انطلقت بالقصر الجمهوري في بعبدا (ضواحي بيروت)، طاولة الحوار الوطني التي تجمع الزعماء اللبنانيين, برعاية رئيس الجمهورية العماد ميشيل سليمان. ويشارك في طاولة الحوار الأقطاب ال14 الذين وقعوا على اتفاق الدوحة (21 ماي الماضي)، إضافة إلى الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى ممثلا للجامعة وللجنة العربية التي واكبت عملية إتمام اتفاق الدوحة. وقالت مصادر متطابقة في بيروت أن القضايا الخلافية ، وأبرزها الاستراتيجية الدفاعية ، محل الخلاف بين الفرقاء اللبنانيين (الأغلبية والمعارضة) ، موضوع الحوار. وأكد الفرقاء اللبنانيون على أهمية عقد طاولة الحوار, باعتبارها السبيل الوحيد لتحقيق التوافق حول المواضيع المختلف بشأنها. وفي هذا الصدد, أكد زعيم الأغلبية سعد الحريري, أن الحوار يجب أن يشكل فرصة للاتفاق على جعل الدولة بمؤسساتها وقواها واتجاهاتها كافة ، «الجهة المسؤولة عن الأمن القومي مع كل ما يستدعيه ذلك من رسم سياسات دفاعية وتعزيز القدرات العسكرية والبشرية والمادية للجيش», ومن جانبه ، قال مسؤول العلاقات الدولية بالحزب ، نواف موسوي ، «لا يمكن لأحد أن يذهب إلى طاولة الحوار وفي ذهنه أن يحمل إليها المشروع الأمريكي بالقضاء على سلاح حزب الله». واستطرد أنه «ليس لطاولة الحوار أن تقدم إجابات للأمريكيين أو للغربيين أو للإسرائيليين عن الآلية التي يمكن من خلالها التعامل مع مشكلة سلاح حزب الله, هذا الأمر لا يمكن أن يكون واردا على طاولة الحوار الوطني». وفي سياق متصل, أبرزت الصحف اللبنانية موضوع الحوار في صفحاتها الأولى, معتبرة أنه مناسبة للخروج من حال الخلافات التي تقسم اللبنانيين إلى حال الوفاق والاتفاق على المواضيع الخلافية. وكتبت صحيفة «السفير»، المقربة من المعارضة, في هذا الصدد, أنه إذا توافرت النوايا الصادقة، فإن المؤتمر قابل لأن يتحول إلى فرصة حقيقية لبداية استعادة مناخ الثقة المفقودة بين فريقي «الموالاة والمعارضة». وأضافت أنه إذا كان الحوار في نسخته الأولى قد توقف في جلسته التاسعة (29 يونيو2006 ) أثناء مناقشة الاستراتيجية الدفاعية بسبب عدوان يوليوز الإسرائيلي, فإن الحوار بنسخته الثانية سيشكل فرصة للاستفادة من «التجربة الريادية النموذجية » التي خاضتها المقاومة في تلك الحرب في مواجهة «أعتى آلة قتل ودمار» في المنطقة. ومن جهتها, قالت صحيفة «النهار»، واسعة الانتشار والمقربة من فريق الأغلبية ، إنه ثمة فارقين أساسيين في طاولة الحوار الحالية, الأول أنها تجري تحت رعاية رئيس الجمهورية وإدارته المباشرة, والثاني أن الحوار محصور مبدئيا بالقضية «الأشد سخونة وحساسية » من القضايا السابقة ، وهي الاستراتيجية الدفاعية التي ستتطرق مباشرة إلى موضوع سلاح «حزب الله»، وإشكالية تضاربه أو تعايشه أو تنسيقه مع سلاح الدولة تبعا لمواقف مختلف الأطراف منه. وإلى ذلك, قالت عدد من الصحف إن اللقاء سيستأنف بعد عودة الرئيس سليمان من نيويورك، لحضور اجتماع الجمعية العامة ، ثم زيارة واشنطن ، وذلك ما بين21 و25 شتنبر الجاري.