يعرض الفنان المغربي سعيد المساري،إلى غاية 11 أبريل المقبل بمعرض المعهد الثقافي الإسباني ثيربانتيس بمدينة طنجة،مجموعة من أعمال نحت على الورق،تعكس لمحة تشكيلية معاصرة حبلى بأشكال ذات بعد جمالي ورمزي. ويضم المعرض،الذي يحمل إسم «فضاءات من ورق»،27 عملا فنيا مستوحاة من تقاليد فن النحت،مع استعمال تقنيات جديدة وأشكال متخيلة،غالبا مربعة أو مثلثة،تسبح في عوالم افتراضية. يقول الفنان سعيد المساري في تقديم المعرض إن «الآثار التصويرية حفزته ليس فقط على اكتشاف النتائج غير المتوقعة فحسب،وإنما على تقدير نبل الورق والألوان التي يخلفها وقع المعدن على الورق عبر الحبر». ويروم هذا المعرض اكتشاف حدود تقاطع النحت،كأسلوب للتعبير الفني،مع التشكيل وخلق عالم للتعبير عن الجمالية،يضاهي قيمة الرسم على الورق،إذ غالبا ما يؤدي خوض هذا العالم إلى اكتشاف نتائج غير متوقعة. كما حرص المساري على استعمال تقنيات نحت غير سامة وتحترم البيئة،وهي طريقة اختارها المبدع لإدماج العمل الفني في الانشغال العالمي لحماية البيئة من كل أشكال التأثير. كما تتميز أعمال هذا الفنان باكتشاف هذا الأسلوب الفني،الذي يتيح قراءات متعددة ومتباينة،شاملة أو ضيقة،للعمل الفني،عبر الاعتماد على أشكال دائرية ومربعة ومثلثة،والتي غالبا ما تشكل مجتمعة نوعا من اللغز الفني المستعصي على المشاهد العادي. وهنا يعتبر المساري أنه «يسعى إلى تزويد العمل الغرافي بلمحة تشكيلية حديثة ومعاصرة،تتنافس مع طرق أخرى في التشكيل،حيث الجمالية،والتعبير،والرمزية السينمائية تغدو مألوفة في نقل المشاعر الإنسانية». وقد درس الفنان سعيد المساري،المزداد بمدينة تطوان سنة 1956،فن الديكور في المعهد الوطني للفنون الجميلة بالمدينة ذاتها،قبل أن ينتقل إلى مدريد لاستكمال دراساته الجامعية،وله في رصيده مجموعة من المعارض،كان أولها سنة 1982،في عدد من البلدان،من بينها على الخصوص المغرب وإسبانيا وإيطاليا والبرازيل.