اعربت صحف لبنانية عن خشيتها من انعكاس نتائج القمة السورية الفرنسية سلبا على الملف اللبناني ، واعتبرت انها لن تؤدي الى تقدم فعلي في المفاوضات الجارية بين دمشق وتل ابيب ، بانتظار مشاركة الولاياتالمتحدة فيها. وقد اعرب المحلل السياسي ، ساطع نور الدين ، في «السفير» عن تقديره «بان لبنان لم يكن حجة فرنسية جدية ، بل كان مجرد ذريعة تنتهي اليوم عندما يتضح ان (الرئيس الفرنسي نيكولا) ساركوزي موجود في دمشق ، وفق اوليات مختلفة.» بالمقابل اعرب سمير جعجع ، رئيس الهئية التنفيذية للقوات اللبنانية (من مكونات قوى14 مارس المناهضة لسوريا) ، عن عدم تخوفه من انعكاس العلاقات المستجدة بين باريس ودمشق سلبا على لبنان. وقال في تصريح نشرته الصحف اللبنانية «فرنسا دولة صديقة لبلادنا ، ولا اشك لحظة في ان كل المسؤولين الفرنسيين يحملون همّ لبنان». من ناحية اخرى ، كتب راجح خوري ، المحلل السياسي في صحيفة «النهار» : «ليس هناك من يملك اوهاما بشان امكان التوصل الى اتفاق على المسار السوري الاسرائيلي ما لم يكن الشريك الاميركي حاضرا بقوة ، وضامنا بجدية». واعتبر خوري ان القمة الرباعية ، التي شاركت فيها قطر وتركيا ، «كانت خماسية » ، لان الولاياتالمتحدة ستكون حاضرة فيها ، لافتا الى «صعوبة ان يقطع المشاركون فيها خيوطا من دون المباركة الاميركية». يذكر بان الرئيس السوري بشار الاسد ، دعا نظيره الفرنسي ، خلال وجود بباريس، في يوليوز الماضي ، الى السعي لاقناع الولاياتالمتحدة برعاية المفاوضات مع اسرائيل بعد تغيير الادارة الحالية. وكان ساركوزي ربط انفتاحه على دمشق بتسهيلها انتخاب ميشال سليمان ، رئيسا للبنان ، اثر فراغ في سدة الرئاسة الاولى استمر ستة اشهر ، والقيت مسؤوليته على سوريا, وهو ما تم يوم 25 ماي الماضي. كما اعلن لبنان وسوريا في قمة لرئيسيهما ، يوم 13 اغسطس الماضي، اقامة علاقات ديبلوماسية.