كثيرة هي الأخبار الرائجة داخل الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة التي تتحدث عن إشتغال هذه الأخيرة بآفة تدني المشاهدة بقنواتنا الوطنية وهروب المشاهدين المغاربة إلى قنوات خارجية للبحث عن الجودة والإمتاع بل الإستفادة والتثقيف، ورغم أن هذا التدني ليس وليد اليوم فإن المسؤولين بالشركة لم يصلوا بعد للحلول الكفيلة باستقطاب أكبر عدد من المشاهدين لاعتبارات عديدة يمكن تلخيصها في النمطية التي إبتلبت بها أغلب البرامج والسهرات الفنية ونشرات الأخبار وفقرات الأفلام والرياضة وما إلى ذلك من الاعمال التي لم ترق حتى الآن إلى تحبيبها لدى المتلقى لمتابعتها باستمرار على غرار شغفه وترقبه للبعض البرامج بالقنوات الخارجية التي يحفظ مواضيعها وأوقاتها ومعديها وضيوفهم بل التذكير بكل ما يقدم في هذه البرامج. وهنا نتساءل عن السر في عدم إهتداء مهندسي قنواتنا التلفزية عبر باقتها التي أغرقنا بالإعلان عنها عبر الشاشة إلى السمو بإنتاجاتنا التلفزية إلى درجة تحبيبها للمشاهد المغربي الذي لايبخل بالمتابعة لكل ماهو جيد على قلته فلما لاتعم هذه الجودة أغلب البرامج مادام أن قنواتنا بدون استثناء تتوفر على كفاءات إعلامية قادرة على الخلق والإبداع وتقديم ما هو افضل مما تعده الآن من برامج ولنا عبرة في الاعلاميين الذين غادوا البلاد إلى قنوات خارجية وتمكنوا في سنوات قليلة من التمركز بمواقعها الحساسة تقديرا لكفاءتهم وإبداعاتهم التي وجدت متسعا من الاعتبار والتقدير فنالت ما استحقت وأعطت ما في جعبتها من إبتكار وخلق. إننا لن نغالي ونحن نتحدث عن تدني نسبة المشاهدة بقنواتنا إن قلنا بأن الشركة الوطنية في حاجة إلى جلسة من أجل النقد الذاتي بكل تجرد ولا خلفيات لتقيم أعمالها والخروج بتصور شمولي يعيد الاعتبار لنسبة المشاهدة وعودة المشاهدين وإن كان عزاء هذه الشركة يبقى هو الإقبال الكبير على إذاعتها الوطنية وجهوياتها التي لجأ إليها المستمعون اعتباراً لجودة أغلب برامجها المقدمة فهل الشركة واحدة أم لكل طرف شركة خاصة.