تساءل الكاتب الأميركي جويل ماوبري عما إذا كانت هناك مبادرة أميركية للسلام في الشرق الأوسط تلوح في الأفق؟ وقال إن ثمة شواهد وبراهين متزايدة على أن يكشف الرئيس الأميركي باراك أوباما عن تلك الخطوة في الأشهر القليلة القادمة، وعبر عن تشاؤمه إزاء نجاحها. وقال في مقال نشرته له صحيفة نيويورك تايمز إن تلك الخطوة سوف تفشل وإنها ستؤذي الولاياتالمتحدة في أمنها القومي، لكونها تشتت انتباه المسؤولين الأميركيين بعيدا عن المخاطر والتحديات التي تواجهها البلاد على المستوييْن الداخلي والخارجي. وأشار الكاتب إلى أن عددا من وسائل الإعلام بشرت بقرب إطلاق أوباما مبادرة أميركية بشأن الصراع بين الفلسطينيين والإسرائيليين عبر حل الدولتين، وأن أوباما نفسه ألمح في مؤتمر صحفي الثلاثاء الماضي إلى ضرورة حل أزمة الشرق الأوسط لسلامة الأمن القومي الأميركي نفسه. ودعا الكاتب الرئيس الأميركي إلى الاهتمام بالمخاطر والتحديات التي تفرضها حركة طالبان في أفغانستان، وما وصفها بالديمقراطية المترنحة في العراق، ونفوذ تنظيم القاعدة المتصاعد في اليمن، والأخطر من ذلك كله الطموح النووي الإيراني، بدلا من الاهتمام بالبحث غير الواقعي عن سلام لا يمكن له أن يتحقق للصراع في الشرق الأوسط. ويقول ماوبري إن أنصار إطلاق أوباما مبادرة للسلام في الشرق الأوسط يرون أن من شأن هذه المبادرة أن تحرك حجر الدومينو الأول لتحرك الدول العربية الواحدة تلو الأخرى لمنع إيران من الحصول على القنبلة النووية، وأنها ترضي من وصفهم بأعداء أميركا وتقنعهم بأنهم كانوا مخطئين في الحكم على سياساتها. ويمضي الكاتب ليفند رأي أنصار المبادرة الأميركية المحتملة بالقول إنها عبثية لكون من وصفهم بالدكتاتوريين العرب راغبين أصلا في عدم حصول طهران على التقنية النووية مخافة انتشار الثورة الإسلامية ووصولها إلى دولهم. وأضاف أن اتفاقية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين ليس من شأنها تشجيع من وصفهم بالإسلاميين المتشددين على التخلي عن السلاح والتوقف عن قتل الجنود الأميركيين أينما ثقفوهم. وقال الكاتب إنه لا يوجد حل اسمه حل الدولتين ولكن ربما حل الدول الثلاث، موضحا أن حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في غزة تود أن تكون لها دولتها الخاصة، وأنها سوف لن تسمح للرئيس الفلسطيني محمود عباس بالسيطرة على القطاع. وادعى إلى أن فرصة السلام كانت أتيحت للفلسطينيين في كامب ديفد عام 2000 إبان عهد الرئيس الأميركي الأسبق بيل كلينتون، حيث حصلوا على كامل غزة و95% من الضفة الغربية ونصف القدس، لكن الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات انسحب في آخر لحظة، وفاجأ العالم بإطلاق حملة "إرهابية" غير مسبوقة سماها الانتفاضة الثانية. وزعم أن الفلسطينيين العاديين يأبون التعايش السلمي المشترك في ظل وجود دولة إسرائيلية يهودية في الجوار، وأن بعض استطلاعات الرأي أظهرت أن غالبية الفلسطينيين يؤيدون سياسة الهجمات الصاروخية والتفجيرات "الانتحارية".