لم تقدم نوال المتوكل، وزيرة الشبيبة والرياضة، أجوبة شافية أمس في البرلمان، بشأن أسباب هزيمة المنتخب الوطني المغربي في منافسات كأس إفريقيا التي تجري حاليا بغانا، واختارت الوزيرة سياسة الهروب إلى الأمام من خلال الحديث بشكل عام عن مشاكل الرياضة الوطنية. وكما كان منتظرا فقد غاب الجنرال حسني بن سليمان، رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، عن مساءلة البرلمان، في حين حضر فقط نائبه محمد أوزال. واعتبرت الوزيرة أن إقصاء المنتخب الوطني «ليس سوى انعكاس لواقع الرياضة في المغرب»، وألقت الوزيرة عرضا لمدة حوالي نصف ساعة كان ينتظر أن يتضمن إجابات عن أسئلة ستة فرق نيابية هي التجمع الوطني للأحرار، الاتحاد الدستوري، العدالة والتنمية، الحركة الشعبية وتحالف القوى التقدمية، الذين تساءلوا جميعا عن سبب هزيمة المنتخب المغربي، وتعثر السياسة الكروية، وحقيقة الصفقة المالية مع المدرب الفرنسي هنري ميشيل. وطيلة إلقائها للعرض أعادت الوزيرة تكرار ما سبق أن عرضته أمام لجنة القطاعات الاجتماعية بالبرلمان أثناء تقديمها لميزانية وزارتها، حيث تحدثت بشكل عام عن «الواقع الرياضي المغربي المتسم بالتذبذب وعدم الاستقرار في الاحتفاظ بالألقاب» وعن «انعدام مسايرة السياسة الدولية في مجال كرة القدم»، كما عادت إلى التحدث عن العقد البرنامج الذي يربط الجامعة بالوزارة منذ 2005، لكنها لم تتحدث بالملموس عن الأسباب التي أدت إلى هزيمة المنتخب الوطني ومسؤولية هنري ميشيل، وحقيقة الأجر الذي يتقاضاه، مما جعل بعض المتتبعين يصفون مداخلتها بأنها «في حالة شرود». ووصف الفريق الحركي هزيمة المنتخب المغربي في غانا بأنها «نكراء»، كما وصف سياسة الحكومة في المجال الرياضي بأنها «ترقيعية»، أما العلوي الحافظي، رئيس فريق التجمع الوطني للأحرار، فوصف أعضاء المنتخب الوطني بأن أغلبهم «لا يجيدون ترديد النشيد الوطني» ولا «يستميتون لتحيا بلادهم». أما الفريق الدستوري فتساءل عن كيفية تعامل الجامعة الوطنية مع المحترفين، وحقيقة الأموال التي رصدت للمشاركة في التظاهرة الإفريقية. ومن جهته اعتبر مصطفى الرميد، رئيس فريق العدالة والتنمية، أن أزمة الرياضة في المغرب جزء من أزمة عامة تتعلق ب«الحكامة وسوء التدبير»، وقال الرميد: «إننا نجني ثمار سياسة حكومية تتسم بالفشل»، وهاجم الرميد الحكومة قائلا: «قبل الحديث عن تشكيلة الفريق الوطني فإنه لابد من التساؤل عن تشكيلة الفريق الحكومي» التي وصفها ب«غير المنسجمة».