اعلنت قيادة القوات الامريكية في اوروبا ان الف جندي امريكي يشاركون حاليا في جورجيا وعلى بعد اقل من مائة كلم من الحدود الروسية، في تمارين عسكرية مع جورجيا واذربيجان وارمينيا واوكرانيا. واكد المقر العام للقوات الامريكية في اوروبا يوكوم ومقره في شتوتغارت جنوب غرب المانيا، ان هذه التمارين التي اطلق عليها اسم الرد الفوري تجري منذ السبت الماضي في قاعدة فازياني العسكرية التي تبعد ثلاثين كلم عن تبيليسي وتنظم في اطار شراكة حلف شمال الاطلسي من اجل السلام. واوضح البيان ان الف جندي جورجي وعددا غير محدد من جنود اذربيجان وارمينيا واوكرانيا، علاوة على القوات الامريكية، يشاركون في المناورات المخطط لها منذ العام .2006 وتعتبر جورجيا التي باتت من حلفاء واشنطن الاساسيين، ثالث مساهم في التحالف الدولي في العراق بعد الولاياتالمتحدة وبريطانيا. و قالت يوكوم انها تقدم دعما متواصلا لمكافحة ما تسميه الارهاب في القوقاز. وباستثناء الولاياتالمتحدة، لا تنتمي اي دولة مشاركة في تلك التمارين العسكرية الى حلف شمال الاطلسي حيث ان جورجيا واوكرانيا مرشحتان فقط الى الانضمام الى الحلف. وتزامنت التمارين مع وصول وزيرة الخارجية الامريكية كوندوليزا رايس الاربعاء 9 يوليوز 2008الى تبيليسي مع توتر متزايد بين موسكووواشنطن حول القوقاز والدرع الامريكي المضادة للصواريخ. ودعا مقربون من رايس موسكو الى التزام الحياد في الازمة القائمة بين تبيليسي ومنطقتي ابخازيا واوسيتيا الجنوبية الانفصاليتين. وجاءت زيارة رايس بعد يوم من توقيعها على الاتفاق الذي يتيح لواشنطن نصب جزء من منظومة الدرع المضادة للصواريخ في تشيكيا، مما دفع روسيا للتهديد برد عسكري. وصرح مسؤول رفيع في وزارة الخارجية الامريكية للصحافيين المرافقين لرايس في رحلتها ان روسيا شددت كثيرا ضغوطها السياسية والعسكرية على جورجيا في اشارة الى التعزيزات العسكرية التي ارسلتها موسكو مؤخرا الى ابخازيا في اطار قوة لحفظ السلام. وصرح الدبلوماسي الرفيع الذي رفض الكشف عن اسمه على روسيا ان تستانف دورها كحكم محايد من اجل السلام عوضا عن المخاطرة في التحول طرفا في النزاع. واضاف بلهجة غير معتادة على روسيا ان تدرك زوال الامبراطورية. عليها ان تحترم سلامة ووحدة اراضي جيرانها. كما حذر المسؤول الامريكي من خطر وقوع كارثة ان امتنعت روسيا عن تقليص وجودها العسكري في ابخازيا، موضحا اقصد دورة جديدة من المعارك تكون لها عواقب بشرية رهيبة. ومن منطلق استراتيجي، الامر لا يفيد احدا. وتبادلت موسكو وتبيليسي الاتهامات بتحليق طائرات مقاتلة جورجية حسب البعض، وروسية حسب البعض الاخر، في اجواء اوسيتيا الجنوبية في انتهاك لوقف اطلاق النار. وقد ارتفعت حدة الاتهامات الروسية ضد الحكومة الامريكية واخرها اتهام واشنطن بالتغطية على الاستفزازات الجورجية في منطقتي ابخازيا واوسيتيا الجنوبية. ومن اليابان اعرب الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف اثر توقيع الولاياتالمتحدة والجمهورية التشيكية اتفاقا حول تلك الدرع، عن خيبته الكبيرة مضيفا ان بلاده لن تنساق الى الهستيريا بل ستفكر في اجراءات مضادة.