صحيح أن المغرب وخلال العقد الأخير عرف انفراجا في حرية الإعلام بشتى أنواعه المكتوب والمسموع والمرئي. وإذا انطلقنا من الإعلام المرئي نجد أن أمورا شتى تغيرت. في الامس كانت لنا قناة تلفزية واحدة وهي التلفزة المغربية تجلس الأسرة بأسرها للمشاهدة والاستمتاع في جو أسري حميمي. وبمطلع سنة 1989 بالضبط في الرابع من مارس من نفس السنة، عرف الحقل الاعلامي مولودا جديدا سمي بدوزيم 2M القناة الثانية التي انشرح لها صدر المغاربة وكل المتتبعين. وظل الأمر كما هو عليه إلى أن تم تحرير الإعلام وفسح المجال أمام تعدد القنوات السمعية البصرية، لكن بالرغم من هذا كله لم تستطع القنوات الجديدة محو صورة القناتين الأولى والثانية من ذهن المتلقي المغربي فقد حافظتا على مكانتهما خاصة القناة الأولى التي تعتبر بمثابة إرثا تاريخيا لكل الأسر المغربية. أمام هذا الاهتمام والإقبال الذي تلقاه القناتين المغربيتان من لدن المشاهد إلا أنه لا يمكننا إخفاء مدى ركاكة المادة الإعلامية المقدمة للمتلقي في السنوات الأخيرة. وهذا مرده لسوء البرمجة وسوء التخطيط. فالمتتبع لبرامج القناتين في العقود القليلة الماضية، يلاحظ وبشكل جلي مدى التحول والتغيير الذي لحق ببرمجة القناتين واللافت للانتباه أكثر هو غنى المنتوج الأجنبي المدبلج الذي ساهم وبإس990هاب في منافسة الإنتاج المحلي من الأفلام والمسلسلات. وجدير بالذكر أن هاته المسلسلات والأفلام المغربية هي التي كانت تشكل دعامة شبكة البرامج في القناتين وخلقت نوعا من الألفة والارتباط بين القناة والمتلقي. وقد ساعد على ذلك كون المنتوج الوطني يناقش الواقع المغربي المعاش، وان المشاكل والأحداث التي يتم تناولها نابعة من المجتمع المغربي وبلغة مألوفة عند الصغير والكبير والمثقف والأمي. من بين المسلسلات المدبلجة المقدمة في القناتين مؤخرا نجد مسلسلات منها ماهو مكسيكي وماهو هندي وماهو تركي، اذكر منها مثلا مسلسل بالدارجة المغربية »أين أبي« المسلسل الهندي المدبلج بالدارجة المغربية »فاي ديهي«.