من المنتظر أن تصدر محكمة جنايات الجيزة (غرب القاهرة) اليوم الأربعاء حكمها على محمود سيد عبد الحفيظ عيساوي (20 عاما), الذي سبق للمحكمة أن أحالت ملفه يوم15 أبريل الماضي على مفتي الديار المصرية للتصديق على الحكم بإعدامه بعد إدانته بقتل هبة إبراهيم العقاد, ابنة الفنانة المغربية ليلى غفران, وصديقتها نادين خالد جمال الدين, أواخر شهر نوفمبر الماضي. وترجع وقائع القضية, التي شغلت الرأي العام المصري, الى يوم27 نونبر الماضي حينما عثرت الشرطة على جثتي الطالبتين بإحدى الشقق بمنطقة الشيخ زايد (غرب القاهرة) وبكل منهما عدة طعنات, وكشفت التحريات أن محمود سيد عبد الحفيظ (ومهنته حداد) غافلهما واقتحم الشقة للسرقة لكنهما قاومتاه فقام بقتلهما. وكانت محكمة جنايات الجيزة قد قضت فى جلستها المنعقدة يوم15 أبريل ، برئاسة المستشار مصطفى حسن عبد الله بإجماع الآراء، بإحالة أوراق محمود سيد عبد الحفيظ عيساوى (19 عاما- حداد)، المتهم بقتل هبة العقاد ابنة الفنانة المغربية ليلى غفران وصديقتها نادين خالد جمال الدين، إلى فضيلة المفتي. وحددت المحكمة جلسة 17 يونيو المقبل للنطق بحكم الإعدام بحقه عقب ورود رد فضيلة المفتي. وفي رد سريع بعد الحكم، قال مراد أبو العينين، زوج ليلى غفران، إن الحكم هو تحقيق للعدالة وإظهار للحق.بينما قال خالد جمال الدين، والد نادين، »نشكر الله تعالى على إظهار الحقيقة بهذا الحكم ، وإن الله وحده هو القادر على كل شىء، وإن هذا الحكم مخفف وكان المفترض أن يقتل هذا المتهم بأيدينا كما قام بقتل الضحيتين، وأنا الآن أستطيع أن آخذ عزاء ابنتى«. كما علقت المطربة ليلى غفران والدة القتيلة هبة العقاد على الحكم لجريدة »العلم«، بأنها سعيدة للغاية بهذا الحكم، لأن معنى ذلك أن مصر بخير والقضاء المصري استطاع أن يأخذ بحق ابنتها القتيلة التى توجد بين يدي الله الآن، وأضافت أنها كانت تثق أن القانون سيأخذ لها حقها وينتقم من القاتل. و أكدت أنها ستسافر ، على الطائرة المتجهة إلى مدينة مكةالمكرمة لقضاء العمرة، لتشكر ربها كثيراً لانتصار العدل، وتنفيذ القصاص العادل. وقد أصرت أسرتا المجني عليهما على حضور الجلسة. وقال عصام شيحة المحامي إن دفاع المتهم كان قد شكك فى إجراءات النيابة. وفى رد فعل سريع بعد صدور الحكم بإحالة المتهم »محمود عيساوي« إلى فضيلة المفتي، انهار والد المتهم وفقد وعيه، وقامت قوات الأمن بحمله خارج المحكمة ووضعه فى سيارة أجرة والذهاب إلى المستشفى للاطمئنان عليه. وعرفت الجلسة احتجاجات من قبل المتهم القابع خلف القضبان، حيث قال مقاطعا هيئة الحكم إن النيابة قامت بتزوير التحقيقات، وأجبرته على الاعتراف بوقائع لم يقم بها، وإنه اعترف إكراها بعد ضربه على ذراعيه (لغاية ما كانوا حيتكسروا وقلت كل اللي يريدونه). وأضاف أن النيابة قد جعلت منه سفاحا رغم أنه مظلوم، وقال »أنا لما اطلع سأنهيه وسامحيه من على وجه الدنيا« موجها كلامه إلى النيابة العامة، وقال إنهم »طبخوا القضية طبخة حلوة وأنا ضحية مش متهم«، وهدد بالانتحار إذا اقترب أحد منه. وقال عصام شيحة محامي المدعين بالحق المدنى«سواء كان الحكم بالإدانة أو البراءة فإن ذلك لن يرجع هبة و نادين لأسرتيهما، الذى قام المتهم بقتلهما بدم بارد، وإن هذا الحكم بالإدانة على المتهم أعاد إلى المجتمع الإحساس بالعدل والأمان، والمباحث قامت بدورها فى القبض على المتهم، والنيابة حققت فى القضية كما ينبغي وأعطت المحكمة كل الفرص للمتهم لإثبات براءته وبيان أدلة تلك البراءة المزعومة، حتى عندما حاول المتهم إثبات براءته بالدليل الذى قدمه الدفاع، وأن التليفون المحمول ما زاده إلا إدانة بعد أن أثبتت التحريات عن طريق شركة المحمول أن المتهم كان متواجدا وقت الواقعة بمنطقة الشيخ زايد وظل بها وقت وقوع الحادث«.. وأضاف أن ذلك الحكم يعني أن القاضي الجنائي، وهو أعلى سلطات التحقيق قد استقر فى نفسه وتيقن بأن محمود هو القائم بالجريمة وأكد أن الحكم بالإدانة أعاد للشارع المصري الأمان، بعد أن أثارت تلك الحادثة الخوف فى نفوس المصريين. وقال »ليس معنى أن يكون الشخص فقيرا أن يكون مجرما، يوجد الكثير من الفقراء فى مصر لكنهم أناس أمناء ومخلصون«. أما أحمد جمعة، محامي الدفاع عن المتهم، فقال إنه مقتنع مائة فى المائة من براءته، وسوف يرى لماذا أصدرت المحكمة حكمها بالإدانة على محمود فى حيثيات الحكم، وسوف يطعن على ذلك الحكم أمام محكمة النقض، وأن أدلة البراءة التى قدمها للمحكمة تؤكد استحالة قيامه بالجريمة. وأضاف أن دائرة المستشار حسن عبد الله سبق لها أن أصدرت حكمها بالبراءة على الدكتور هاني سرور فى قضية »هايدلينا«، إلا أنه تم الطعن على الحكم وسوف تعاد محاكمته أمام دائرة مغايرة الشهر القادم.