شككت مجلة «تايم» الأميركية في نجاعة المحادثات غير المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وقالت إن الأطراف نفسها لا تبدي تفاؤلا بتحقيق أي تقدم نحو التوصل إلى اتفاق. ورجحت أن جميع أطراف المحادثات -ومنها الوسيط الأميركي- يدرسون الخطط البديلة إذا لم تحقق تلك المحادثات أي اختراق. فالقيادة الإسرائيلية -والكلام لتايم- لا تعتقد بأن الوصول إلى اتفاق نهائي ممكن، ليس بسبب الخلافات بين طرفي النزاع حيال قضايا القدس والمستوطنات وحقوق اللاجئين الفلسطينيين في العودة، بل بسبب إدراكهم بأن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس لا يملك ما يكفي من السلطة السياسية للترويج لأي اتفاقية في أوساط شعبه. وحصول عباس على تأييد إقليمي (في إشارة إلى دعم الجامعة العربية الأخير) لانضمامه إلى المحادثات غير المباشرة ; ما هو إلا انعكاس لتراجع مكانته السياسية في الداخل، كما تقول» تايم.» كما أن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو ، سيواجه مشاكله الخاصة بسبب أي اتفاقية، ولا سيما أن الأحزاب الائتلافية هي أكثر صقورية منه للقبول بشروط أي اتفاقية بشأن الوضع النهائي. وتنقل المجلة في هذا الإطار تحذير المحللين الإسرائيليين من أن الوجود الكبير للمستوطنين ومؤيديهم ضمن صفوف فيالق ما يسمى قوات الدفاع الإسرائيلية، يجعل من أي محاولة لإخلاء المستوطنين على نطاق واسع خيارا محفوفا بالمخاطر لأي حكومة إسرائيلية. فاتفاقية الوضع النهائي بالنسبة للحكومة الإسرائيلية ، تشكل خطرا ملحا يفوق خطر الوضع الراهن، ويرى قادتها أن خطوات تنمية الاقتصاد الفلسطيني بالضفة الغربية عامل هام لإنهاء الصراع، لذلك يقترحون إقامة دولة فلسطينية بحدود مؤقتة حتى ينتهي العمل من بناء المؤسسات، وهذا يعني استمرار السيطرة على معظم الضفة الغربيةوالقدسالشرقية، حسب تعبير «تايم.» أما الفلسطينيون فينظرون إلى الدولة المؤقته بمثابة فخ يجمد معالم الوضع الراهن مع احتمال شطب الصراع من الأجندة الأميركية. وفي الوقت الذي يحث فيه عباس الرئيس الأميركي باراك أوباما على فرض الشروط على نتنياهو، يطالب ديمقراطيون بارزون في واشنطن بالنأي عن ذلك، وبتوقف الرئيس عن الضغط على إسرائيل. وترجح المجلة أن الإسرائيليين ذهبوا إلى المحادثات غير المباشرة لأنهم يراهنون على أن حاجة الإدارة الأميركية لإظهار بعض التقدم على صعيد الجهود الدبلوماسية ستدفع أوباما للضغط على عباس للقبول «بنصف الرغيف». وفي مقال بعنوان «فشل معروف سلفا» نشرته صحيفة »يديعوت أحرونوت«، يؤكد رئيس مجلس الأمن القومي السابق في إسرائيل، غيورا آيلاند، أن مفاوضات التقارب مآلها الفشل استنادا لتحليل عميق لمصالح الأطراف المشاركة بها. ويشير إلى أن الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني -وبخلاف الرغبة الأميركية- لا يبحثان عن إنجاز حل دائم ولكنهما ينظران إلى المسيرة السياسية باعتبارها هدفا بحد ذاته. ويوضح آيلاند أن المسيرة السياسية بالنسبة لإسرائيل تزيل الضغوط الدولية عنها ، بينما تشكل هذه تبريرا جوهريا لاستمرار بقاء السلطة الفلسطينية وقيادتها المخضرمة، وأشار إلى أنها هدف الطرفين للبقاء السياسي. وتابع أن كلا الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني يهدف أيضا إلى ضمان وقوع التهمة على الآخر عندما تفشل المفاوضات. ويتابع آيلاند أن الفلسطينيين سيضطرون أيضا لإثبات قدرتهم على إقامة حكومة تحكم في الضفة وغزة، وهذا من شأنه التسبب بصراع قاس مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس) ربما يهدد ما بحوزة السلطة الوطنية من مكتسبات باليد. ويتوقع أن يكون أوباما هو الخاسر الأكبر، موضحا بأن فشل المفاوضات لن يعزز مكانته. من جانبه ، يقدر وزير شؤون الاستخبارات، دان مريدور(ليكود) ألا تفضي محادثات التقارب لشق طريق، وقال إنه من الواضح أن المحادثات الحقيقية هي تلك المباشرة.