نظرا إلى القيمة الفنية الرفيعة المستوى لرواية «القوس والفراشة» للشاعر والروائي المغربي محمد الأشعري، ونظرا إلى الغنى الجمالي والدلالي اللذين تختزنهما هذه الرواية لن تعمل هذه القراءة على تلخيص محتوى المتن الروائي، ولن تقوم بعرض الحكاية وتلخيصها لأن هذا الأمر متروك للقارئ، بقدر ما ستطرح أسئلة تتعلق بجوانب فنية ودلالية هامة في «القوس والفراشة»، هذه الأسئلة التي لا تدعي القدرة على الإجابة عنها جميعا، وإنما يكفيها أن تنبه إليها نظرا إلى علاقتها الوثيقة بالتشكيل الفني لمتخيل الرواية. فكيف يحضر متخيل الذات ومتخيل الواقع في رواية « القوس والفراشة»؟ وما خصائص تصوير هذه الذات في تشكلاتها الدرامية؟ وكيف يُسهم التوتر الشاعري في بناء متخيل الذات في الرواية؟ وما حدود متخيل الواقع فيها ؟ وكيف يسهم التوتر الدرامي في تشكيل متخيل الواقع بين ثنايا هذا المتن الروائي؟