قضت محكمة النقض المصرية وهي أعلى سلطة قضائية في البلاد بإلغاء حكم الإعدام شنقا الصادر في حق المتهم محمود سيد عبد الحفيظ الذي كان قد صدر عن محكمة الجنايات في قضية قتل هبة ابنة المطربة المغربية ليلى غفران وصديقتها نادين خالد جمال الدين. وفجرت محكمة النقض المصرية قنبلة كبرى بإصدارها هذا الحكم الذي أعاد القضية إلى نقطة البداية من خلال إعادة محاكمة المتهم من جديد أمام دائرة أخرى من دوائر محكمة جنايات الجيزة. وكانت محكمة جنايات الجيزة قد عاقبت في شهر يونيو الماضي عيساوي (21 عاما) ويعمل حدادا بالإعدام شنقا إثر إدانته بارتكاب جريمة مقتل الفتاتين في نوفمبر 2008. وجاء حكم النقض مغايرا لكافة توقعات المراقبين في ضوء أن نيابة النقض، التي يعد رأيها القانوني استشاريا وغير ملزم للمحكمة، انتهت في تقريرها المعد بشأن القضية إلى رفض طعن عيساوي وتأييد حكم الإعدام الصادر بحقه، لعدم وجود أية مبررات أو مستجدات يقتضي معها إعادة محاكمة المتهم من جديد، بحسب ما جاء بتقريرها. ومن المنتظر أن تحدد محكمة استئناف القاهرة خلال أيام موعد ودائرة المحكمة التي ستباشر النظر في القضية من جديد، بغض النظر عما توصلت إليه المحكمة السابقة من نتائج وما شهدته جلساتها. وفور صدور حكم النقض أكد أحمد جمعة محامي الدفاع عن المتهم أنه كان واثقا من نقض محكمة النقض لحكم الإعدام في ظل أدلة البراءة القوية التي تدعم موقف عيساوي، والثغرات الكثيرة التي تضمنتها حيثيات حكم إدانته، منبها إلى أن حكم محكمة الجنايات بإعدام المتهم تضمن فسادا في الاستدلال وخطأ في تطبيق القانون وتعسفا في استخلاص الوقائع مما هو ثابت بالتحقيقات والتقارير الفنية وأقوال الشهود. وأضاف جمعة أنه مقتنع تماما ببراءة موكله من ارتكاب الجريمة، وأن هناك من ألصق به التهمة لايزال هاربا من العدالة.