تعد أصعب مرحلة في مسار أي لاعب كرة القدم هي تلك التي يودع فيها البساط الأخضر ويدخل عالم الاعتزال، خاصة إذا كان هذا اللاعب يمارس في إطار هاوي مثل بطولتنا، حيث تعد هذه المرحلة بداية دخول دوامة النسيان وتنكر للجميل ويصبح الحلم الوحيد للاعب خاصة إذا كان قدم الشيء الكثير هو مباراة تكريمية تكون بمثابة شكر و اعتراف للمجهود الذي قدمه لناديه وجمهوره، وإذا كان هذا يحدث داخل أغلبية الفرق الوطنية فإن فريق أولمبيك خريبكة يعاب عليه أن يقابل قدماء لا عبيه بتنكر وإجحاف فأي لاعب أزال القميص إلا وأصبح في خبر كان ولم نسجل لمرة واحدة أن هذا الفريق العريق الذي يقارب عمره 87 سنة أقدم على تكريم أحد الوجوه التي دافعت عن ألوانه، وفي مقدمتها مولاي هشام الغرف الذي يعد بشهادة الجميع اسم كروي من الوزن الثقيل الذي أنجبته الكرة الخنيفرية خلال السبعينات ويعتبر فريق شباب أطلس خنيفرة مدرسته الأولى التي اغترف منها مهاراته الفردية، وتعلم منه القواعد الأساسية للعبة كرة القدم غير أنه فضل الاستجابة إلى لطموحاته وحلق نحو فضاء أرحب ليرتبط بفريق خريبكة الأول واستطاع أن يكون واحد من أهم عناصره سنة 1982 ودافع عن ألوانه ببسالة وتفانى لسنوات وكان باعتراف كل الجماهير والنقاد لاعبا من طينة نادرة خطف لب الناخب الوطني القدير المهدي فاريا الذي ضمه في صفوف الأسود من سنة 1987 إلى 1990 في زمن كان من الصعب الوصول للمنتخب إلا لمن يملك كل مواصفات اللاعب الكبير ليجاور أسماء عملاقة ويكفي ذكر عبد المجيد الظلمي وعبد العزيز بودربلة ومحمد التيمومي وبادو الزاكي وغيرهم لتتضح الصورة، وقد تألق خلال كأس إفريقيا التي نظمها المغرب سنة 1988 وخاصة في مباراة الجزائر التي كان من عناصرها البارزة وصاحب التمريرة السحرية التي أعطت هدف النصر، كما تألق في إقصائيات كأس العالم، إلى جانب ذلك لعب الغرف ضمن فريق تنريفي بإسبانيا كمحترف سنتي 1987و1989 ومع فريق إسبانيا سنتي 1990و 1992 وحتى عندما ولج عالم الاحتراف ظل يحمل حبا من نوع خاص للفريق الفوسفاطي وما إن عاد لأرض الوطن حتى حمل مجددا قميصه وساهم بشكل فاعل في عودته لقسم الكبار موسم 94-95، وهو نفس الموسم الذي ودع خلاله عالم الممارسة. بعد الاعتزال دخل مجال التدريب و التأطير حيث تحمل مسؤولية تدريب العديد من فرق الهواة. إلى حدود الموسم الكروي الماضي عاد به الحنين الى مسقط الراس خنيفرة ملبيا دعوة قادة الشباب الذين استنجدوا به لخلافة المدرب السابق الأشهبي ومواصلة رحلة البحث عن الصعود التي وفق فيها وأعاد الخنيفريين إلى قسم النخبة- المجموعة الثانية، ورغم تمسك الفريق به لقيادته هذا الموسم غيرأنه إعتذر عن ذلك نظرا لانشغالاته المهنية داخل المجمع الشريف للفوسفاط، ولصعوبة التنقلات اليومية صباح مساء بين خريبكةوخنيفرة. وما يحز في النفس ويدعو للأسف أن هذا اللاعب الذي يشهد الكل بأخلاقه العالية والتي إلى اليوم يضرب بها أنصار لوصيكا المثل اعتزل في صمت رهيب وكأنه لم يكن دون أن يفكر أيا كان في تكريمه اعترافا بما قدمه وبجميله على أولمبيك خريبكة، فمتى سيلتفت أهل القرار داخل فريق مدينة الأهرامات البيضاء لهذا الإسم ويتذكروه ولو بمبادرة تكريمية؟ وللإشارة فالغرف لا يعاني فقط من تجاهل دوي القربى بل حتى من تهميش من ينظمون المباريات الاحتفالية والتكريمية والتي يشارك فيها قدماء اللاعبين خاصة منهم زملاءهم بالمنتخب في حين يتم تجاهله في الوقت الذي تكون فيه وجوه حاضرة ليس بينها وبين ذلك الجيل إلا الخير والإحسان.