في إطار الذكرى الأربعين ليوم الأرض والبيئة، نظمت وزارة الصحة أمس الثلاثاء بالرباط لقاء حول الصحة والبيئة حيث أكدت ياسمينة بادو وزيرة الصحة في افتتاح هذا اليوم . أن المجهودات التي بذلها المغرب خلال السنوات الأخيرة في المجال البيئي بإطلاق توجت بمشروع الميثاق الوطني للبيئة والتنمية المستدامة الذي جاء تنفيذا للتوجيهات السامية لجلالة الملك محمد السادس، الواردة في خطاب العرش لسنة 2009، والذي دعا فيه جلالته الحكومة، إلى الانكباب على إعداد مشروع ميثاق وطني شامل للبيئة بهدف الحفاظ على مجالاتها ومحمياتها ومواردها الطبيعية. وأضافت أن الحكومة أطلقت مسلسلا واسعا من المشاورات حول مشروع الميثاق الوطني للبيئة والتنمية المستدامة، بهدف الوقوف على حقائق الإشكالية البيئية وخصوصياتها الجهوية في تدبير الشأن البيئي. وأشارت ياسمينة بادو الى أنه تم وضع الصحة في مقدمة المحاور التي تدارسها الميثاق الوطني للبيئة والتنمية المستدامة، ذلك أن عددا لايستهان به من الأمراض التي تصيب الإنسان يعود سببها الرئيسي الى تلوث البيئة واختلال عناصرها كما ورد ذلك في أول تحليل قطري أصدرته منظمة الصحة العالمية بخصوص الآثار التي تخلفها العوامل البيئية على الصحة. وأضافت أن وزارة الصحة ارتأت ألا ينحصر دورها فقط في معالجة الأمراض الناتجة عن التلوث دون الاهتمام بعوامل ومسببات الأمراض، بل أيضا المساهمة في إعادة التوازن الى البيئة وتصحيح عناصرها ومعالجة آثارها السلبية. وهذا مايتماشى ومجموعة من البرامج في خطة عمل الوزارة للفترة 2008 2012 للتخفيف من التأثيرات السلبية للبيئة على صحة الإنسان، والتي رصدت لها ميزانية سنوية تناهز 16 مليون درهم. وتهدف هذه البرامج بالأساس الى الحفاظ على جودة المياه الصالحة للشرب، إذ تقوم الوزارة سنويا بإجراء أزيد من 20 الف تحليل بكتيري و 75 الف تفتيش صحي فضلا عن تطهير أزيد من 55 ألف نقطة مائية، الى جانب مراقبة سلامة الأغذية من خلال القيام ب 300 ألف تفتيش صحي لمحلات الأطعمة وتحاليل بكتيرية لأزيد من 10 آلاف عينة غذائية. وتعمل الوزارة أيضا على مكافحة نواقل الأمراض خصوصا في المناطق التي تعرف نسبة مرتفعة من الأمراض الطفيلية كاللشمانيات والأمراض الحيوانية. وقالت إن وزارة الصحة تعطي أهمية كبرى لتقييم أخطار تلوث الهواء على صحة المواطنين حيث أنجزت مجوعة من الدراسات والأبحاث تؤكد العلاقة الواضحة بين ارتفاع درجة تلوث الهواء وارتفاع مؤشرات بعض الظواهرالصحية كالربو والأمراض التنفسية. لذلك وضعت الوزارة مجموعة من البرامج لمواجهة الأمراض الناتجة عن تلوث الهواء، كما عمدت إلى التحسيس بخطورة هذه الأمراض خاصة في أوساط الأطفال والمسنين. وتعمل الوزارة على دعم مجموعة من البرامج الصحية، اعتبارا للوضع البيئي ببلادنا، للحد من المراضة المرتبطة بعوامل بيئية كالسل والإسهال والسكري وأمراض القلب والشرايين والسرطان والصحة العقلية، وذلك عبر الوقاية وتوفير العلاجات الضرورية والتواصل. وأشارت إلى أن أطر ومهنيي الصحة انخرطوا في الجهود المبذولة حاليا من أجل البيئة السليمة من خلال تنظيم أزيد من 80 اجتماعا على الصعيد الوطني خصصت للمشاورات حول الميثاق الوطني شارك فيها أزيد من 30 ألف من مهنيي الصحة سواء من القطاع العام أو الخاص.