عاودت صحيفة «ليكونوميست» في عدد يوم الثلاثاء، التحامل على حزب الاستقلال، بسبب مقترح قانون حول تعريب الإدارة والحياة العامة، مقدم أمام مجلس المستشارين. واختارت الصحيفة مرة أخرى قضية خاسرة لترويج ادعاءاتها ضد الحزب لأن مسألة اللغة لا يمكن حشرها في تلك النظرة الخاطئة التي تنظر بها الصحيفة للأمور في بلادنا. ويستخلص كل من يطالع «ليكونوميست» أنها تسعى للانتصار للغة الأجنبية في بلادنا، على حساب لغتنا الرسمية في الوقت الذي لا توجد دولة تعطي الأسبقية للغة الأجنبية في حياتها العامة وإدارتها. هكذا تصف الصحيفة اللغة العربية بأنها لغة منغلقة وتركب مطية تعريب بعض المواد في القطاع التعليمي لتطلق رصاصة الرحمة على اللغة العربية وتدعو ضمنيا المغاربة إلى الانسلاخ عن هويتهم. وقلنا ان «ليكونوميست» اختارت مرة أخرى قضية خاسرة، لأن الرأي العام المغربي يتذكر قبل ثماني سنوات، الحملة التي شنتها ضد النظام الجديد، الذي اعتمدته وزارة النقل في ترقيم لوحات السيارات الذي أدرج حروفا عربية.لقد حكمت الصحيفة التي نطقت بلسان بعض اللوبيات على هذا النظام بالفشل، لكنه اثبت جدواه وانتصر ضداً على حملتها لصالح الحرف العربي! ولا تجد أية دولة تحترم نفسها حرجاً في تثبيت لغتها والتعامل معها والدفاع عنها في مواجهة اللغات الأخرى، ومن ذلك ما فعلته فرنسا، التي تنطق صحيفتنا المغربية بلغتها، عندما ألزمت في ثمانينيات القرن الماضي، عدداً من الشركات الأجنبية بكتابة البيانات المصاحبة لمنتوجاتها المصدرة إلى فرنسا، باللغة الفرنسية، لأن مواطنيها هم الذين يستهلكون تلك المنتوجات. ولم ينهض أحد للصراخ بأن الفرنسية لغة منغلقة لا تساوي شيئا أمام المد العالمي للانجليزية أو الإسبانية. إن الدعوة التي حملتها صحيفة «ليكونوميست» بتبخيس اللغة العربية والتقليل من شأنها، هي إهانة للمغاربة ولتمسكهم بمقومات هويتهم. ويظل حزب الاستقلال في طليعة من يدافع عن قيم الشعب المغربي وهويته وهو يعتز بمواقفه الثابتة في هذا الشأن، بدفاعه عن استعمال اللغة العربية وضرورة انفتاح بلادنا على اللغات الحية الأخرى وتلقينها. وتتناسى الصحيفة ان دولاً متقدمة في العالم تعتمد في تعليمها على لغاتها الوطنية ومن ذلك اليابان، وهي تحتل مرتبة متقدمة في العالم على مستوى التكنولوجيات الحديثة والصناعة والمعرفة ووصلت إلى هذه المرتبة بفضل لغتها المحلية، وليس بالذوبان في فلك لغة أخرى بذريعة الخروج من الانغلاق. سيظل حزب الاستقلال مدافعاً عن اللغة العربية ونتمنى أن تكف «ليكونوميست» عن إهانة المغاربة بدعوتهم إلى التنكر للغتهم.