متى تتدخل قنواتنا التلفزية المغربية المكونة من الباقة التي تعلن عنها الشركة الوطنية ركب المنافسة الحقيقية مع القنوات الأخرى الخارجية التي تستحوذ على ألباب وأذواق المشاهدين المغاربة !؟ هذا التساؤل فرضته الروتينية التي تطبع حركة قنواتنا التي يتضح من زمن لآخر أنها توفر السير على نهج أقل ما يمكن أن يوصف به هو النمطية المملة التي تشعر المشاهد المغربي أن القيمين على قنواتنا إما أنهم استنفدوا ما لديهم من خبرات، أو أنهم يفضلون سياسة (عدي) وعلى المتضرر البحث عن الأجود في رحاب قنوات الغير التي يقوم مسؤولون إننا لن نستطيع منافستها وهي صاحبة الإمكانيات المادية والبشرية الهائلة والضخمة التي تساعد على التطور والإبداع والجودة الكبيرة في العمل، ولعل هذه المبررات التي يعلق عليها هذا الإنغماس الكلي لقنواتنا في اللجوء لاعطاء منتوج لا نحفز المشاهدين المغاربة على المتابعة والاهتمام على المتابعة والاهتمام في غياب معطيات بسيطة ولو اجتهد مهندسو قنواتنا في توفيرها لكانت النتيجة أفضل وعلى سبيل المثال لا الحصر أي مبرر لتباعد مواعيد نشرات الأخبار التي نرى أنها تبث بالقنوات الخارجية على رأس كل ساعة أو نصف الساعة؟ وأي مبرر لغياب تحيين الأخبار الطارئة إلى حين النشرات الرئيسية؟ ولماذا لم نتمكن حتى الآن من إحداث شريط اخباري أسفل الشاشات لمواكبة الأحداث على الأقل في حينها؟ ولماذا تظل برامجنا الحوارية منها على وجه الخصوص تقتصر الآراء فيها على الحاضرين (بالبلاطو) دون فسح مجال الإتصال المباشر للمشاهدين على غرار ماهو معمول به في كل القنوات التلفزية الخارجية؟ ثم أي مبرر لتقديم سهرات فنية تكرر فيها نفس الوجوه دون الحرص على تكافؤ الفرص بين العاملين في الميدان الايداعي؟ ولماذا غابت الحوارات الجادة في المجالات الثقافية والفنية والاجتماعية والتاريخية والرياضية للكفاءات المغربية التي لا يلتفت إليها أحد من معدي البرامج التلفزية؟ وأخيرا لماذا عملت القنوات في السنين الأخيرة على تغييب بعض الكفاءات التلفزية التي كانت برامجها ناجحة وعوضتها بأخرى تنقصها التجربة؟ ناهيك عن القول بأن الشركة الوطنية تتفتح عن محيطها في وقت نعلم فيه أن العديد من المبعدين والمثقفين غير المنتمين إليها قدموا عشرات الانتاجات التي ظلت حبيسة الرفوف لاهي مقبولة ولا مرفوضة وهذا الأسلوب يعاني منه حتى العاملون بالقنوات الذين حاولوا المرة تلو الأخرى تقديم الجديد في أعمالهم إلا أنها لاقت نفس المصير. إننا حين نلح على التطور المفضي إلى المنافسة مع الأخرين فنحن نريد أن تعمل الشركة الوطنية المعنية على التوظيف الفعلي للطاقات البشرية المغربية التي بإمكانها الخلق والإيداع بل التفوق في إطار أساسه تقدير المجهود واحترام المبدع صحفيا كان من العاملين أو فنانا أو مثقفا خارج المنظومة مادام أن تجهيزاتنا التقنية أو بالأحرى التقنيين الموجودين عندنا لهم من القدرة التقنية ما يمكن أن يبهرو لو وفرت لهم ظروف العمل التي لا تتطلب أكثر من التدقيق والاتقان والتخلي عن فكرة ملء المساحة الزمنية للإرسال بما هو موجود