شهدت مدينة الدارالبيضاء تأسيس أكبر تجمع مهني في القطاع الفلاحي، ويتعلق الأمر بالفيدرالية مابين مهنية لأنشطة الحبوب، وهو تجمع يضع ضمن أولوياته تأطير المهنيين وتأهيل وعصرنة القطاع والرفع من المردودية والإنتاجية. وقد أفرز الجمع العام التأسيسي لهذه الفيدرالية المنعقد يوم 31 مارس 2010 بالدارالبيضاء انتخاب أحمد أوعباش رئيسا بالإجماع إلى جانب مجلس إداري يضم مختلف المكونات المهنية التي تشتغل في مجال إنتاج وإكثار البذور المختارة والتسويق والتعاونيات والمطاحن ومصنعي العجائن الغذائية والكسكس ومهنيي المخابز والحلويات. وتعتبر الفيدرالية الجديدة فضاء للتنسيق والتشاور بين الفاعلين في قطاع الحبوب، ويتموقع لممثل وناطق رسمي بالنسبة لمجموعة المهنيين وتندرج المهمة الأساس لهذا التجمع المهني في إطار مخطط المغرب الأخضر عبر عقد البرنامج الموقع مع الحكومة ، ويراهن المهنيون على إنجاز هذه المهمة اعتمادا على مخطط عمل واضح ومتكامل يقدم حلولا ناجعة وواقعية لانشغالات مختلف مكونات القطاع. وأكد أحمد أوعياش الرئيس المنتخب للفيدرالية الجديدة أن المهنيين يراهنون على رفع مجموعة من التحديات في مقدمتها التأهيل المندمج لمختلف فروع القطاع عبر تجاوز الطرق التقليدية وإدماج القطاع غير المنظم والمساهمة في انجاز ورش النهوض بالقطاع الفلاحي. وأوضح أوعياش ان التجمع المهني الجديد يضم شخصيات من العيار الثقيل ستمكن من خلال تجربتها وخبرتها من جعل الفيدرالية ما بين المهنية لأنشطة الحبوب قوة اقتراحية في بلورة السياسات العمومية في المجال الفلاحي، ومن شأنها تعزيز صفوف الاتحاد العام للمقاولات.. وعبر أوعياش عن أمله في أن يحقق القطاع الفلاحي بمختلف فروعه قفزة نوعية خلال المستقبل المنظور، مبرزا المكانة الهامة التي يحتلها هذا القطاع في الاقتصاد الوطني، مشيرا إلى أن التجمع المهني الجديد يشمل حوالي مليون و 200 ألف استغلالية للحبوب تمتد على حوالي 80٪ من الآراضي الفلاحية الصالحة للزراعة ، ومابين 20 و 25٪ من المنتوج الداخلي الإجمالي الفلاحي. وتشير المعطيات المتوفرة إلى أن مبيعات البذور برسم الموسم الفلاحي 2010/2009 بلغت أكثر من مليون قنطار مسجلة ارتفاعا بنسبة 59٪ مقارنة مع الموسم الفلاحي الماضي. وبلغت المساحات المزروعة حوالي 74،4 مليون هكتار، مسجلة انخفاضا بنسبة 2،8 ٪ وهو الأمر الذي يندرج في إطار المخطط الأخضر الذي يهدف إلى خفض المساحات المزروعة بالحبوب مع الرفع من الانتاجية والمردودية... وتصل الطاقة الاستيعابية للتخزين الاجمالي حوالي 41 مليون قنطار، منها حوالي 38 مليون في التخزين الداخلي وحوالي 2,6 مليون في التخزين في الموانئ. ويبلغ الانتاج المتوسط السنوي من الحبوب حوالي 5،57 مليون قنطار، علما بأن الموسم الفلاحي 2009 / 2010 سجل محصولا استثنائيا قدر بحوالي 102 مليون قنطار. وتبرز المعطيات أن الانتاج المحلي من القمح لم يسبق له أن غطى مجموع حاجيات قطاع المطاحن الصناعية التي تستعمل، حسب الموسم الفلاحي،مابين 30 و 60٪ من القمح المستورد من أجل تغطية حاجياتها. وعلى مستوى التحويل الأولي يضم القطاع أكثر من 180 وحدة للإنتاج في قطاع المطاحن الصناعية منها 120 متخصصة في القمح الطري و 60 وحدة متخصصة في صناعة السميد، وتقدر طاقة الطحن المتوفرة بحوالي 84 مليون قنطار ، وبلغ الطحن الإجمالي برسم 2009 حوالي 50 مليون قنطار، وبالنسبة للتحويل الثاني فيتوفر القطاع على أكثر من 22 وحدة انتاج موجهة للعجائن والكسكس، بالاضافة الى أكثر من أربعة آلاف مخبزة موزعة عبر مجموع التراب الوطني.