رغم كل ما تعرضت له سعيدة علام من ألم ومعاناة جراء سقوطها ضحية لأخطاء طبية متتالية فإنها مازلت قادرة على الصمود من أجل التعريف بقضيتها و الدعوة إلى الاقتصاص ممن عبثوا بجسدها الواهن سنة 2003. كانت الفرحة حينها تغمر قلب سعيدة السعيدة بقدوم مولودها الجديد ، فلم تخفها بزات أطباء غرفة العمليات ومساعديهم و لآ أضواء غرفة العمليات أو آلتها التي تفرض الرهبة على كل من سلّم جسده مستسلما لها ، وظلت تنتظر بسرور كبير ظهور فلذة كبدها الجديد رغم علمها أنها ستلد ولادة قيصرية . تحكي سعيدة لجريدة العلم وتقول « في أحد أيام أبريل من سنة 2003 توجهت إلى مستشفى ابن سينا بالرباط بعد أن أحست بألم المخاض ، فتم إدخالي غرفة العمليات من أجل إجراء عملية قيصرية ...قبل أن يتم تخديري أخبرت الأطباء المشرفين على العملية بأنني سبق لي و أن تناولت وجبة طعام من أجل أن يأخذوا احتياطاتهم اللازمة فأخبرني أحدهم أن لا مشكل في ذلك ...». وأضافت أنها و أثناء إجراء العملية أحست بألم شديد على مستوى رأسها و أن جسدها يتقطع من شدة الألم غير أن الأطباء المشرفين على العملية لم يعيروا ذلك أدنى اهتمام . وتؤكد سعيدة العلام «بعد إجراء العملية « ظل بطنها منتفخا و رأت في لحظات متعددة القيح يخرج من سرتها و بالضبط من المكان الذي تتواجد فيه غرز العملية فتوجهت نحو المستشفى و هي على يقين أنها سقطت ضحية لخطأ طبي. و بمجرد ما دخلت سعيدة مستشفى ابن سينا بالرباط لتكشف عن حالها ، تم نقلها إلى قسم المستعجلات من أجل إجراء عملية سريعة أخرج خلالها الأطباء من بطن سعيدة منشفة كان قد نسيها الطبيب المشرف على عملية ولادتها في بطنها والذي تؤكد سعيدة أنه كان في مرحلة تدريب . معاناة تلو الأخرى لحقت بالحالة الصحية لسعيدة علام جعلت الحزن يخيم على حياتها وحياة أسرتها وتركت الألم يقيم في كافة أطراف جسدها و يسرق هواءها و يكتم أنفاسها .. فكان عليها أن تخوض في الليل و النهار سلسلة من معارك إحقاق العدل و النضال من أجل الاقتصاص ممن كانوا سببا في أن يسكن المرض كافة أحشائها فقد راسلت سعيدة كافة المسؤولين وطالبت بمحاكمة من كانوا سببا في قلب حياتها رأسا على عقب... و هي الآن مازالت تنظر الآذان الصاغية التي ستتجاوب مع قضيتها .