهتمامها بجملة من القضايا الحيوية والشائكة، وثانيا لأنه سئم معاينة دكاترة يسكبون على أنفسهم البنزين ويضرمون النار فيها، وسماع أن هناك مغربيات يرمون بأنفسهن في أحضان الخليجيين وغيرهم، وشباب يركبون قوارب الموت سعيا وراء الإفلات من الفقر المستدام والتهميش الممنهج.. شعرنا أنه صادق في قوله، نبيل في مسعاه، لذلك قبلنا إجراء لقاء معه، بعد أن تواطأنا معا للبحث عن نجومية من نوع آخر، إنها نجومية الوطن ونجومية شباب هذا الوطن ونجومية أجياله القادمة.
اكتشاف القوة الخارقة والتحكم فيها
اكتشف عمر بوزلماط القوة الخارقة الكامنة فيه صدفة وهو في طريقه إلى مقر عمله الجديد بالرشيدية، نواصل الحديث معه لتسليط المزيد من الأضواء بخصوصها.
· كيف تم اكتشاف القوة الخارقة للاستشعار عن بعد؟
كان ذلك بالصدفة، وقتئذ كان الإبهامان ملتقيين فانفصلا فجأة وعلى حين غرة بقوة لا إرادية، تساءلت بخصوص هذا الأمر، وقادني هذا التساؤل إلى تجريب هذه القوة في مجال اكتشاف المياه الجوفية، وفعلا أصبت الهدف خلال كل محاولة قمت بها.
أما بخصوص توظيف هذه القوة الخارقة في مجال التنقيب على الهيدروكاربورات، فكانت البداية في 7 نونبر 2005 على الساعة الواحدة صباحا، بين مدينة أزرو وتمحضيت.
· هل ظلت هذه القوة الكامنة على حالها أم أنها تطورت؟
نعم، تطورت هذه القوة تدريجيا مع تكرار التجارب والأبحاث وتقدم التحكم فيها وتوجيهها وافتعالها في أوقات معينة ومحددة، وفعلا حققت تقدما مسترسلا في السرعة والتحكم والتوجيه والدقة وتأويل الإشارات وفك ألغازها.
· ما هي المجالات التي يمكن أن تستعمل فيها هذه القوة؟
يمكن استعمالها في إحدى الطاقات المتجددة، الحرارة الجوفية والمياه، مع تحديد طبيعتها (العذوبة، الملوحة، الحموضة..)، والهيدروجين المكون للفوسفاط، وقد قمت بعدة تجارب ودراسات بعين المكان بالمناطق الفوسفاطية، وهو المضمار الذي يهمنا حاليا أكثر من غيره اعتبارا لأهميته وطبيعته الإستراتيجية الحيوية، علما أن الاهتمام بهذا القطاع جاء صدفة ولم أكن أفكر في إمكانية حدوثه يوما.
· هل يمكن التحكم في هذه القوة الخارقة؟ وكيف يتم ذلك؟

أستطيع التحكم فيها، وذلك عبر التحكم في الأمواج الكهرومغناطيسية، إذ باستطاعتي توجيهها عن بعد، على علو شاهق وبسرعة 7200 كيلو متر في الساعة، كما أنه بمقدوري الغوص بكل الأمواج في عمق الأرض، وأستطيع المرور من طبقة أرضية إلى أخرى ودراستها وتحليلها، كما يمكنني توجيهها في اتجاه معاكس لأنني أتحكم فيها الآن بكل دقة.
· لكن ما هي هذه القوة بالضبط، فما زال الأمر مستعصيا على الفهم؟
سرّ هذه القوة الخارقة في الدماغ، لأنني بدوري تساءلت بخصوص ماهيتها وطرحت على نفسي عدة أسئلة في هذا الصدد، لكن السرّ في الدماغ لأنه هو الذي يعطي الإشارات، فهو مصدرها، وأنا أقوم بفك ألغازها، علما أنها إشارات دقيقة. فإذا مررت مثلا فوق نهر جوفي تأتي إشارة، وإذا مشيت فوق نفق تحت أرضي تأتي إشارة، وعندما تأتي أقوم بتحريك الأمواج. وهناك طريقة معينة ومحددة لتوجيه الأمواج تحت الأرض وفي العمق. على سبيل المثال بالإمكان أن اكتشف بدقة خندقا تحت الأرض أو مخابئ للعدو، نعم، كل ما أقوله قد يكون صعب التصديق بالنسبة للكثيرين، لكنني أفسره بالنتائج الملموسة التي يمكن معاينتها عند التحقيق.
مثلا أثناء التنقيب عن الماء في إحدى الأيام تدخل أحد المهندسين في الهيدرولوجيا، وقال لي لا أصدق ما تصرح به، وكان ذلك بحضور أحد السوريين، فعقبت عليه قائلا: "نحن مازلنا في بداية الطريق ولم نقم بعد بمباشرة عملية الحفر، وكما يقال "الماية تكذب الغطاس" أو "اتبع الكذاب حتى باب الدار"، والنتيجة علميا يمكنها أن تكون إما إيجابية أو سلبية، وأقول لك مسبقا إنها ستكون إيجابية والخاتمة بالنتيجة".
بعد ذلك قمت بتحديد المنطقة، وهي عبارة عن شقوق أرضية ناتجة عن حركات تكتونية باطنية، وكانت تلك الشقوق تتوفر على مياه تتحرك بسرعة، وقلت للمهندس ورفيقه السوري، إذا حفرنا هنا سنجد المياه خلال يومين، فعلا تم الحفر في المكان المحدد وتدفقت المياه، فقال السوري: يخلق الله ما يشاء.
لكن كيف يمكنك التعرف على كميات البترول المتواجدة في باطن الأرض؟ وكيف تحدد كبر حجم أو صغر الحقل؟
الطريقة التي أعتمدها في تحديد كمية البترول المكتشف مكونة عبر مراحل: أولا تأتي إشارة الاكتشاف، ثم تليها مرحلة الدراسة وتحليل الإشارات، والدراسة تكون عن بعد وفورية، وقد لا تتجاوز 20 دقيقة أو نصف ساعة حسب قوة الحقل النفطي.
فأثناء توجيه الأمواج الكهرومغناطيسية من طبقة أرضية إلى أخرى أو نحو الصخور المسامية المحتوية على النفط، أتلقى إشارات، وبذلك أستطيع تحديد سمكها، وهناك طريقة لتحديد هذا السمك، وأثناء هذا التحديد أقوم بصدم أمواج الكترونات وبروتونات النفط، حينئذ تحصل تحركات كهربائية، وإذا كانت جد قوية إضافة إلى معطى السمك، آنذاك سيبدو جليا أنها منطقة غنية بالنفط.
وقد استعمل أيضا بعض المواد المساعدة قصد معرفة قوة انتشار النفط عبر الصخور لأن هناك صخورا ضعيفة وأخرى غنية، فمثلا، إذا كان سمك الصخور ضئيلا، فإن الإشارة تتحرك في حدود 30 سنتيمترا، وإذا كان السمك قويا تكون الإشارات قوية جدا وقد تخلق لي مشاكل، كأن يكون المرء تحت طائرة مروحية أثناء النزول.
هكذا أصبح البترول أول همومي
يقودنا عمر بوزلماط إلى عالمه المادي الملموس بمقاييسه، والغريب بالنسبة لعامة الناس كونه ضربا من ضروب الخيال والمحال، لنتقدم معه خطوة خطوة داخل هذا العالم ما دام أنه على يقين بأنه سيقنعنا في آخر المطاف..
كيف تكوّنت لديك فكرة امتلاكك قوّة خارقة لاكتشاف الهيدروكاربورات؟
كانت البداية سنة 1998 في اليوسفية، إذ اكتشفت أنني أتوفر على قوّة خارقة تُمكِّنني من العثور بدقة كبيرة على المياه الجوفية. وبعد النجاح في ترويض هذه القوة بخصوص المياه الجوفية تفوقت في هذا المجال لكن بعد قيامي بمئات التجارب في الهيدرولوجيا، إذ كنت أتعامل معها كتحديات، وكنت على الدوام أحقق نتائج إيجابية، كما كنت خلال كل مرّة أُصعّد من حدّة التحدي محاولا التعمق في الدراسة والتحليل عن بعد حتى روضت كليا المواد الكهرومغناطيسية بالمياه وبأنواعها وطبيعتها، وأصبحت أتعرف بسهولة فائقة على المياه العذبة والمياه المالحة والمياه الحامضة، وذلك بواسطة تواصل كميائي معقد عبر الأثير باستعمال جملة من المواد لاستفزاز الأمواج الكهرومغناطيسية التي أريد الاصطدام بها عن بعد، قصد بلوغ هدف أحدده مسبقا بكل دقة، ذلك أنني لا أقتصر على الاستكشاف وإنما أباشر كذلك التحليل الكيميائي، وهكذا امتلكت خبرة مهمة في مجال التنقيب على المياه الجوفية والهيدرولوجيا.
أما بخصوص البترول والهيدروكاربورات عموما، لم يسبق لي أن فكرت إطلاقا في الأمر، لكن عندما تم نقلي من مدينة اليوسفية إلى مدينة الرشيدية، للالتحاق بمقر عملي هناك، بين مدينة أزرو الجبلية وتمحضيت، كنت مارا في جناح الليل وأنا أقود سيارتي فرفعت يدي لمحاولة اكتشاف مياه بالمنطقة التي أعبرها، قصد التسلية ومقاومة رتابة طول الطريق وتكسير جو الوحدة، فمرّت بالقرب مني حاوية للبترول فامتلكني ارتجاج قوي، فقلت مع نفسي إنني ربما أتواجد فوق واد جوفي أو بالقرب من خزان مياه، وبعد 5 دقائق مرّت بالقرب مني حاوية بنزين ثانية فتكرر الارتجاج القوي من جديد، آنذاك امتلكتني رغبة قوّية في فهم الأمر، وحضرتني فكرة ساهمت في اقتيادي للإجابة على التساؤلات التي تتزاحم في ذهني منتظرا الجواب.
اتجهت لأول محطة لتوزيع الوقود في طريقي إلى الرشيدية، وقمت بإجراء التجربة على كل واحد منها، وكان عددها بالضبط 25 محطة.. قلت اتجهت لأول محطة لتوزيع الوقود، وبمجرد الاقتراب منها شعرت بنفس الارتجاج (أي بلغة أكثر علمية) تلقيت إشارات، أو قل أمواجا كهرومغناطيسية مخالفة لتلك الأمواج المرتبطة بالمياه الجوفية، وكررت التجربة على طول المسافة التي فصلتني عن مدينة الرشيدية، فكلما اقتربت من محطة توزيع الوقود كان الأمر يتكرر.
خلال تلك الليلة شعرت، في لحظة من اللحظات، بإشارات أخرى مختلفة، عندئذ أوقفت السيارة لمعاينة المكان فلاحظت أنني فوق قنطرة، وبذلك علمت أن تلك الإشارات المغايرة (الأمواج الكهرومغناطيسية) تتعلق بالفراغ المتواجد تحتي وأنا على الجسر.
هكذا بدأت أتقدم بسرعة في فك ألغاز مختلف الإشارات، إشارات الفراغ، إشارات المياه الجوفية بمختلف أنواعها (العذبة، المالحة، الملوثة...).
إذن هناك جملة من الأمواج الكهرومغناطيسية المختلفة والمتابينة يمكن التحكم فيها عن بعد، وقد توصلت بعد مدّة من التدريب إلى ترويضها والتحكم فيها من خلال إصدار أمواج كهرومغناطيسية تصل سرعتها إلى 7200 كليو متر في الساعة.
كيف تمكنت من ضبط هذه السرعة الفائقة بهذه الدقة؟
المسألة بسيطة جدا، ويمكن القيام باحتسابها بسهولة.. في الرشيدية هناك حقل نفطي يبعد عنها بحوالي 51 كيلو متر متواجد بكلميمة غير قابل للاستغلال، وقد تمكنت من اكتشاف هذا الحقل خلال مدة تتراوح ما بين 25 و26 ثانية، أي أنني اكتشفت حقل بترول على بعد 50 كيلو متر في مدة 25 ثانية بواسطة التحكم في أمواج كهرومغناطيسية (عبر الأثير) بسرعة بلغت 7200 كيلو متر في الساعة (عبر إصدار وتلقي الإرشادات).
لكن لماذا هذه السرعة بالذات (7200 كيلو متر في الساعة(وليس أقل ولا أكثر؟
إنها السرعة التي انتقلت بها الأمواج الكهرومغناطيسية بيني وبين حقل كلميمة، وها هي العملية الحسابية؟
القيام بعملية قسمة 3600 ثانية (ساعة) على 25 ثانية (المدة الكافية لاكتشاف الحقل ثم القيام بعملية ضرب الناتج في 50 كيلو متر، المسافة بين مكان وجوده وموقع الحقل المذكور.
فعملية القسمة الأولى (3600: 25) تعطي ناتجا قدره 144 إذا ضربناه في 50 (144 x 50) نحصل على 7200 كيلو متر في الساعة، وهي السرعة المتحدث عنها أعلاه. لذلك تمكنت انطلاقا من مدينة الرشيدية اكتشاف الحقل العملاق المتواجد في المحيط الأطلسي خلال ظرف لا يتجاوز 5 دقائق، نعم أكرر، 5 دقائق أي 300 ثانية.
لكن كيف تمكنت من اكتشاف هذا الحقل العملاق بدقة على بعد مئات الكيلومترات وفي وقت وجيز جدا؟
هناك عدة خرائط دقيقة موجودة بشبكة الانترنيت تتضمن جملة من المعلومات الموثوق بها جدا في مجال الخرائط واحتساب المسافات وتحديد المواقع، وقد استعملتها لضبط المسافة التي تفصلني عن الموقع المستهدف بدقة علمية متناهية، مع هامش ضئيل للخطأ، لا يكاد يبين ولن يكون له أدنى تأثير في النتائج المحصل عليها.
بما أنني أعلم أن سرعة الأمواج الكهرومغناطيسية التي أتحكم فيها هي 7200 كيلو متر في الساعة، فإنه من السهل إذن احتساب المدة الزمنية الكافية لبلوغ النقطة المستهدفة، تصور معي كأنك تقود طائرة تنتقل من نقطة إلى أخرى بسرعة محددة، فإن ربانها يمكنه أن يعرف بالضبط أين يوجد في أية لحظة، وهذا ليس بالعسير.
إذن، عندما أخترق المسافة المطلوبة بواسطة الأمواج الكهرومغناطيسية، هناك مواد كيميائية محضرة مسبقا أربطها في حزامي وأستخدمها في اللحظة المناسبة لاستفزاز الأمواج الكهرومغناطيسية التي أرغب الاصطدام بها مسبقا في محيط مجاليّ محدد بدقة.
وبخصوص هذه المواد المحضرة، والتي يمكنني أن أحددها بكل تدقيق بلغة العالم الفيزيائي أو الكميائي، وأنا على استعداد للمناظرة بخصوصها مع الاختصاصيين في المجال، وأقول هذا لنفي أي طابع عشوائي مما قد يتبادر إلى ذهن العامة من سحر أو خرافات، فالمسألة ترتبط بمعطيات علمية دقيقة قابلة للتجربة ومعاينة النتائج عن قرب وبالملموس.
أقول هناك عدّة مواد كيميائية متنوعة جاهزة، استخدمها للتعرف على وجود المياه ونوعيتها، ومواد أخرى أستعملها للتفاعل والتواصل مع مراكز الحرارة الباطنية كيفما كانت درجتها، علما أن النفط يكون على الدوام مرتبطا بالحرارة، واستخدم مواد أخرى عندما أقوم بالدراسة والتحليل عن بعد، إذ أوجه الأمواج الكهرومغناطيسية إلى النواة الأرضية ثم أبدأ في الصعود طبقة تلو أخرى، أدرس الحرارة والضغط وسمك الصخور الخازنة للنفط، وأجمع المعلومات والمعطيات التي أبني عليها، لإصدار حكم قيمة على الموقع موضوع الاستكشاف وأخرج بخلاصة واضحة.
لم أقف عند هذا الحد، بل قمت بإجراء تجارب أخرى، قد تبدو للكثيرين ضربا من ضروب الخيال ومستحيلة التحقيق، لكني أقول إني مستعد لإعادة التجربة تحت أنظار المختصين وعلى أمور قابلة للمراقبة، والعبرة ستكون بالنتيجة.
لقد قمت بتجربة اكتشاف البترول خارج الحدود المغربية، حقول في طور الاكتشاف، وفي هذا الصدد أقول بإمكاني التعرف على حقل نفطي في طور الاستغلال، وإذا كان الحقل مرتبطا بخزان يوضع بداخل البترول المستخرج، يمكنني إذن أن أتبع مسار النفط المستخرج إلى حد وصوله الخزان، وآنذاك يمكنني تحديد شكله، هل هو دائري أو مكعب أو كروي الشكل دون أن يسبق لي معاينته من قبل، وهذا ليس علما بالغيب وإنما نتيجة معلومات أحصل عليها عبر إشارات ناتجة عن اصطدام أمواج كهرومغناطيسية، أفك ألغازها بعد توجيهها والتحكم فيها واستعمال جملة من المواد لاستفزاز النوع المراد استفزازه من تلك الأمواج، فالمسألة علمية وليست ضربا من ضروب المعجزات أو السحر أو الدجل، فكل شيء يكمن مقاربته مقاربة علمية سهلة الفهم لدى أهل الاختصاص العلمي.
وقد قمت فعلا بهذه التجربة، واكتشفت حقلا خارج الحدود الترابية للمغرب، في طور الاكتشاف، وتتبعت مسار الأمواج الكهرومغناطيسية واستعملت مواد لاستفزاز التفاعل مع بعضها بعد الاصطدام بها، وذلك للبحث عن غطاء الحقل النفطي، وبعدئذ تلقيت إشارات تتبعتها بسهولة، وهي ذات الإشارات التي ترسم لي خط الزلزال إذا كان الحقل مدمرا، ثم شرعت في البحث عن الحرارة لتقييم نسبتها وأهميتها، وهكذا دواليك حتى انتهي من الدراسة وتجميع المعطيات عن بعد لأكوّن فكرة عن الموقع وأصدر حكمي بصدده.
وأعيد وأقول.. بإيجاز إنها القوّة الخارقة التي أنعم عليّ بها الله سبحانه، قد تكون نوعا من أنواع الحاسة السادسة، وهذا أمر مقبول عقليا، وإليك مثل: منذ آلاف السنين تم استعمال غصن الزيتون لاكتشاف المياه الجوفية، وهي طريقة مازالت تستعمل في العديد من المناطق بالمغرب، فماسك هذا الغصن الزيتوني يتفاعل عبر تواصل كهرومغناطيسي مع المياه الجوفية، وقد يصيب وقد يخطئ الهدف.. أما أنا يمكنني اكتشاف المياه وكذلك تحديد سرعة جريانها في باطن الأرض وتتبع مسارها، يكفيني الاصطدام مع أمواجها الكهرومغناطيسية، وهذا جانب لاختزال صورة القوّة الخارقة التي حباني الله بها.
اكتشاف حقل نفطي عملاق رهان مغرب المستقبل
يصر عمر بوزلماط على أن المغرب يحتضن حقلا نفطيا عملاقا، يعرف بالضبط أين يقع، حدد طوله وعرضه وسمك صخرته النفطية، وهو على أتم الاستعداد لاستكشاف المنطقة ما بين أكادير والكويرة إذا توفرت الرغبة لدى القائمين على الأمور ومكّنوه من وسائل بسيطة جدا. فهل عمر ينطق عن هوى أم أنه عالم حق العلم بما يقول؟
- بالتأكيد، اكتشفت آبارا للبترول والغاز الطبيعي وأنت تتجول في ربوع المملكة، هل يمكن لك أن تحدد لنا المناطق التي اكتشفت فيها النفط؟
نعم، يمكن أن أسرد عليك المناطق التي اكتشفت فيها البترول والغاز الطبيعي وهي كثيرة، كلها مع الأسف الشديد غير قابلة للاستغلال.
فهناك مثلا منطقة تندرارة التي كانت مسرحا للحفر مؤخرا، سمك الصخور الخازنة للنفط فيها ضعيف ومعظمها صخور فقيرة، إضافة إلى أن الصخور الأم المولدة للبترول هي بدورها ضئيلة، وباعتبار أن الصخور الأم فقيرة، فإن النفط المتوفر ضعيف، هذا أوّلا.
وثانيا، هناك منطقة قريبة من تندرارة، تحتضن هي كذلك حقلا نفطيا لكنه مدمر وبالتالي غير قابل للاستغلال.
أما المنطقة الواقعة بين عين الشعير والمنكوب قرب بوعرفة، فهي منطقة نفطية دمرتها الزلازل بطريقة عنيفة، وترسب بها البترول ولم يعد صالحا.
ومنطقة ما بين بودنيب وإنزورن (منطقة بوعنان)، بها حقل نفطي لكن سمكه ضئيل لا يرقى إلى مستوى الاستغلال.
أما في منطقة الرشيدية، على بعد 13 كيلو متر من العمالة، هناك حقل نفطي دمّره الزلزال، وكذلك الأمر بالنسبة لحقل قريب من المطار.
وهناك منطقتان قريبتان من ميدلت وأخرى بالقرب من ميسور، في الجهة الجنوبية لتالسينت، وكلها تحتضن حقولا دمّرتها الزلازل.
على بعد 30 كيلومتر من مركز أداء الطريق السيار بمدخل فاس، يوجد حقل نفطي دمّره الزلزال، وهناك فالق يمرّ فوق الغطاء البترولي امتد في اتجاه سيدي حرازم الذي أصبح مكانا تجمعت فيه المياه، وهو الحقل الذي يمد تلك المياه بالحرارة.
وهناك منطقة على بعد 4 كيلو متر من مكناس يوجد بها غاز لكن بكميات ضعيفة وغير صالحة للاستعمال، وهو حقل غير مدمّر.
كما أن المنطقة الواقعة بين مكناس وغابة المعمورة غير مدمّرة لكن نفطها ضعيف وغير صالح للاستغلال.
وكل الهيدروكاربورات المتواجدة بمنطقة العرب، هي غالبا غاز طبيعي لكن بكميات ضئيلة جدا وتمر على حقولها خطوط زلزالية.
وهناك منطقة بترولية قرب سيدي سليمان، لكن سمك الصخرة الخازنة للنفط ضئيل ويتركز فيها الكبريت، وبالتالي فهي غير صالحة رغم أنها غير مدمّرة.
وهناك حقل يمتد من الجديدة في اتجاه الوليدية على طول 110 كيلو متر وعرض 10 كيلو متر دمّره الزلزال، وبالقرب من مدينة الجديدة في البحر حقل نفطي طوله 40 كيلو متر تقريبا دمّره الزلزال. وفي اتجاه مدينة سطات حقل غير مدمّر لكن كميات نفطه ضعيفة وغير قابلة للاستغلال.
وأخيرا.. بالصويرة، هناك مناطق ضعيفة دمّرتها الزلازل، لكن خط الزلزال لحسن الحظ لم يمر من البحر، إذ وصل إلى مشارف الحقل العملاق على بعد 40 كيلو متر، ولو كان قد مرّ من البحر لدمّره. وهذا الحقل العملاق يمتد من الصويرة إلى حدود اثنين شتوكة، على بعد 60 كيلو متر من الدار البيضاء، وهو حقل يمكنه حل جميع مشاكل المغرب، وقد يستمر استغلاله أكثر من 50 سنة على الأقل، وأنا على استعداد، إن رغب المسؤولون في ذلك، تحديد المنطقة بدقة على الخريطة ب GPS، حتى يتم حفظها.
- كيف كانت حالتك النفسية عند اكتشاف الحقل العملاق؟
عندما اكتشفت الحقل العملاق، كانت فوقه باخرة صيد، واعتقدت في البداية أنها منصة بحرية نفطية، فامتلكني الإحباط، وقلت لنفسي: لقد تم اكتشاف هذا الحقل العملاق، فانتهى الأمر إذن.. لكن سرعان ما تبين لي أنه مجرد مركب صيد وليست منصة.. تابعت الدراسة وتحليل الحقل في شموليته عن بعد.. حددت عرضه وطوله، وقمت بمختلف القياسات المرتبطة بالسمك والضغط والحرارة وجودة المياه..
صباح يوم الغد بادرت إلى مراسلة الأميرة لالة سلمى في الموضوع لربح الوقت وسدّ الأبواب على الشركات المهتمة بالتنقيب، وذلك قبل فوات الأوان، إلا أنني لم أتوصل بأي جواب إلى حد الآن.
علما، أنه باعتباري دركيا لازلت أزاول المهنة، أخبرت رؤسائي المباشرين بالأمر وشرحت لهم مختلف المعطيات وسلمتهم جملة من الوثائق وتكلفوا بإيصال الملف لقائد الدرك الملكي، وهذا ما كان، غير أنني لم أتوصل كذلك بأي جواب، علما أني قضيت أكثر من 23 سنة في الخدمة، بالرغم من أن هناك عشرات الشركات الأجنبية التي تجوب المغرب للتنقيب على النفط.
وكاتبت كذلك الوزير الأول ووزير الطاقة والمعادن ولكن بدون نتيجة.
- هل يمكن أن يكون هناك تستر من طرف جهات حكومية مسؤولة ونافذة في المغرب؟
أظن أن المسؤولين في المغرب لا علم لهم بمجال النفط، فهم من منحوا تراخيص، والمكتب الوطني للهيدروكاربورات مجرد مكتب للتراخيص، وقد حسمت مديرته، أمينة بنخضرة، الأمر عندما صرحت بأن تكاليف التنقيب والحفر جد مكلّفة، والمغرب ليس في وسعه حاليا تحملها، لذلك أوكل أمر التنقيب على النفط بالمغرب لجهات خارجية، الشركات النفطية العالمية.
من المنطقي القول إن هذه الشركات إذا وجدت النفط يمكنها التستر عليه، لكن من الصعب أن تقوم بذلك، لأنه ليس في صالحها ما دام أنها استثمرت أموالا باهضة وعليها استرجاعها مضاعفة تحقيقها للربح لأنها بكل بساطة شركة تسعى إلى تحقيق الربح.
فهناك شركة أجنبية قامت بالتنقيب على البترول قبالة شاطئ المهدية (القنيطرة) على امتداد 6 أشهر، ثم انسحبت في صمت مريب، لماذا؟ لأنها لم تكتشف شيئا على اعتبار أن المكان الذي نقبّت به يوجد فيه، فعلا، حقل نفطي لكنّه مدمّر. ولو كانت هذه الشركة على علم ولها الدقة التي أمتلكها، لما استثمرت ملايين الدولارات وخرجت خاوية الوفاض.
إذن الشركات المرخص لها بالتنقيب والقائمون على الأمور عندنا لا يدرون شيئا في هذا المجال.
هل المناطق التي تنقّب فيها الشركات الأجنبية ليس فيها نفط؟
الجواب واضح ما دام أن الشركات التي نقّبت لم تجد شيئا إلى حد الآن، بما فيها تلك التي قامت بالتنقيبات بالمنطقة الغنية بالنفط. إذ من المحتمل أن يكون ذلك الحقل العملاق غير بعيد عن حقول مدمّرة يمكنها أن تضلل الشركات، علما أن الحقول المدمرة تستمر في إنتاج المجال المغناطيسي.
فالحقول المدمّرة موجودة في كل مكان بالعالم، وليس في المغرب وحده، فمثلا هناك حقل نفطي في البحر الأحمر دمّره الزلزال.
هل المغرب يتوفر على حقول أخرى بالإضافة إلى الحقل العملاق؟
في الشمال هناك حقل من الغاز وحقل من البترول، أقول إنه ضعيف لكن يمكن استغلاله، علما أن الحقول المتواجدة وسط البحر نادرا ما تكون مربحة، لأن تكاليف استخراج النفط من البحر لا زالت مكلفة خاصة إذا كان الحقل متوسطا، ذلك أن الأمر سيبدو في الظروف الحالية بدون جدوى اقتصادية.
وأقول كذلك إنه من الممكن اكتشاف مناطق في الصحراء.
أظن بكل صدق، إذا عزم المغرب على اعتماد خطة ستة أشهر للحفر، فأنا على يقين أننا سنسجل ميلاد مغرب البترول، وشروق شمس النفط بالمغرب انطلاقا من المحيط الأطلسي.
كما أقول إنه إن سمحت لي السلطات بالقيام بإثبات الحقول وتحديد مكانها، فإني على يقين بأن الشركات الأجنبية المتواجدة بمياهنا الإقليمية سترفع راية الاستسلام.
إذا لم يستجب من يهمهم الأمر لرؤيتك، هل يمكن أن تعرض قدراتك وخبرتك على جهة أجنبية؟
إنه أمر غير مقبول بالنسبة لي.. مهما كان الأمر، لكن لا أخفي عليك أنني لا أظن أن القائمين على الأمور، لو درسوا الأمر بتأن وتمعنوا جيدا في المعطيات التي وفرتها والتي سأوفر المزيد منها إن طلبوا منّي ذلك، كيف لهم أن يرفضوا أو يتغاضوا عن الأمر، علاوة على أن قضية النفط تهم الشعب المغربي كذلك وله حق الاستفسار عنه.
وإذا رفضوا الاستجابة وامتنع الشعب عن الاستفسار، فهذا شأنهم في نهاية المطاف.
سبق وأن نقب الاستعمار الفرنسي على الغاز الطبيعي بمنطقة الغرب، وهناك علامات معروفة لدى أهل المنطقة، فهل هناك تستر على وجود الغاز؟
فعلا هناك علامة بمنطقة لكدادرة، وقد قمت بزيارتها وعاينت المكان عن قرب، فالذي حفر هناك لا يدري شيئا في الهيدروكاربورات، إن السمك جد ضئيل، وليس هناك غطاء، فقد دمّرته الزلازل، وكان الأولى ردم ذلك الثقب، لأن منطقة الغرب ضعيفة جدا في مجال الغاز والنفط، والذي يعتقد بوجودهما هناك فهو يحلم بشيء غير موجود على الإطلاق.
فخطوط الزلزال قد ضربت القنيطرة، في اتجاه المحيط وفي اتجاه مولاي بوسلهام، وهي منطقة مدمّرة، لأنها تعرضت لعدّة ضربات زلزالية منذ القدم، وهي ضربات لا تترك مجالا للغطاء لكي يتجمع البترول.
ألهذا السبب أقفلت الشركة البترولية الأجنبية الثقب الذي أنجزته بدوار الكدادرة بمشرع بلقصيري وغادرت المكان بدون رجعة؟ فهل اقتنعت بعدم وجود النفط أو الغاز هناك؟
+ غادرت المكان وقفلت الثقب ووضعت علامة بارزة لعدم الحفر من جديد هناك.فلو وجد غاز لتم استغلاله.
كما قلت ذهبت إلى المنطقة وأجريت تجارب، وأصدرت أمواجا في العمق هناك، وتبين لي بالملموس أنها منطقة فقيرة جدا بخصوص الهيدروكاربورات، ويمكن أن أمنحها نقطة 0.5 (نصف نقطة) على 10.
تتوفر الجارة الجزائر على حقول نفطية وغازية عملاقة، هل قمت بمقارنة بينها وبين مخزون الحقل الذي اكتشفته بالمغرب؟
الحقل المتواجد في المغرب حقل قوي مقارنة مع الحقول الجزائرية، ولا يتواجد إلى حد الآن نظيره لا في الجزائر ولا في ليبيا ولا في منطقة أخرى.
هل من الممكن وجود البترول في مناطق أخرى بالمغرب؟
من المحتمل جدا وجود البترول من أكادير في اتجاه الكويرة، وخلال أسبوع يمكنني أن أجيب على سؤال: هل يوجد بترول هناك أم لا؟
فإذا لقيت تجاوبا من طرف السلطات ومن يهمهم الأمر سأقوم بالمطلوب.
ليس في مقدوري القيام بذلك على حسابي، فقد أنفقت إلى حد الآن 14 مليون سنتيما من مالي الخاص وتخليت عن الاستمتاع بعطلي وضحيت براحتي الأسبوعية، وأصبحت الآن عاجزا على المزيد من الإنفاق على هذه المهمة.
لحد الآن لم ألاحظ أي تجاوب، فكيف يمكنني الذهاب إلى الجنوب للقيام بالتجارب والاستكشاف.
هل يوجد البترول في مناطق برية بالمغرب، قابلة للاستغلال؟
حاليا المناطق التي زرتها وقمت باستكشافات بها لا تحتضن إلا كميات ضئيلة، وأغلبها مدمّر، وحتى غير المدمّر منها غير قابل للاستغلال، وبالتالي بدون جدوى.
هل المغرب كان غنيا بالنفط قبل أن تدمّر حقوله؟
بالعكس، المغرب كان ضعيفا بتروليا، لأن الحقول المدمّرة لها سمك ضئيل، فحقل المهدية بالقنيطرة، طوله 16 كيلو متر وعرضه 4 إلى 6 كيلو مترات حسب الالتواء الجيولوجي، فهو حقل دمّرته الزلازل، وقامت إحدى الشركات بالتنقيب هناك، لكنها في آخر المطاف انصرفت.
لنفترض الآن أن الزلزال لم يضرب تلك المنطقة، ومع ذلك لا يمكن استغلال نفطها لأن السمك ضئيل.
عموما، المناطق النفطية البرية بالمغرب، تحتضن نفطا سمكه ضئيل، لكن النفط المتواجد بالبحر في منطقة ما بين الدار البيضاء والصويرة، سمكه غني ويتوفر على فالق عظيم منذ غابر الزمان.
إعداد : إدريس ولد القابلة رئيس تحرير أسبوعية المشعل إضغط هنا لقراءة الجزء الثاني من موضوع "دركي مغربي يعلن اكتشاف أكبر حقل للبترول في العالم بالمغرب"
على سبيل البداية
عمر بوزلماط أحد أبناء قرية انحناحن جنوب مدينة الحسيمة، ولج سلك الدرك الملكي سنة 1984، عمل بالدرك الحربي بالجنوب، ثم التحق باليوسفية فمدينة الرشيدية، حيث يعمل ويقطن الآن.
قبل إجراء حديث مطول معه بخصوص اكتشافه لحقل نفطي عملاق بالمغرب، سألناه مباشرة، بدون لف ولا دوران، هل عمر بوزلماط يبحث عن النجومية أم عن اكتشاف البترول وزف البشرى للمغاربة بعد انكسار حلم تالسينت؟ صمت لحظة فقال، إذا كنتم تعتقدون ذلك، أطلب عدم ذكر اسمي وعدم نشر صورتي والاكتفاء بالقول إن الأمر يهم مواطنا مغربيا.. فأنا لا تهمني النجومية، وربما صدق في قوله لأن النجومية في هذا المجال قد تكون سلبية على اعتبار أن هذا المجال تشوبه المخاطر.
إن الدافع الرئيسي الذي جعله يتصل بأسبوعية "المشعل" ويثق بها، هو أولا، حسب قوله، اهتمامها بجملة من القضايا الحيوية والشائكة، وثانيا لأنه سئم معاينة دكاترة يسكبون على أنفسهم البنزين ويضرمون النار فيها، وسماع أن هناك مغربيات يرمون بأنفسهن في أحضان الخليجيين وغيرهم، وشباب يركبون قوارب الموت سعيا وراء الإفلات من الفقر المستدام والتهميش الممنهج.. شعرنا أنه صادق في قوله، نبيل في مسعاه، لذلك قبلنا إجراء لقاء معه، بعد أن تواطأنا معا للبحث عن نجومية من نوع آخر، إنها نجومية الوطن ونجومية شباب هذا الوطن ونجومية أجياله القادمة.
اكتشاف القوة الخارقة والتحكم فيها
اكتشف عمر بوزلماط القوة الخارقة الكامنة فيه صدفة وهو في طريقه إلى مقر عمله الجديد بالرشيدية، نواصل الحديث معه لتسليط المزيد من الأضواء بخصوصها.
· كيف تم اكتشاف القوة الخارقة للاستشعار عن بعد؟
كان ذلك بالصدفة، وقتئذ كان الإبهامان ملتقيين فانفصلا فجأة وعلى حين غرة بقوة لا إرادية، تساءلت بخصوص هذا الأمر، وقادني هذا التساؤل إلى تجريب هذه القوة في مجال اكتشاف المياه الجوفية، وفعلا أصبت الهدف خلال كل محاولة قمت بها.
أما بخصوص توظيف هذه القوة الخارقة في مجال التنقيب على الهيدروكاربورات، فكانت البداية في 7 نونبر 2005 على الساعة الواحدة صباحا، بين مدينة أزرو وتمحضيت.
· هل ظلت هذه القوة الكامنة على حالها أم أنها تطورت؟
نعم، تطورت هذه القوة تدريجيا مع تكرار التجارب والأبحاث وتقدم التحكم فيها وتوجيهها وافتعالها في أوقات معينة ومحددة، وفعلا حققت تقدما مسترسلا في السرعة والتحكم والتوجيه والدقة وتأويل الإشارات وفك ألغازها.
· ما هي المجالات التي يمكن أن تستعمل فيها هذه القوة؟
يمكن استعمالها في إحدى الطاقات المتجددة، الحرارة الجوفية والمياه، مع تحديد طبيعتها (العذوبة، الملوحة، الحموضة..)، والهيدروجين المكون للفوسفاط، وقد قمت بعدة تجارب ودراسات بعين المكان بالمناطق الفوسفاطية، وهو المضمار الذي يهمنا حاليا أكثر من غيره اعتبارا لأهميته وطبيعته الإستراتيجية الحيوية، علما أن الاهتمام بهذا القطاع جاء صدفة ولم أكن أفكر في إمكانية حدوثه يوما.
· هل يمكن التحكم في هذه القوة الخارقة؟ وكيف يتم ذلك؟

أستطيع التحكم فيها، وذلك عبر التحكم في الأمواج الكهرومغناطيسية، إذ باستطاعتي توجيهها عن بعد، على علو شاهق وبسرعة 7200 كيلو متر في الساعة، كما أنه بمقدوري الغوص بكل الأمواج في عمق الأرض، وأستطيع المرور من طبقة أرضية إلى أخرى ودراستها وتحليلها، كما يمكنني توجيهها في اتجاه معاكس لأنني أتحكم فيها الآن بكل دقة.
· لكن ما هي هذه القوة بالضبط، فما زال الأمر مستعصيا على الفهم؟
سرّ هذه القوة الخارقة في الدماغ، لأنني بدوري تساءلت بخصوص ماهيتها وطرحت على نفسي عدة أسئلة في هذا الصدد، لكن السرّ في الدماغ لأنه هو الذي يعطي الإشارات، فهو مصدرها، وأنا أقوم بفك ألغازها، علما أنها إشارات دقيقة. فإذا مررت مثلا فوق نهر جوفي تأتي إشارة، وإذا مشيت فوق نفق تحت أرضي تأتي إشارة، وعندما تأتي أقوم بتحريك الأمواج. وهناك طريقة معينة ومحددة لتوجيه الأمواج تحت الأرض وفي العمق. على سبيل المثال بالإمكان أن اكتشف بدقة خندقا تحت الأرض أو مخابئ للعدو، نعم، كل ما أقوله قد يكون صعب التصديق بالنسبة للكثيرين، لكنني أفسره بالنتائج الملموسة التي يمكن معاينتها عند التحقيق.
مثلا أثناء التنقيب عن الماء في إحدى الأيام تدخل أحد المهندسين في الهيدرولوجيا، وقال لي لا أصدق ما تصرح به، وكان ذلك بحضور أحد السوريين، فعقبت عليه قائلا: "نحن مازلنا في بداية الطريق ولم نقم بعد بمباشرة عملية الحفر، وكما يقال "الماية تكذب الغطاس" أو "اتبع الكذاب حتى باب الدار"، والنتيجة علميا يمكنها أن تكون إما إيجابية أو سلبية، وأقول لك مسبقا إنها ستكون إيجابية والخاتمة بالنتيجة".
بعد ذلك قمت بتحديد المنطقة، وهي عبارة عن شقوق أرضية ناتجة عن حركات تكتونية باطنية، وكانت تلك الشقوق تتوفر على مياه تتحرك بسرعة، وقلت للمهندس ورفيقه السوري، إذا حفرنا هنا سنجد المياه خلال يومين، فعلا تم الحفر في المكان المحدد وتدفقت المياه، فقال السوري: يخلق الله ما يشاء.
لكن كيف يمكنك التعرف على كميات البترول المتواجدة في باطن الأرض؟ وكيف تحدد كبر حجم أو صغر الحقل؟
الطريقة التي أعتمدها في تحديد كمية البترول المكتشف مكونة عبر مراحل: أولا تأتي إشارة الاكتشاف، ثم تليها مرحلة الدراسة وتحليل الإشارات، والدراسة تكون عن بعد وفورية، وقد لا تتجاوز 20 دقيقة أو نصف ساعة حسب قوة الحقل النفطي.
فأثناء توجيه الأمواج الكهرومغناطيسية من طبقة أرضية إلى أخرى أو نحو الصخور المسامية المحتوية على النفط، أتلقى إشارات، وبذلك أستطيع تحديد سمكها، وهناك طريقة لتحديد هذا السمك، وأثناء هذا التحديد أقوم بصدم أمواج الكترونات وبروتونات النفط، حينئذ تحصل تحركات كهربائية، وإذا كانت جد قوية إضافة إلى معطى السمك، آنذاك سيبدو جليا أنها منطقة غنية بالنفط.
وقد استعمل أيضا بعض المواد المساعدة قصد معرفة قوة انتشار النفط عبر الصخور لأن هناك صخورا ضعيفة وأخرى غنية، فمثلا، إذا كان سمك الصخور ضئيلا، فإن الإشارة تتحرك في حدود 30 سنتيمترا، وإذا كان السمك قويا تكون الإشارات قوية جدا وقد تخلق لي مشاكل، كأن يكون المرء تحت طائرة مروحية أثناء النزول.
هكذا أصبح البترول أول همومي
يقودنا عمر بوزلماط إلى عالمه المادي الملموس بمقاييسه، والغريب بالنسبة لعامة الناس كونه ضربا من ضروب الخيال والمحال، لنتقدم معه خطوة خطوة داخل هذا العالم ما دام أنه على يقين بأنه سيقنعنا في آخر المطاف..
كيف تكوّنت لديك فكرة امتلاكك قوّة خارقة لاكتشاف الهيدروكاربورات؟
كانت البداية سنة 1998 في اليوسفية، إذ اكتشفت أنني أتوفر على قوّة خارقة تُمكِّنني من العثور بدقة كبيرة على المياه الجوفية. وبعد النجاح في ترويض هذه القوة بخصوص المياه الجوفية تفوقت في هذا المجال لكن بعد قيامي بمئات التجارب في الهيدرولوجيا، إذ كنت أتعامل معها كتحديات، وكنت على الدوام أحقق نتائج إيجابية، كما كنت خلال كل مرّة أُصعّد من حدّة التحدي محاولا التعمق في الدراسة والتحليل عن بعد حتى روضت كليا المواد الكهرومغناطيسية بالمياه وبأنواعها وطبيعتها، وأصبحت أتعرف بسهولة فائقة على المياه العذبة والمياه المالحة والمياه الحامضة، وذلك بواسطة تواصل كميائي معقد عبر الأثير باستعمال جملة من المواد لاستفزاز الأمواج الكهرومغناطيسية التي أريد الاصطدام بها عن بعد، قصد بلوغ هدف أحدده مسبقا بكل دقة، ذلك أنني لا أقتصر على الاستكشاف وإنما أباشر كذلك التحليل الكيميائي، وهكذا امتلكت خبرة مهمة في مجال التنقيب على المياه الجوفية والهيدرولوجيا.
أما بخصوص البترول والهيدروكاربورات عموما، لم يسبق لي أن فكرت إطلاقا في الأمر، لكن عندما تم نقلي من مدينة اليوسفية إلى مدينة الرشيدية، للالتحاق بمقر عملي هناك، بين مدينة أزرو الجبلية وتمحضيت، كنت مارا في جناح الليل وأنا أقود سيارتي فرفعت يدي لمحاولة اكتشاف مياه بالمنطقة التي أعبرها، قصد التسلية ومقاومة رتابة طول الطريق وتكسير جو الوحدة، فمرّت بالقرب مني حاوية للبترول فامتلكني ارتجاج قوي، فقلت مع نفسي إنني ربما أتواجد فوق واد جوفي أو بالقرب من خزان مياه، وبعد 5 دقائق مرّت بالقرب مني حاوية بنزين ثانية فتكرر الارتجاج القوي من جديد، آنذاك امتلكتني رغبة قوّية في فهم الأمر، وحضرتني فكرة ساهمت في اقتيادي للإجابة على التساؤلات التي تتزاحم في ذهني منتظرا الجواب.
اتجهت لأول محطة لتوزيع الوقود في طريقي إلى الرشيدية، وقمت بإجراء التجربة على كل واحد منها، وكان عددها بالضبط 25 محطة.. قلت اتجهت لأول محطة لتوزيع الوقود، وبمجرد الاقتراب منها شعرت بنفس الارتجاج (أي بلغة أكثر علمية) تلقيت إشارات، أو قل أمواجا كهرومغناطيسية مخالفة لتلك الأمواج المرتبطة بالمياه الجوفية، وكررت التجربة على طول المسافة التي فصلتني عن مدينة الرشيدية، فكلما اقتربت من محطة توزيع الوقود كان الأمر يتكرر.
خلال تلك الليلة شعرت، في لحظة من اللحظات، بإشارات أخرى مختلفة، عندئذ أوقفت السيارة لمعاينة المكان فلاحظت أنني فوق قنطرة، وبذلك علمت أن تلك الإشارات المغايرة (الأمواج الكهرومغناطيسية) تتعلق بالفراغ المتواجد تحتي وأنا على الجسر.
هكذا بدأت أتقدم بسرعة في فك ألغاز مختلف الإشارات، إشارات الفراغ، إشارات المياه الجوفية بمختلف أنواعها (العذبة، المالحة، الملوثة...).
إذن هناك جملة من الأمواج الكهرومغناطيسية المختلفة والمتابينة يمكن التحكم فيها عن بعد، وقد توصلت بعد مدّة من التدريب إلى ترويضها والتحكم فيها من خلال إصدار أمواج كهرومغناطيسية تصل سرعتها إلى 7200 كليو متر في الساعة.
كيف تمكنت من ضبط هذه السرعة الفائقة بهذه الدقة؟
المسألة بسيطة جدا، ويمكن القيام باحتسابها بسهولة.. في الرشيدية هناك حقل نفطي يبعد عنها بحوالي 51 كيلو متر متواجد بكلميمة غير قابل للاستغلال، وقد تمكنت من اكتشاف هذا الحقل خلال مدة تتراوح ما بين 25 و26 ثانية، أي أنني اكتشفت حقل بترول على بعد 50 كيلو متر في مدة 25 ثانية بواسطة التحكم في أمواج كهرومغناطيسية (عبر الأثير) بسرعة بلغت 7200 كيلو متر في الساعة (عبر إصدار وتلقي الإرشادات).
لكن لماذا هذه السرعة بالذات (7200 كيلو متر في الساعة(وليس أقل ولا أكثر؟
إنها السرعة التي انتقلت بها الأمواج الكهرومغناطيسية بيني وبين حقل كلميمة، وها هي العملية الحسابية؟
القيام بعملية قسمة 3600 ثانية (ساعة) على 25 ثانية (المدة الكافية لاكتشاف الحقل ثم القيام بعملية ضرب الناتج في 50 كيلو متر، المسافة بين مكان وجوده وموقع الحقل المذكور.
فعملية القسمة الأولى (3600: 25) تعطي ناتجا قدره 144 إذا ضربناه في 50 (144 x 50) نحصل على 7200 كيلو متر في الساعة، وهي السرعة المتحدث عنها أعلاه. لذلك تمكنت انطلاقا من مدينة الرشيدية اكتشاف الحقل العملاق المتواجد في المحيط الأطلسي خلال ظرف لا يتجاوز 5 دقائق، نعم أكرر، 5 دقائق أي 300 ثانية.
لكن كيف تمكنت من اكتشاف هذا الحقل العملاق بدقة على بعد مئات الكيلومترات وفي وقت وجيز جدا؟
هناك عدة خرائط دقيقة موجودة بشبكة الانترنيت تتضمن جملة من المعلومات الموثوق بها جدا في مجال الخرائط واحتساب المسافات وتحديد المواقع، وقد استعملتها لضبط المسافة التي تفصلني عن الموقع المستهدف بدقة علمية متناهية، مع هامش ضئيل للخطأ، لا يكاد يبين ولن يكون له أدنى تأثير في النتائج المحصل عليها.
بما أنني أعلم أن سرعة الأمواج الكهرومغناطيسية التي أتحكم فيها هي 7200 كيلو متر في الساعة، فإنه من السهل إذن احتساب المدة الزمنية الكافية لبلوغ النقطة المستهدفة، تصور معي كأنك تقود طائرة تنتقل من نقطة إلى أخرى بسرعة محددة، فإن ربانها يمكنه أن يعرف بالضبط أين يوجد في أية لحظة، وهذا ليس بالعسير.
إذن، عندما أخترق المسافة المطلوبة بواسطة الأمواج الكهرومغناطيسية، هناك مواد كيميائية محضرة مسبقا أربطها في حزامي وأستخدمها في اللحظة المناسبة لاستفزاز الأمواج الكهرومغناطيسية التي أرغب الاصطدام بها مسبقا في محيط مجاليّ محدد بدقة.
وبخصوص هذه المواد المحضرة، والتي يمكنني أن أحددها بكل تدقيق بلغة العالم الفيزيائي أو الكميائي، وأنا على استعداد للمناظرة بخصوصها مع الاختصاصيين في المجال، وأقول هذا لنفي أي طابع عشوائي مما قد يتبادر إلى ذهن العامة من سحر أو خرافات، فالمسألة ترتبط بمعطيات علمية دقيقة قابلة للتجربة ومعاينة النتائج عن قرب وبالملموس.
أقول هناك عدّة مواد كيميائية متنوعة جاهزة، استخدمها للتعرف على وجود المياه ونوعيتها، ومواد أخرى أستعملها للتفاعل والتواصل مع مراكز الحرارة الباطنية كيفما كانت درجتها، علما أن النفط يكون على الدوام مرتبطا بالحرارة، واستخدم مواد أخرى عندما أقوم بالدراسة والتحليل عن بعد، إذ أوجه الأمواج الكهرومغناطيسية إلى النواة الأرضية ثم أبدأ في الصعود طبقة تلو أخرى، أدرس الحرارة والضغط وسمك الصخور الخازنة للنفط، وأجمع المعلومات والمعطيات التي أبني عليها، لإصدار حكم قيمة على الموقع موضوع الاستكشاف وأخرج بخلاصة واضحة.
لم أقف عند هذا الحد، بل قمت بإجراء تجارب أخرى، قد تبدو للكثيرين ضربا من ضروب الخيال ومستحيلة التحقيق، لكني أقول إني مستعد لإعادة التجربة تحت أنظار المختصين وعلى أمور قابلة للمراقبة، والعبرة ستكون بالنتيجة.
لقد قمت بتجربة اكتشاف البترول خارج الحدود المغربية، حقول في طور الاكتشاف، وفي هذا الصدد أقول بإمكاني التعرف على حقل نفطي في طور الاستغلال، وإذا كان الحقل مرتبطا بخزان يوضع بداخل البترول المستخرج، يمكنني إذن أن أتبع مسار النفط المستخرج إلى حد وصوله الخزان، وآنذاك يمكنني تحديد شكله، هل هو دائري أو مكعب أو كروي الشكل دون أن يسبق لي معاينته من قبل، وهذا ليس علما بالغيب وإنما نتيجة معلومات أحصل عليها عبر إشارات ناتجة عن اصطدام أمواج كهرومغناطيسية، أفك ألغازها بعد توجيهها والتحكم فيها واستعمال جملة من المواد لاستفزاز النوع المراد استفزازه من تلك الأمواج، فالمسألة علمية وليست ضربا من ضروب المعجزات أو السحر أو الدجل، فكل شيء يكمن مقاربته مقاربة علمية سهلة الفهم لدى أهل الاختصاص العلمي.
وقد قمت فعلا بهذه التجربة، واكتشفت حقلا خارج الحدود الترابية للمغرب، في طور الاكتشاف، وتتبعت مسار الأمواج الكهرومغناطيسية واستعملت مواد لاستفزاز التفاعل مع بعضها بعد الاصطدام بها، وذلك للبحث عن غطاء الحقل النفطي، وبعدئذ تلقيت إشارات تتبعتها بسهولة، وهي ذات الإشارات التي ترسم لي خط الزلزال إذا كان الحقل مدمرا، ثم شرعت في البحث عن الحرارة لتقييم نسبتها وأهميتها، وهكذا دواليك حتى انتهي من الدراسة وتجميع المعطيات عن بعد لأكوّن فكرة عن الموقع وأصدر حكمي بصدده.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.