عادت من جديد ظاهرة انتشار المهاجرين السريين الأفارقة بمختلف أحياء ومرافق مدينة وجدة، بعد غياب دام حوالي السنة، تجدهم أمام أبواب المساجد، كما بفضاءات المدينة وشوارعها وأحيائها وأزقتها، ويتحركون بانتظام بين زبناء مقاهي شارع محمد الخامس وخاصة أيام السبت والأحد وكذا بالأسواق الأسبوعية أين يصطفون الواحد بجانب الآخر وقد أخذ الإعياء والملل منهم الكثير من الجهد، يبسطون أياديهم للمواطنين طلبا لصدقات.. إنهم مهاجرون سريون قدموا ذكورا وإناثا من دول جنوب الصحراء،أغلبهم يحمل هويات غير هوياتهم، استعاروها هناك بالقطر الجزائري أين توجد سوق للمتاجرة في جوازات السفر مقابل بعض من المال.. ويتخذ هؤلاء المجاهرون من محيطات المدينة وغاباتها إقامات ومخابئ الى حين، ويتحملون قساوة المناخ والطبيعة في سبيل استجماع الجهد المادي والمعنوي لمواصلة طريق البحث عن وسيلة لقطع أشواك الحدود الوهمية بمليلية السليبة ومياه البحر الغادرة.. لكنهم يجدون أنفسهم يواجهون إكراهات الانتظار، فيلجأون الى امتهان حرف بئيسة، تجردهم من الخوف والحياء، ويتسولون بما في الكلمة من معنى ، بجمع الكفين والنطق بعبارات دافئة ترمز للحنان والرحمة وتطلب الاستعطاف. هكذا إذن تراهم في كل مكان بمدينة وجدة، المدينة التي فتحت ذراعيها كرها لاحتضانهم بصفة غير شرعية .. لكن هؤلاء الأفارقة سرعان ما يغيروا من تصرفاتهم، فيتحول بعضهم الى عصابات إجرامية، متخصصة في النصب عن طريق الاحتيال والتزوير، والسرقة، واعتراض السبيل خاصة أثناء الليل.. ورغم ما يبذله رجال الأمن من مجهودات في محاولة الحد من الظاهرة بملاحقتهم في كل مكان وزمان إلا أنهم مازالوا يتسللون إلى التراب الوطني عبر منافذ سرية وبمساعدة أيادي خفية ومافيات جزائرية مختصة في التهجير السري ..