"لا يمكنني البقاء في المغرب من دون أي عمل، لهذا أفضل اختراق الحدود والتوجه إلى الجزائر"، بهذه العبارة يتحدث أغلب المغاربة الذين يتم توقيفهم في مغنية بتلمسان، ويفر هؤلاء من جحيم البطالة والفقر الذي يحاصرهم من كل جانب. وتبدأ رحلة بحث المغاربة عن وطن سواء كانوا شبابا أو كهولا، انطلاقا من طنجة خصوصا وأن مغنية لا تبعد عنها سوى ب20 كلم، ولا يختلف مغربيان اثنان على أن غلق الحدود مع الجزائر، سبب لهم أزمة حقيقية، خصوصا ما تعلق بتوفر فرص العمل، التي أصبحت نادرة عندهم. وحتى وإن كانت مصالح الدرك الوطني تلقي القبض على عدد منهم يوميا، بحيث يتواجدون بطريقة غير شرعية في كل إقليم مدينة تلمسان، فإن عددا منهم لا يزال يمارس نشاطه المهني تحت غطاء الهوية الجزائرية. ونقلت جريدة "الخبر" الجزائرية عن قائد الكتيبة الإقليمية للدرك بمغنية الرائد توفيق درقاوي قوله :" إن تواجد المغاربة بطريقة غير شرعية في تلمسان، يكون في أغلب الأحوال من أجل البحث عن فرص للعمل". وأضاف درقاوي قائلا:" ويجمع أغلب الموقوفين من طرف مصالحنا، على أن الفقر والبطالة هما الدافعان لاختراق الحدود تحت جنح الليل، بعد رحلة شاقة لا تكون مضمونة العواقب، فبالنسبة لهم المغامرة أحسن من التسليم بالواقع وعدم القيام بأي شيء ". وتابع حديثه:" على الرغم من أن النشاط الغالب في مغنية بالنسبة للمغاربة هو تهريب الوقود والمواد الغذائية والمخدرات، فإن هناك فئة من أبناء نظام المخزن، من تربطهم علاقة مغايرة تماما مع الجزائر، لا تسمح لهم أصلا بالتفكير في النشاطات غير الشرعية، وتدفعهم لتحدي كل القوانين والحواجز من أجل اختراق الحدود". وتشير المعلومات المستقاة من التحقيقات التي تجريها نفس المصالح، إلى أن أغلب المغاربة الذين يتواجدون بطريقة غير شرعية هم من أصحاب الحرف والمهن الحرة. وترتكز هذه النشاطات على أعمال النقش على الجبس والبناء والنجارة والتلحيم. الجزائر تفتقد للمهنيين في مجال البناء والديكور ولهذا فاليد العاملة المغربية المؤهلة، مطلوبة كثيرا في سوق العمل لدينا، يقول مصدر أمني لالخبر، معتبرا بأن طابع البناء والزخرفة المغاربية مطلوبة في تلمسان، فأصحاب المال الذين يبنون فيلات ومتأثرون بالطابع المعماري المغربي، يطلبون الفنيين المغاربة الذين يتلقون عروضا مغرية للغاية. ويشار إلى أن المداهمة التي قامت بها عناصر الدرك الوطني بداية السنة الجارية في تلمسان، قد أوقفت مغربيين بتهمة الهجرة غير الشرعية، يضافان إلى العشرات من المغاربة الذين يتم توقيفهم وإحالتهم على العدالة شهريا، ويتم طردهم فيما بعد نحو المغرب.