في إطار الاستعداد للدورة الرابعة من مهرجان ليكسا للمسرح المتوسطي وفي غياب الدعم وكذا البنيات التحتية، التقينا »الأستاذ مراد الجوهري« منسق مسرح ليكسا بالعرائش فكان هذا الحوار.. بماذا تتميز هذه الدورة على غرار الدورات السابقة؟ يتميز هذه السنة مهرجان ليكسا للمسرح بحضور ثلاث فرق أجنبية من البحر الأبيض المتوسط وهي فلسطين وتونس وإسبانيا بالاضافة إلى العروض الوطنية والمحلية، كما تم إضافة ورشات تكوينية خاصة بإعداد الممثل والسينوغرافيا، إلى جانب ندوتين الأولى بمشاركة حسن نفالي ومحمد بهجاجي وعبد الحق الزروالي والثانية بمشاركة المفكر والأديب العربي سلمان ناطور والأستاذ الشاعر حسن طريبق، كما سيتم تكريم الفنانة المغربية ثريا جبران، وسيخصص أيضا يوم من المهرجان لإبن مدينة العرائش الفنان الراحل عبد الصمد الكنفاوي. كيف تغلبتم على إشكالية الدعم؟ منذ البداية كنا ندرك أن هذا المشروع أكبر منا بكثير، فهو يهم المدينة ككل، وهو أحد المشاريع التي يمكن أن تكون مفيدة على المستوى الثقافي والتسويق الترابي، لهذا فكرنا منذ الدورة الأولى للمهرجان تأسيس مؤسسة خاصة به، وسنعلن هذه السنة رسميا عن انطلاقها ، ولقد تلقينا موافقة من مجموعة المؤسسات المنتخبة والسلطات المحلية والاقليمية والمؤسسات الخاصة وأشخاص ذاتيين والتي ستسهر على المهرجان، كما أننا نؤكد دائما على فهمنا للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، هي تلك الرافعة الأساسية، لأي مشروع ويمكن أن تساهم في إنجاحه، ولقد سارت معنا في الخطوات الأولى، ونجحنا في ثلاث دورات وحجبت عنا الدعم في الدورة الرابعة ، لكن هذه السنة لدينا مدعمين من مؤسسات رسمية كوزارة الثقافة والمسرح الوطني محمد الخامس وننتظر رد وزارة الشباب والرياضة، كما أن هناك مؤسسات إعلامية وأخرى صناعية وجمعية مغربية بإسبانيا والنقابة الوطنية للتعليم وأيضا المجتمع المدني بالعرائش، وحققنا ما يناهز 80٪ من الغلاف المالي المخصص له، والمهرجان الآن يمشي على قدميه من الناحية المالية والبرمجة وسيبقى دائما مسرح ليكسا في حسن ظن الجميع. على حد علمي، فمهرجان ليكسا للمسرح هو الوحيد الذي يخصص الدعم للعروض الوطنية المشاركة في المهرجان؟ - هذا صحيح، فنحن مسرحيون في البداية، ويجب أن ندعم بعضنا البعض فمسرح ليكسا منذ الدورة الأولى وهو يدعم الفرق المسرحية، نحن لا نشتري العروض، ولكننا نساهم في دعم هذه العروض التي يحتضنها المهرجان.. لو مثلا كان عندنا في المغرب 10 فرق مسرحية تنظم مهرجانات مستقلة وتخصص 10 آلاف درهم لكل فرقة، فستحصل كل فرقة على 100 ألف درهم، »سنساهم على الأقل في تقليص الإكراهات المالية ولو بشكل طفيف ، إلى جانب دعم الوزارة الوصية، وبالتالي فدعم مهرجان ليكسا للعروض هو نافذة لدعم بعضنا البعض من أجل استمرارية المشاريع المسرحية ببلادنا. كيف استطعتم التغلب على واقع غياب البنيات التحتية؟ على ذكر البنية التحتية، فالعرائش هي المدينة الوحيدة في المغرب التي تتوفر على مسرح روماني دائري قديم، وهو المتواجد بليكسوس الأثرية، وأصبح الآن عرضة للإهمال والإندثار، كما أننا قد نظمنا الدورتين السابقتين بالمعلمة الأثرية برج اللقلاق، والذي خلق خصوصية للمهرجان في المغرب، لأن جل العروض تُقدم في الفضاءات المغلقة، أما برج اللقلاق فهو فضاء مفتوح وله مواصفات وشروط العرض المسرحي بمقاييس آحترافية عالية، ويحس الممثلون فوقه بأنهم جزء من المتلقي ، إلا أنه في السنة الماضية تم إغلاقه بحجة أنه معرض للإنهيار، وبهذه المناسبة نطالب المسؤولين والأوصياء على القطاع والمنتخبين بترميم هذا البرج، لأنه جزء من الذاكرة، وساهم مساهمة كبيرة في الدفاع عن مدينة العرائش من الهجمات الأجنبية، وقد بني سنة 1178 ، أي في القرن 16، كما كان لنا مسرح اسبانيا، والذي بني سنة 1923 وكان بمواصفات عالمية، إلا أنه تعرض للهدم وشيد مكانه مشروع سكني، وكنا نتوفر أيضا على قاعتين / سينما - مسرح هما كوليسيو وإديال، ولقيا نفس مصير مسرح اسبانيا، والآن ها هي قاعة سينما / مسرح أبينيدا التي احتضنت الدورة السابقة معروضة للبيع، وبهذه المناسبة، فنحن ندعم الإخوة في اللجنة المحلية لإنقاذ وتأهيل سينما أبينيدا، وكذا اللجنة التحضيرية المنبثقة عن اللجنة الأولى لمراقبة الاجراءات القانونية والمالية لكي ننقذ هذه القاعة بالمدينة.