... لايكاد يمر يوم دون أن نسمع فيه عن حوادث سير تحصد يوميا أرواح مجموعة من المواطنين في غياب تام لبرامج تلفزية تحسيسية وتوعوية من شأنها تقديم النصائح للسائقين والراجلين في وقت تتفنن فيه هذه القنوات في استفزازنا من خلال بث بعض البرامج التافهة وبعض المسلسلات المصرية والمكسيكية والتركية التي لاتسمن ولاتغني المشاهد المغربي في شيء. في وقت تتوالي فيه نداءات المواطنين والمهتمين بمجال حرب الطرق وفي مقدمتهم اللجنة الوطنية للوقاية من حوادث السير وبعض المنظمات والجمعيات الوطنية بتكثيف هذه النوعية من البرامج الهادفة في إعلامنا المرئي إسهاما في الحد من حرب الطرقات التي تحصد يوميا الأرواح البشرية وبأرقام مهولة على الصعيد الوطني ليكون الخاسر فيها أولا وأخيرا المواطن المغربي الذي أعلن عن شهادة وفاة علاقته مع هذه القنوات التي عجزت عن ملامسة نبضه ونبش آلامه وآماله وانشغالاته والتي هي مطالبة في الوقت الراهن بمراجعة أوراقها ونفض الغبار عن أرشيفها وإعداد استراتيجية إعلامية مهنية تنسجم وتطلعات المشاهد المغربي المتعطش لمثل هذه البرامج التحسيسية والتوعوية والتي للدول المتقدمة باع طويل فيها بحكم اهميتها التواصلية مع أطراف ومكونات المجتمع المدني. فلكل الغيورين على التربية والتوعية الطريقة ندعو الى استدراك الموقف... فالمشاهد المغربي في حاجة الى برامج جادة وهادفة التي تتوخى توعيته وتحسيسه من مخاطر حوادث السير التي تطالعنا النشرات الاخبارية اليومية عن ضحايا جدد حتى أصبح الأمر معتادا لدينا. أتمنى أن يسمع المسؤولون عن قنواتنا التلفزية وفي مقدتهم الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة وجهة نظرنا كمشاهدين لنا حاسة نقدية وذوق عام ورؤية للعالم تمكننا من طرح المزيف التافه ومعانقة الأعمال الجادة والهادفة التي تتوخى تربيتنا والارتقاء بذوقنا