تم أخيرا تكريم المخرج المسرحي و الفنان التشكيلي والناقد الفني ومهندس الديكور المصري (فادي فوكيه) ضمن فعاليات فضاء تطاون المتوسطي للمسرح المتعدد. شارك المحتفى به في معظم المهرجانات المسرحية بالوطن العربي كمصمم ديكور أو بورقة عمل أو مؤطرا للورش في مجال السينوغرافيا والإخراج. أما في تطوان فقد أسهم بمسرحية « الغرباء لايشربون القهوة» وهي مسرحية من إخراجه وتمثيل الفنان المصري سامي مغاوري. و بهذه المناسبة كان لنا معه هذا الحوار ماهو شعورك إزاء التكريم مسرحيا في تطوان؟ في الواقع، هذا شيء مفرح بالنسبة إلي. دعني أقول لك بكل صراحة أنا ضيف متكرر على العديد من الفعاليات الثقافية والفنية بالمغرب الذي أعتبره بشكل صادق بلدي الثاني بعد مصر. وسبق لي أن شاركت في عدة ملتقيات ومهرجانات فنية ومسرحية بتطوان ومرتيل. كيف ترى بصراحة واقع الحركة المسرحية في مصر في الوقت الراهن؟ وماذا عن تجربتك الفنية تحديدا سواء في المسرح أو السينما او التلفزيون؟ إن المجال المسرحي في مصر متعدد جدا. عندنا في مصر مسرح الدولة، وهناك فرق حرة كثيرة جدا، كما أن هناك، أيضا، فرقا مسرحية داخل الكنائس، واتجاها مسرحيا آخر داخل مراكز الشباب والأندية. دعني أقول لك ان لي صديقا مغربيا قام بإحصاء حول العروض المسرحية في مصر، ووصل إلى أن بلدنا ينتج ما يزيد عن 2000 عرض مسرحي في السنة الواحدة. ولا داعي لأقول إن النشاط المسرحي مكثف جدا في مصر، بل هذا منتشر بكثرة في المدن وحتى في القرى المصرية، أيضا. أما بخصوص تجربتي المسرحية ، فأنا كما تعرف مصمم ديكور في فرقة المسرح القومي الرئيسية بمصر، وأنجزت السينوغرافيا للعديد من المسرحيات من إنتاج المسرح القومي، منها مسرحية عرضناها سنة 2003 في تطوان بعنوان» الناس اللي في الثالث» للكاتب (أسامة أنور عكاشة)، وتمثيل (سميحة أيوب) و(فاروق الفيشاوي) و(عبد العزيز مخيون) و(رياض الخولي). أما هذه المرة، فقد شاركت في فضاء تطوان المسرحي بعرض مسرحي بعنوان» الغرباء لايشربون القهوة» من إخراجي، وأنتج خصيصا لهذا الفضاء. كيف خطرت لك فكرة إنتاج وإخراج عرض مسرحي مخصص لفضاء تطوان المسرحي؟ أكانت فكرة تلقائية أم هناك دوافع أخرى؟ سأروي لك القصة..عندما كنت في مرتيل خلال مشاركتي في فعاليات مهرجان مسرح الأطفال في دورته السادسة، أخبرت بأن فضاء تطوان للمسرح سينظم في إطار الاحتفال بالقدس عاصمة للثقافة العربية لسنة2009 ( السنة الماضية)، فاتفقت مع أصدقائي المغاربة على تقديمي لمسرحية « الغرباء لايشربون القهوة» للكاتب المصري (محمود دياب)، نتعرض من خلالها للقضية الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي المتدرج والخبيث للأراضي الفلسطينية، والمسرحية من فصل واحد ومركزة، وهي من إخراجي، وكذلك السينوغرافيا، ومن تمثيل الفنان (سامي مغاوري) ومجموعة من شباب المسرح القومي. هل لديك اطلاع على المسرح المغربي أو بعض الأسماء المسرحية المغربية؟ في مصر أخرجنا معظم مسرحيات الكاتب المسرحي المغربي المعروف عبد الكريم برشيد. أنتجنا على سبيل المثال « اسمع يا عبد السميع»، و» وفاوست»، و» ابن الرومي في بلاد الصفيح»، وغيرها من الأعمال المسرحية لهذا الكاتب المبدع. أنا أيضا على اطلاع بالحركة الفنية والمسرحية في المغرب، وأعرف كلا من الطيب الصديقي وعبد الحق الزروالي منذ سنوات عديدة. كما أعتز بحركة مسرحية جديدة هي على اطلاع على الحركة المسرحية العربية والغربية، وكان أفرادها معنا في القاهرة خلال مهرجان المسرح التجريبي مثل يوسف الريحاني وعبد السلام الصحراوي. ماهي أعمالك المسرحية الجديدة التي توجد الآن قيد التحضير؟ ثمة ثلاثة أعمال مسرحية أقوم بتحضير السينوغرافيا لها. عرض لفرقة مسرح الغد تابع لمسرح الدولة اسمه « الشطار»، وعرض ثاني لفرقة المسرح القومي، وثالث لمسرح الطليعة. هل من كلمة أخيرة؟ أشكر جريدة «العلم» على هذا اللقاء، وأنا سعيد بتكريمي وسط أصدقائي وزملائي، و أصر على أني لست غريبا عن المغرب، بل أنا واحد من المغاربة بسبب زيارتي المتكررة والمتعددة له على مدى 12 عاما مضت، وأي مشاركة لي في أي فعالية ثقافية وفنية أعتبرها بكل صدق مشرفة بالنسبة إلي.