وجهت السلطات القضائية التركية اتهامات لضابطين رفيعين في الجيش التركي، بمحاولة الإطاحة بحكومة رجب طيب أردوغان عام 2003. وقالت وكالة أنباء الأناضول إن محكمة في إسطنبول وجهت تهما لقائد قوات الأمن في مدينة كونيا ، العقيد حسين أوزغوبان، وزميله العقيد يوسف كيليلي، اللذين أمرت المحكمة بحبسهما. وكانت قوات الأمن التركية اعتقلت، الأسبوع الماضي، 70 عسكريا ، بينهم متقاعدون، وبعضهم لا يزال في الخدمة، وذلك في إطار التحقيقات في مؤامرة الانقلاب ضد حزب العدالة والتنمية عام 2003. ويشتبه في أن المعتقلين لهم علاقة بالخطة التي أطلق عليها اسم "المطرقة الثقيلة"، وكانت تهدف إلى خلق حالة من الفوضى والاضطرابات السياسية على أمل الإطاحة بحكومة حزب العدالة والتنمية الحاكم. وتم الكشف عن الخطة لأول مرة في وثائق سربت إلى صحيفة "طرف" الليبرالية، وكان من الممكن أن تشمل تفجير بعض المساجد، وتصعيد التوتر العسكري مع اليونان جارة تركيا في بحر إيجه. تحذيرات أردوغان ويأتي تواصل الاعتقالات وسط تحذيرات أردوغان بأن لا أحد فوق القانون في تركيا ، وتعهده بتقديم جميع المتورطين إلى المحاكمة. وقال أردوغان، في تصريحات تلفزيونية، إن العملية الجارية شاقة، لكنها لمصلحة الشعب، وأكد أن لا أحد فوق القانون ولا أحد بإمكانه الإفلات من العقاب. يشار في هذا الصدد إلى أن الجيش التركي أطاح بأربع حكومات في الخمسين عاما الماضية، ورغم ذلك لا يتوقع -حسب مراقبين- أن يقدم الجيش مجددا على تحدي حزب العدالة والتنمية الذي يحظى بأغلبية برلمانية كبيرة. كما لا يتوقع التحرك لتدمير ما يوصف بالثقة الناشئة في الديمقراطية, وهي ثقة قد تساعد تركيا العضو في حلف شمال الأطلسي (الناتو) على نيل بطاقة العضوية في الاتحاد الأوربي.