العنوان الذي اخترته هذا الأسبوع سيذكر القارئ بإحدى الأغاني الجميلة و الخفيفة للعندليب الأسمر الراحل عبد الحليم حافظ الذي غناها في الفيلم المشهور «يوم من عمري»، و هو عنوان يليق بكل ما يجري في فيلم أمريكي جديد مازال يعرض حاليا في بعض القاعات السينمائية ببلادنا «VALENTINE?S DAY» بمشاركة الممثلة المشهورة جوليا روبيرتس و الممثل الأسمر جامي فوكس و مجموعة كبيرة من الممثلات و الممثلين من مختلف الأعمار و الألوان و الطبائع. قام بإنجاز هذا الفيلم الممثل و المخرج و المنتج و السيناريست المحنك الأمريكي (غاري مارشال) الذي سبق له منذ عشرين سنة أن تعامل مع الممثلة جوليا روبيرتس و منحها دور البطولة إلى جانب الممثل (رشار جير) في الفيلم الناجح «بريتي وومان». تجري أحداث الفيلم في يوم عيد الحب «سان فالنتان» المحتفل به في المنازل و الشارع والمدرسة و السينما و التلفزيون وفي مختلف الأماكن، و هو فيلم حافل من بدايته إلى نهايته بالورود و الأزهار و القلوب الحمراء و العواطف. تتناول قصته خلال 123 دقيقة بطريقة مسلية و خفيفة و مرحة مختلف أنواع القضايا المرتبطة بالحب و العلاقة بين الرجال و النساء، و تدور أحداثها بالتناوب حول محاور متنوعة يتكون كل واحد منها من متعطشات للحب تبحثن عن حبيب، أو متعطشين للحب يبحثون عن حبيبة، أو من أزواج مازال الحب يجمعهم بزوجاتهم بالرغم من بعض المشاكل، و كل هذا في أجواء طريفة مطعمة باللقاء و الفراق و السعادة و الندم و الصدمات و الإحباط و الغيرة و الكذب و الخيانة و الحيرة و التسرع أو التأخر في البوح بالحب للآخر، و غيرها من التصرفات التي تفشل أو تنجح مشروع العلاقة بين هؤلاء المتعطشين للحب. كل محاور هذه القصة تبدو في النصف الأول من الفيلم منفصلة كليا عن بعضها، و لكن العلاقة الرابطة بين الشخصيات المكونة لها يتم نسجها و إبرازها تدريجيا في النصف الثاني مع مرور الوقت قبل الوصول إلى نهاية تجمع بين كل هذه المحاور و بين شخصياتها. الممثلة جوليا روبيرتس لا تظهر كثيرا في هذا الفيلم، بل تبدو بعيدة و منفصلة عن شخصيات هذه المحاور، ومحتاطة وصارمة في تعاملها مع شاب وسيم يحاول طيلة مدة الفيلم تقريبا إغراءها و إثارة ابتسامتها داخل الطائرة، و لن يكتشف المشاهد نهاية قصتها مع هذا الشاب و نوعية العلاقة التي تجمعها ببقية محاور هذه القصة إلا في النهاية. الفيلم ليس تحفة سينمائية، و لكنه ليس رديئا، بل هو فيلم مسل و طريف بموضوعه و بنوعية وحيوية و رشاقة و وسامة الممثلين و الممثلات المشاركين فيه، تتطور قصته بسطحية و بإيقاع سريع و بكيفية عادية تفتقر إلى الإثارة و المفاجآت القوية، كما لا تخلو من تساهل و مبالغة أحيانا في خلق الصدف و تجاوز بعض المواقف الصعبة، و كل هذا يمكن تحمله و قبوله في هذا النوع من الأفلام التي لا يمكن مشاهدتها أكثر من مرة واحدة. ذكرني هذا الفيلم كما أشرت لذلك في البداية بأغنية «ضحك و لعب و جد و حب» للفنان الكبير عبد الحليم حافظ، و ذكرني موضوعه أيضا بأغنية مغربية رائعة للفنان عبد الهادي بلخياط تحمل عنوان «بعد جري يا ما تجري» كتب كلماتها المبدع الراحل الزجال المرحوم علي الحداني، و لحنها منذ ما لايقل عن 30 سنة الفنان المتميز حسن القدميري و التي تقول بعض كلماتها: عشت أنا يا ناس و حبيت، و شفت غرايب و محاين، و شحال ضحكت أنا و شحال بكيت، ما نقدر نعد الساعات لي فيها مت أو حييت، أو المرات اللي أنا كنت الناسي أو تنسيت...........