... عندما تقف وزيرة الشبيبة والرياضة السيدة نوال المتوكل للإجابة على أسئلة النواب والمستشارين تحت قبة البرلمان، فإن لا أحد يمكنه أن يتصور أن السيدة الوزيرة على غير علم بما يجري في القطاعين الرياضي والشبابي، أو أنها غير مطلعة على مشاكل كرة القدم الوطنية، لكن يظهر أن الذين يضطلعون بمهمة تهييء أجوبة السيدة الوزيرة علي أسئلة النواب والمستشارين «يزطمون» على الجوهر ويتجهون الى ماهو جانبي وغير ذي معنى في تلك الأجوبة، وبالتالي «يزطمونها هي أيضا»... ولا أدل على ذلك من أن أسئلة السيدين فوزي بنعلال وعبد الحميد بلفيل بمجلس المستشارين كانت تسير في واد وأجوبة السيدة نوال تسير في واد آخر... فالمستشاران طرحا المشاكل التي تنخر جسم كرة القدم الوطنية بدءا من سوء التسيير والتدبير والتخطيط، وانتهاء باللامبالاة التي تعرفها الأطر التقنية الوطنية، مقابل التطبيل والتهليل لفائدة الأطر الأجنبية التي تكلف مبالغ مالية باهظة بالعملة الصعبة، وانتهاء بغياب الديمقراطية في انتخاب رئيس وأعضاء الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، والسياسة المتبعة من هؤلاء فيما يخص المجموعة الوطنية وانتخاباتها ومن خلالها الجموع العامة للغرق ومنخرطيها.. أقول في الوقت الذي طرح فيه المستشاران هذا كان رد الوزيرة نوال يسير اتجاه سرديا لحالة الملاعب التي التزمت الحكومة بتشييدها إبان ترشيح المغرب لاحتضان نهائيات كأس العالم 2010 والمراحل التي قطعتها الأشغال دون التطرق لامن بعيد ولا من قريب الى ما أشار إليه المستشاران، مما يخفي وراءه عدم القدرة على الخوض في هذا الموضوع الذي يشغل الرأي العام الرياضي الوطني ويؤرقه في ظل ما وصلته كرة القدم الوطنية من انحطاط وسوء تدبير وتسيير؛ بفعل عدم جدوى وجود أناس عفا الزمن عن تسييرهم غير المجدي، ولم يزيد الوضع الكروي المغربي إلا تخلفا الى الوراء في الوقت الذي تقدمت فيه دول لم يكن لها أي ذكر عندما كان المغرب قد وصل نهائيات كأس العالم في السبعينيات والثمانينيات والتسعينيات، وبعبارة أخرى كما قال المستشاران في رديهما ، هل يمكن أن ننتظر من السيدة نوال أن تستعمل سلطة القانون ضد جامعة الكرة أم أنها بأجوبتها الأخيرة تؤكد أنها بلا حول ولا قوة أمام الماسكين بزمام هذه الجامعة ومجموعتها الوطنية. نعرف أن السيدة نوال قد قررت ركوب الخيل وهي «ملطاء» حينما سطرت برنامجا سمته «خارطة طريق» الرياضة المغربية من خلال تنظيم ستة منتديات جهوية للرياضة في كل من مدن العيون ومراكش وبني ملال ومكناس ووجدة وطنجة وصولا الى تنظيم مناظرة وطنية، وكما نعلم فإن المنتديات لاتعدو أن تكون مجرد تفريق للكلام لا يلزم أحدا، كما أن المغرب عرف عدة مناظرات ظلت توصيات حبرا على ورق حتى الآن بعدما كان الناس آنذاك قد أكلوا وشربوا وفرقوا الكلام ذات اليمين وذات الشمال، وكانت تلك المناظرات بمثابة أقراص مسكنة لكل أولئك الذين كانوا آنذاك يطالبون بنهج سياسة رياضية وطنية بإمكانها أن تعفي المغرب من الهزات التي تتعرض لها رياضياتنا في مختلف المنافسات القارية والعربية والدولية.. ونظن أنه لا حاجة لنا الى مزيد من تفريق «اللغا» لأن الوقت يمر ونحن سنظل ننظر ونتكلم كلام ليليا سرعان ما يمحوه النهار.. كما لانظن أن كل الذين وصلوا برياضاتهم إلى القمة كانوا يفرقون الكلام فيما بينهم من خلال المناظرات أو المنتديات، وهذا ما أكده المستشاران عبدالحميد بلفيل وفوزي بنعلال في تعقيبهما على السيدة الوزيرة التي كانت في واد وهما في واد آخر... على كل حال نتمنى أن يمر كلام السيد فوزي بنعلال بردا وسلاما على فريقه اتحاد تمارة الموسم القادم، لأن هناك في الجامعة كما في المجموعة الوطنية من لم يبتلع ما قاله رئيس اتحاد تمارة في حق القائمين على شؤون كرتنا الوطنية وفي حق المسامير المنبتة فيهما معا.. ومن يعرف هؤلاء لا بد أن يطلب حسن الله عون لمسؤولي اتحاد تمارة من الآن. ع. أبو فيصل