ذكرت أخيرا مصادر إعلامية إسبانية، أن الأبحاث التي جرت على أرض (الفكار) القريبة من غرناطة لم تسفر عن العثور على بقايا جثة الشاعر الإسباني والعالمي (فيديريكو غارسيا لوركا) الذي أعدم رميا بالرصاص من قبل أتباع فرانكو سنة 1936. وقالت (بيغونيا ألفاريث) المسؤولة القضائية أمام السلطات المحلية في الأندلس أن أعمال البحث أفصحت على أنه «لا وجود لأي أثر لمدفن أو قبر». وصرحت المسؤولة القضائية للصحافة أنه تم التنقيب بتريث في أرض الفكار الواقعة على بعد تسعة كيلومترات من غرناطة. وتابعت قائلة، عند تقديمها لتقرير مبدئي عن سير الأعمال، إن البحث لم يؤد إلى العثور على «أي عظمة أو لباس أو مظاريف رصاص». وأضافت أن أعمال التنقيب جرت «وفق المعايير العلمية الصارمة» وباحترام للأسر المعنية. وشمل البحث 268 متر مربع بمساعدة آلة تسمح بالتقاط أي خلل في تكوين التربة لكن دون الوصول إلى أية نتائج. وذكرت عدة شهادات أن (غارسيا لوركا) أعدم ودفن في هذا المكان مع فوضويين ومدرس سنة 1936، وذلك بعد شهر على اندلاع الحرب الأهلية في اسبانيا (1936-1939). وأفادت صحيفة « إل باييس» أن الموقع المحدد الذي أعدم فيه الشاعر لوركا وتحول إلى منتزه إحياء لذكراه «لا يحتمل النقاش». وعرضت نظريتين محتملتين: الأولى في أن يكون دفن لوركا في (الفكار)، غير أن بقاياه نقلت إلى مكان آخر أو أن الشاعر لم يدفن أبدا في( الفكار). وحسب المصدر ذاته فقد استبعدت ألفاريث الاحتمال الأول قائلة إنه «لم تجر أي عملية دفن» في هذه المنطقة لكون شكل الأرض مع وجود صخرة على ارتفاع 40 سنتمترا فوق الأرض يجعل فكرة استخدام المكان كمدفن مستبعدة. وطلبت أسر الأشخاص الذين أعدموا، البحث عن الرفات فيما عارضت أسرة لوركا دوما هذا الأمر. وقال عدد من المؤرخين، حسب المصدر، أن الشاعر (1898-1936) يرقد مع أستاذ المدرسة ديوسكورو غاليندو وفوضويين أعدما معهما. أما التحير الكبير الذي تبديه أسرة لوركا في شأن البحث فيحيي نظريات بعض المؤرخين القائلة بأن والد الشاعر نقل رفاته سرا إلى مقر الأسرة الصيفي في (لاهويرتا دي سان فنسنتي) بغرناطة.