يوجد أكثر من 650 عامل مغربي متخصص في الزخرفة الاسلامية في وضعية مقلقة في العديد من المدن الجزائرية، وساءت أحوال العديد منهم بسبب ما تعرضوا له من نصب وتحايل من طرف جهات جزائرية. فبالنظر إلى الطلب المتزايد على العمال المغاربة المتخصصين في الزخرفة والتزيين والديكور في القطر الجزائري توجه مآت من هؤلاء ذاع صيت مهاراتهم الفائقة وزاد الطلب على خدماتهم خصوصا في الاقامات الخاصة. وحدث أن تدخلت مديريات الشؤون الدينية على مستوى بعض الولاياتالجزائرية وكذا بعض الجمعيات الدينية هناك المكلفة برعاية بعض المساجد على الخط بأن شغلت أكثر من 650 من هؤلاء العمال المغاربة في ترميم وتزيين المساجد، واستغلت هذه الجهات المهارات الفائقة للعمال المغاربة في ترميم وتزيين مآت المساجد من أصل 3500 مسجد توجد في وضعية تتطلب الترميم والتزيين بالفسيفساء والزخرفة. وفعلا أجاد العمال المغاربة في أداء هذه الخدمات وحولوا كثيراً من المساجد خصوصا في مدن الجزائر العاصمة والمدية وتلمسان وسطيف وغيرها إلى تحف جميلة ، لكن الجهات التي شغلتهم وهي مديريات الشؤون الدينية والجمعيات الدينية رفضت تسديد أجورهم مقابل ما أنجزوه، ورغم الاتصالات الكثيرة التي أجروها في هذا الصدد لم يجد ذلك نفعا، واضطر المتضررون إلى تكوين وفد مصغر توجه إلى وزارة الشؤون الدينية، وحدثت المفاجأة الكبرى حينما خاطبهم مسؤول بهذه الوزارة بلهجة حادة جدا آمراً إياهم بالرحيل وإلا أبلغ الشرطة بوضعيتهم غير الشرعية، في إشارة منه إلى أن هؤلاء العمال المغاربة دخلوا التراب الجزائري بطرق غير شرعية، ولكي يتم السكوت عن هذه الوضعية عليهم أن يقبلوا بالأمر الواقع ويسلموا بأجورهم ويواصلوا العمل دون مقابل، علما أن جهات رسمية تابعة لنفس الوزارة هي التي شغلتهم وآوتهم وكانت على علم بوضعيتهم.