تنتقل المواجهة بين جورجيا وروسيا ، حول ابخازيا واوسيتيا الجنوبية ، الى محكمة العدل الدولية في لاهاي ، بعدما خاضتا نزاعا مسلحا حول هذه المسالة. وستستمع المحكمة على مدى ثلاثة ايام متتالية ، الى حجج كل من تبيليسي وموسكو ، بشأن اجراءات عاجلة تطالب بها جورجيا التي تريد ان يلزم القضاة موسكو ب«وقف التطهير الاتني» في منطقتي اوسيتيا الجنوبية ، وابخازيا اللتين تسكنهما غالبية روسية. وتؤكد جورجيا ان10 % من سكانها ، البالغ عددهم5 ,4 ملايين نسمة ، نزحوا داخل حدودها ؛ وتعتبر ان على روسيا ان تسمح بعودة الجورجيين الذين طردوا من المنطقتين الانفصاليتين. كما تتهم تبيليسي موسكو في شكواها التي قدمتها ، يوم12 اغسطس الماضي، ضد روسيا، بانتهاك «المعاهدة الدولية حول القضاء على كل اشكال التمييز العرقي» الموقعة عام 1965 في هاتين المنطقتين. لكن في انتظار صدور الحكم ، الذي قد يستغرق عدة اشهر او حتى سنوات, ارفقت جورجيا هذه الشكوى بطلب اجراءات عاجلة. وقد دخل الجيش الروسي جورجيا في اغسطس ، لصد القوات الجورجية ، في سعيها لاستعادة السيطرة على اوسيتيا الجنوبية. واوقفت روسيا هجومها العسكري بعد خمسة ايام ، لكن قواتها لم تنسحب بعد بالكامل من جورجيا. واعترفت موسكو بعدها باستقلال اوسيتيا الجنوبية وابخازيا, الامر الذي نددت به الحكومات الغربية. ومحكمة العدل الدولية هي اعلى هيئة قضائية تابعة للامم المتحدة، وتعترف بها ، حَكَمًا ، جميع الدول اعضاء المنظمة الدولية. وهي تتولى النظر في الخلافات بين الدول التي يمكنها في المقابل نقض اختصاصها.