أظهرت النقاشات التي ميزت أشغال الدورة الأولى للمناظرة الوطنية للصناعة والمعطيات والإحصائيات التي قدمها فاعلون عموميون وخواص, أن الصناعة المغربية انطلقت فعلا بسرعة كبيرة لتساير الاحتياجات المحلية والتحولات العالمية. وهذه السرعة في وضع البرامج وإنجازها, والتي تجسدت في جانب منها في عملية تفعيل مقتضيات الميثاق الوطني للإقلاع الصناعي (2009 -2015 ), تم وضعها في الميزان وتحت المجهر خلال هذه المناظرة التي حج لها, من كل حدب وصوب، فاعلون من كل المجالات لتكوين صورة متكاملة حول وضع الصناعة المغربية وآفاقها. وفي هذا الصدد, تعكس عملية تقييم حصيلة سنة واحدة من تفعيل مقتضيات الميثاق, الأهمية الكبرى التي يكتسيها تدبير عامل الزمن في إنعاش وتطوير المهن الجديدة التي وجدت لها موطأ قدم ضمن خريطة الصناعة المغربية. وإذا كانت هذه التظاهرة، التي عقدت أخيرا بالدار البيضاء، شكلت فضاء لتقديم حصيلة وإنجازات الميثاق الوطني للإقلاع الصناعي، فإن نوعية التدخلات ودقتها ومستوى التطلعات والمشاريع التي أنجزت في هذا الإطار ومستوى تنظيم المناظرة، كلها عوامل جعلت الضيوف والفاعلين الأجانب, قبل نظرائهم المغاربة, يؤكدون أن المغرب دخل في مرحلة جديدة من الإقلاع الصناعي وفق رؤية دقيقة واضحة الأهداف.