علم من مصادر مطلعة أن السلطات الجزائرية تحتجز مجموعة من الأطفال المغاربة القاصرين داخل مراكز متفرقة فوق التراب الجزائري، وقالت المصادر ذاتها أن عائلات هؤلاء الأطفال يجهلن مصير أبنائها المحتجزين منذ شهور. وذكرت يومية "الجريدة الأولى " أن عناصر الشرطة والدرك والجيش في الجزائر اعتقلت طيلة الشهور الماضية ما يزيد عن 20 طفلا مغربيا،في حواجز للمراقبة عند مداخل مدينتي وهرانوالجزائر العاصمة،وأوضحت أن هؤلاء الأطفال دخلوا إلى التراب الجزائري بطرق غير شرعية عبر الحدود المغربية- الجزائرية، بمساعدة "مافيات" التهريب التي تنشط على الحدود. ومن بين عائلات الأطفال المحتجزين، توجد عائلة "حربيش" التي يوجد ابنها محمد، البالغ من العمر 17 سنة، رهن الاعتقال داخل مركز للإيواء بمدينة " سيدي بلعباس " الجزائرية،وأفادت والدة هذا الطفل، الذي دخل إلى الجزائر قبل نحو شهرين، بأن أشخاصا مجهولين اتصلوا بها وأخبروها أن ابنها يوجد رهن الاحتجاز بالمركز المذكور بعد اعتقاله لوجوده فوق التراب الجزائري بطريقة غير شرعية. وقالت والدة هذا الطفل، الذي ينحدر من حي "عوينات الحجاج" بفاس، أن ابنها تمكن من التسلل إلى داخل التراب الجزائري عبر الحدود الشرقية، بعدما اتصل به أحد أبناء المدينة، وطلب منه الالتحاق به بالجزائر من أجل العمل في قطاع البناء، وأوضحت أن ابنها المحتجز اتصل بها من مدينة "مغنية"، وأخبرها بأنه "وصل إلى الجزائر بخير"، وفي اليوم الموالي تلقت العائلة مكالمة هاتفية من امرأة قدمت نفسها على أنها محامية،وأخبرتهم أن محمد اعتقل من طرف الدرك الجزائري، وأنه يوجد داخل مركز إلى جانب أطفال مغاربة اخرين، وطلبت منهم مبلغا ماليا لم تتذكر والدة الطفل قيمته،"لأنني كنت مصدومة بالخبر"، تقول أم محمد. وبدورها ،أكدت عائلة المغاري، التي تنحدر من مدينة تازة، أن ابنها أحمد المغاري، البالغ من العمر حوالي 17 سنة، يوجد رهن الاعتقال داخل مركز للإيواء فوق التراب الجزائري، وقال والد هذا الطفل إن أشخاصا جزائريين يربطون بهم الاتصال بشكل مستمر لإخبارهم بأن ابنهم سيتم الإفراج عنه في القريب العاجل، "كل مرة كيقلوا لينا راهم غادي يطلقوهم". وتطلب العائلتان من السلطات المغربية التدخل لدى نظيرتها الجزائرية من أجل الإفراج عن أبنائها المحتجزين فوق التراب الجزائري، وتمكينهم من العودة في أحسن الظروف. وأوضح مصدر مغربي يوجد فوق التراب الجزائري، لمصادر اعلامية أن العديد من الأطفال القاصرين المغاربة يتعرضون للاعتقال على يد قوات الدرك والجيش الجزائري، وأشار إلى أن أغلبهم يتسللون عبر الحدود بمساعدة "مافيا تهريب البشر" من أجل البحث عن فرص الشغل. وحول طريقة دخولهم إلى التراب الجزائري، أوضح المصدر أن المهربين المعروفين بالجهة الشرقية للمغرب ب"الحراكة" هم من يتكلفون بنقل الأشخاص الراغبين في الدخول إلى الجزائر، انطلاقا من مدينة وجدة إلى الحدود مع مدينة "مغنية" الجزائرية، وذلك مقابل 250 درهما لكل شخص، وتبلغ المسافة الفاصلة بين وجدة وهذه النقطة الحدودية حوالي 10 كيلومترات. وأكد المصدر ذاته أن "الحراكة" يتكلفون بتسهيل عملية اختراق الحدود مشيا على الأقدام، بعد ربطهم الاتصال بمهربين، وعند اختراق الحدود يتكلف أفراد "شبكة التهريب" من الجانب الجزائري المعروفين ب"كلوندستان" بنقل المغاربة إلى مدينة "مغنية"، مقابل 250 درهما مغربيا أو 2500 دينار جزائري، وعند وصولهم إلى مدينة مغنية يختار المغاربة التوجه إلى مدينة تلمسان قبل التوجه إلى الجزائر العاصمة عبر مدينة وهران. ويفضل أغلب المغاربة المشتغلين في الصناعات المرتبطة بقطاع البناء التوجه إلى مدينة الجزائر العاصمة المعروفة بارتفاع الأجور في هذه القطاعات، وفي حالة وقوعهم في قبضة عناصر الدرك أو الشرطة يتم تجميعهم داخل مخافر جماعية وإحالتهم على وكيل الجمهورية، قبل ترحيلهم إلى الحدود المغربية الجزائرية وطردهم ليلا، حيث يكونون عرضة للاعتقال من طرف أفراد الجيش المغربي أثناء رحلة العودة إلى الوطن.