... ربما تكون السيدة نوال المتوكل وزيرة الشباب والرياضة لا تعرف مصير كل تلك التوصيات التي خرج بها المتناظرون والمتناظرات في أكثر من مرة من أجل الرياضة الوطنية ، وإلا لما كانت قد قررت بعد سلسلة من المنتديات التي كانت قد عقدتها عبر مختلف الجهات المغربية ، أن تكون هناك مناظرة وطنية للرياضة خلال الأسبوع الأخير من الشهر المقبل... نعرف أن كثيرا من اللغو قد فرقناه منذ أكثر من ربع قرن ، ونعرف كذلك أن إصلاح المنظومة الرياضية في بلادنا لن يكون بتنظيم المناظرات الجهوية أو الوطنية أو"بتفريق " مزيد من اللغو في هذا الوقت الذي لم يعد فيه مجال للكلام الذي لا تأتي من ورائه نتائج ... إذ لا نظن أن كل الذين وصلوا الى ما وصلوه في الرياضة العالمية " فرقوا ... وقرقبوا الناب " ثم ناموا وفاقوا فوجدوا الأمور والدنيا ربيع والجو بديع كما قالت الساندريلا رحمها الله... نحن في حاجة أولا للبدء في تخليق المشهد الرياضي و تثبيت المرتكزات الأساسية للممارسة و التسيير الرياضيين ، وإبعاد كل المتطفلين عنه ، والنابتين فيه نبتا ، ولا نعتقد أن مجرد تنظيم مناظرة سنحصل بعدها على خاتم سليمان ، لأننا أصلا لسنا في حاجة إليها ، والرياضة الوطنية ليست في حاجة لمزيد من هدر الوقت في الكلام " اللي ما يودي ولا يجيب"... بقدرما نحن في حاجة إلى إيجاد إلطريق التي سلكها الآخرون من أجل تحقيق نهضة شمولية لرياضاتهم ورياضييهم ، وكيف وصلوا إلى تفريخ الأبطال في مختلف الرياضات وليس فقط في الكرة أو الجري ، وكيف أنهم وصلوا إلى ذلك كله إلى الإنفتاح على المحيط الجهوي والدولي، وتحقيق الإقلاع الإقتصادي والإجتماعي والتربوي عن طريق القطاع الرياضي... ولو من باب استساخ تجاربه وتطويعها مع الخاصيات المغربية ... فنحن لا نريد أن نعود مزيدا إلى الوراء رياضيا في الوقت الذي تعرف فيه مجالات أخرى سرعة وجهودا كبيرة ، وفي الوقت الذي أعطت فيه الحكومة المغربية الضوء الأخضر للإقلاع بالرياضة من خلال المشاريع الرياضية التي هي في طور الإنجاز، ومن خلال دعمها المادي لبعض الرياضات ببسط الطريق نحو تأهيلها ، لجعلها في مستوى التطلعات ... إن مجرد التفكير في عقد هذه المناظرة ، يعد خروجا عن النص الذي كتبته الدولة لما تريد أن تصله الرياضة ، ولما تفكر فيه مع باقي الرياضات التي مازالت تنتظر دورها من حصة التأهيل ... ولذلك فإننا نظن أن السيدة نوال إنما ترى أشياء سبقها أخرون إليها من غير أن تكون لها النتائج المرجوة ، بل ظلت حبيسة الرفوف ، إن لم تكن حتى وزارة الشبيبة والرياضة لا تتوفر على نسخ منها ... إننا نعرف أنه لا يمكن أن نصل إلى قطف العسل بدون تعب ، وبين ليلة وضحاها، ونعرف كذلك أن ميزانية وزارة الشبيبة والرياضة لا تمثل سوى صفر فاصلة ستين في المائة من الميزانية العامة للدولة يخصص 55% منها للتسيير، فهل يعقل أن نصرفها في تنظيم المنتديات والمناظرات ، ونحن نطمح إلى التكوين والتكوين المستمر لأطرنا الرياضة والى تأطير رياضيينا تأطيرا محترما يليق و طموح المغرب والمغاربة في الملتقيات والتظاهرات العربية والقارية والعالمية الكبرى التي نكون طرفا فيها... من يحب الكلام فالأكيد أنه لا يحب العمل ، والمناظرات ما هي - كما علمتنا التجارب في رياضتنا - مجال خصب للكلام الكثير ، والتوصيات الكثيرة التي يكون مآلها الضياع فوق غبار الرفوف ، فهي غير ملزمة ولا قوة لها أكثر من قوة القرارات المتخذة بناء على قناعات راسخة بضرورة النهوض بالقطاع الرياضي الوطني... وعلى أية حال هي فكرة مستنسخة للسيد نوال ، ليست جديدة عنا ، نتمنى أن تكذبنا الأيام في جدواها ونتائجها.