صدر مؤخرا عن دار الايمان للنشر والتوزيع بالرباط الطبعة الثانية من كتاب،، الحركة السلفية في المغرب العربي،،، يقع هذا الكتاب في 400 صفحة من الحجم المتوسط، ويحتوي على البحوث والدراسات القيمة التي شارك بها الأساتذة والعلماء من المغرب وموريتانيا والجزائر وتونس وليبيا في الأيام الدراسية التي نظمتها الجمعية المغربية للتضامن الاسلامي بتعاون مع جمعية المحيط الثقافية بأصيلة حول موضوع »الحركة السلفية في المغرب العربي«. إن اختيار هذا الموضوع يقول رئيس الجمعية الدكتور »عبد الرحيم بن سلامة« يعبر عن فهم عميق لمفهوم الحركة السلفية في هذه المرحلة التي تعددت فيها مفاهيم السلفية، فابتعدت بذلك عن الغايات النبيلة التي كان ينشدها السلفيون الحقيقيون من هذه الحركة، كما أن هذه الأيام الدراسية انعقدت مباشرة بعد تأسيس اتحاد المغرب العربي منذ عقدين، حيث تعطل هذا الاتحاد نتيجة الأشواك والعقبات التي وضعتها الجزائر في طريق هذا الكيان المغاربي الذي تتطلع الشعوب إلى إقلاعه، لتحقق للمنطقة ما ينتظر منه من خيارات سياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية، سيما وأن هذا الاتحاد أسس على أواصر الدين واللغة والتاريخ والمصير المشترك. أما الأستاذ »محمد بن عيسى« رئيس جمعية المحيط الثقافية، فقد جاءت في كلمته »إن ندوة الحركة السلفية في المغرب العربي التي نظمتها الجمعية المغربية للتضامن الاسلامي وجمعية المحيط الثقافية سنة 1989 وجمعية علماء ومفكرين من المغرب العربي، لها أكثر من دلالة وأكثر من مغزى«، فقد أتت في أعقاب لقاء مراكش الذي تمخضت عنه،، معاهدة مراكش،، القاضية بإنشاء اتحاد المغرب العربي الذي يعتبر خطوة جبارة في سبيل العمل المغاربي المشترك الهادف إلى تحقيق طموحات وتطلعات شعوب المنطقة في كل المستويات؛ فمعاهدة مراكش هي تجسيد للإرادة القوية التي عبر عنها لقاء القادة الأشقاء، فعلى هذا الأساس تمكن اعتبار هذه الأيام الدراسية حلقة من سلسلة النشاطات المتعاقبة التي تشهدها بلادنا والتي تصب في نفس السبيل معبرة بذلك عن مظاهر التضامن والتكامل والعمل الموحد. لاشك أن العودة إلى دراسة موضوع »الحركة السلفية في المغرب العربي« هي عودة في واقع الأمر إلي محاولة استخلاص دروس من كفاح شعوب هذه المنطقة ، واستجلاء عبر الماضي المشرق من تاريخ الفكر والبحث في المغرب العربي، واستيعاب القيم التي دفعت به إلى الثبات أمام محاولات المستعمر لطمس معالم حضارته وتراثه ومقدساته العليا. إن السلفية في المغرب العربي استطاعت، أن تحمي الإسلام وأن تصمد به أمام مناداة الاستعمار، وتعمل علي صيانة الهوية الاسلامية لشعوب المنطقة والحفاظ عليها، بقدر ما تدعونا إلى التأمل في الذات واستحضار قيم الماضي، فهي تتطلب منا أيضا التطلع إلى مستقبل المغرب العربي واستشراف آفاقه في ظل اتحاد مغاربي يجمع شمل الاخوة في هذه المنطقة. إن التمعن في موضوع السلفية الحقة القائمة على الكتاب والسنة وما قام به السلف الصالح الذي وظف هذه الحركة بمختلف مدارسها لخدمة العقيدة والأمة الاسلامية، هو الذي دعا الجمعية المغربية للتضامن الاسلامي إلى اصدار الطبعة الثانية من هذا الكتاب استجابة لرغبات العديد من القراء والهيآت والجامعات.