بمناسبة اليوم العالمي للشغل فاتح مايو نظم المجلس العلمي المحلي بعمالة مقاطعات مولاي رشيد ندوة علمية في موضوع عناية الإسلام بالعمل والعمال بالمركب الثقافي مولاي رشيد أطرها الأستاذ حسن أمين رئيس المجلس بمشاركة الأستاذين مصطفى نجيب ومحمد خليل وقد تميزت الندوة بالعرض الديني الثقافي القيم الذي تفضل بإلقائه الأستاذ حسن أمين الذي تناول فيه بالدرس والتحليل مكانة العمل والعمال في الإسلام من خلال استشهاده بمجموعة من الآيات القرءانية والأحاديث النبوية الشريفة التي تؤكد على ضرورة احترام العامل وضمان حقوقه الأدبية والمادية مبينا على أن الإسلام هو أول دستوررفع من قيمة العامل ودعا إلى تكريمه والإحتفاء به إذ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذ بيد سعد بن معاذ وكان أثر العمل قد أثر بيده فقال هذه يد لن تمسها النار وقيل قد قبل يده احتراما له وبما أن الإسلام دين العمل والعمل فيه عبادة يثاب عليها حث عليه ورغب فيه وضبطه بضوابط وهو أول من حدد الأجور ومكن العامل من الراحة ومن ضمان أجره قبل أن يجف عرقه وأن لا يبخس حقه وأن لا يكلف بعمل فوق طاقته قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في حق الشغالين والشغالات «هم إخوانكم وخولكم جعلهم الله تحت أيديكم فمن كان أخوه تحت يده فليطعمه مما يأكل وليلبسه مما يلبس ولا تكلفوهم ما يغلبهم فإن كلفتموهم فأعينوهم» زيادة على أن الإسلام أعطى للعامل أشياء كثيرة حيث نص على أن من لم تكن له القدرة على الزواج يزوج على نفقة رب المعمل أو من بيت مال المسلمين ومن لم يكن له مسكن يأخذ مسكنا ومن لم يكن له مركب فليأخذ مركبا ومن لم يكن له خادم فليأخذ خادما. ثم إن الإسلام هو أول دستور أحدث التكافل الاجتماعي بالتآخي بين المهاجرين والأنصار وكما أن الإسلام دعا إلى العمل باستثمار الأرض ومزاولة التجارة وكل الحرف المشروعة على اختلاف ألوانها وأصنافها قال تعالى هو الذي جعل لكم الأرض ذلولا فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه وإليه النشور «وقال صلى الله عليه وسلم « اطلبوا الرزق في خبايا الأرض» وقال أيضا إذا قامت القيامة وبيد أحدكم فسيلة فاستطاع أن لا يقوم حتى يغرسها فليغرسها فله بذلك أجر «ففي نفس الوقت نفر من البطالة والبطالين والعطالين والكسالى قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أكل أحدكم طعاما قط خيرا من أن يأكل من عمل يده وإن نبي الله داوود كان يأكل من عمل يده «وقال صلى الله عليه وسلم من أمسى كالا من عمل يده أمسى مغفورا له ومن طلب حلالا استعفافا عن المسألة وكدا على عياله وتعطفا على جاره لقي الله ووجهه كالقمر ليلة البدر أما الأستاذ مصطفى نجيب فقد بين حقوق العامل في ضوء الكتاب والسنة مبرزا جملة من الحقوق مثل التغطية الصحية والسكن وتسوية وضعية العامل الاجتماعية ووسائل النقل والراحة وتمكينه من أداء واجباته الدينية مثل الصلاة والجمعة وغيرها من الحقوق التي ضمنها الإسلام للعمال، فقد تطرق الأستاذ محمد خليل إلى واجبات العامل في الشريعة الإسلامية مثل إتقان العمل وإحسانه والحرص على الأمانة والإخلاص والصدق وعدم إخلاف الوعد وتجنب الغش والتدليس والتزوير والتقاعس وكل فعل أو تصرف مشين يلحق الضرر بالمشغل أو بمصالحه الشخصية أو بالمصالح العامة أو يمس بمصالح الزبائن مشددا على ضرورة العمل بكد وجد حتى تؤدى لأداء الخدمة على أحسن وجه وأكمل صورة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته الإمام راع ومسئول عن رعيته والرجل راع في أهله ومسئول عن رعيته والمرأة راعية في بيت زوجها ومسئولة عن رعيتها والخادم راع في مال سيده ومسئول عن رعيته فكلكم راع ومسئول عن رعيته أما المداخلات فقد أشادت بمثل هذه الندوات العلمية كما أضفت على الندوة نوعا من الحركية الثقافية والجمالية في الحوار لإثراء النقاش وإغنائه بالفوائد والمنافع.