يتوجه ميناء طنجة المتوسط نحو المزيد من التوسع والإشعاع الدولي، باعتباره أحد الموانىء الكبرى على صعيد منطقة البحر الأبيض المتوسط، ويواصل استقطابه للمزيد من الأنشطة الاقتصادية والتجارية والاجتماعية المرتبطة بالملاحة البحرية .وتعزز هذا التوجه ، خلال شهر ماي الماضي،بالشروع في استقبال جميع رحلات السفن العادية والسريعة الخاصة بالمسافرين، باتجاه مدينة الجزيرة الخضراء، بهدف توفير ظروف أحسن لاستقبال أفراد الجالية المغربية المقيمة بالخارج.. ويتبين من ذلك إرادة السلطات المغربية في إعطاء أهمية قصوى للميناء المتوسطي في نقل المسافرين، مع التركيز على الخطوط البحرية البعيدة التي ظلت تربط بين ميناء طنجة المدينة وموانئ «برشلونة» بإسبانيا و«سيت» بفرنسا و«جنوة» بإيطاليا، حيث تم تعزيز تنافسية هذا الميناء بتوفيرالطريق السيار ومحطات السكك الحديدية، الأمر الذي سيمكنه من مواكبة تطور حركة المسافرين وشاحنات النقل البري الدولي على المدى المتوسط والطويل، إذ تمكن طاقته الاستيعابية من استقبال حوالي 7 ملايين و700 ألف حافلة سنوياً .. وتمكن هذا المشروع الهيكلي من استقطاب العديد من الشركات العالمية الكبرى الأوروبية والأمريكية واليابانية،والتي اختارت الاستثمار في المناطق الحرة المرتبطة بالميناء للولوج إلى الأسواق الأوروبية والإفريقية والأمريكية اعتمادا على عوامل تنافسية مهمة ، تتمثل أساسا في الكلفة المنخفضة والسرعة في إنجاز العمليات. وقد أبدت الكثير من الأوساط الإسبانية تخوفها من «الخطورة »التي بات يشكلها ميناء طنجة المتوسط على ميناء مدينة مليلية المحتلة والموانىء الإسبانية الأخرى ، وظهر هذا التوجه من خلال الدعوات التي رفعتها بعض الأطراف السياسية الإسبانية بضرورة توفير الدعم المالي اللازم لتوسيع ميناء مدينة مليلية المحتلة ، وهو ما ظلت الحكومة المركزية حتى الآن ترفضه بسبب التكلفة المالية المرتفعة التي تقدر بحوالي 400 مليون أورو ، أي ما يفوق 4 ملايير درهم . وتفيد المعطيات المتوفرة أن الفصل الأول من السنة الجارية عرف تطورا مهما على مستوى أنشطة هذا الميناء الاستراتيجي ، حيث بلغ رقم المعاملات الذي حققه حوالي 102.3 مليون درهم، أي ما يعادل ارتفاعا بحوالي 37 بالمائة بالمقارنة مع الفترة نفسها من السنة الماضية. وتشير هذه المعطيات إلى أن ميناء طنجة المتوسط استطاع خلال الفصل الأول من سنة 2010 معالجة حجم النقل الإجمالي بحوالي 3.8 مليون طن، مسجلا ارتفاعا بحوالي 74 في المائة بالمقارنة مع الفترة نفسها من سنة 2009 ، وبحوالي 43 في المائة بالمقارنة مع الفصل الأخير من السنة المذكورة ، وقد تم تسجيل هذه النتائج الإيجابية بفضل الأداء الجيد لرصيفي معالجة الحاويات . وسجل نقل الحاويات معالجة حوالي 408 ألف حاوية من حجم عشرين قدماً، أي ما يعادل ارتفاعا بنسبة 50 في المائة، بالمقارنة مع الفترة نفسها من سنة 2009، وحوالي 40 في المائة بالمقارنة مع الفصل الأخير من سنة 2009، مقابل ارتفاع بنسبة 7 في المائة فقط التي سجلها ميناء الخزيرات الذي عالج حوالي 740 ألف حاوية ، وتم تسجيل هذه النتائج المشجعة بفضل الأداء الجيد للشركات الثلاثة الأولى التي شرعت في الإشراف على استغلال أرصفة ميناء طنجة المتوسط ، التي تهم «ميرسك لاين»، و«سي إم أسي جي إم»، و«ديلماس»،وأيضا بفضل مساهمة الخطوط الجديدة التي أحدثت سنة 2009 من قبل «ميتسوي أو إس كي لاينز» و«هاباغ لويد» و«إي إم تي سي» و«هامبورغ سود». وساهمت عملية مناولة الحاويات بحوالي 97 بالمائة من حجم النشاط الإجمالي للميناء، كما بلغ حجم نشاط الاستيراد والتصدير11 ألفاً و326 حاوية ، مسجلا ارتفاعا بنسبة 22 في المائة بالمقارنة مع السنة الماضية.