السمة البارزة التي تلفت الأنظار بالمعرض الدولي للكتاب هي الإقبال الكبير على الأروقة التي تعرض الكتب الدينية... واشراقة الخشوع التي تتجلى على وجوه الناس وهم يتلمسون بأياديهم كتب تفاسير القرآن وكتب السيرة النبوية العاطرة... وكتب التاريخ الاسلامي وصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم.. وكتب العقيدة والتوحيد والفقه المالكي.. بالإضافة إلى كتب الأدعية والأوراد. وقد عبر أحد العارضين من تركيا عن إعجابه الشديد باهتمام المغاربة بالدين الاسلامي ومحبتهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم... ومما لفت انتباهه.. ان المغاربة يقدرون أهل البيت... وجميع صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم.. ومن خلال التجوال بين الأروقة تبين ان جميع العارضين خصصوا أجنحة للكتب الدينية. وقد أبدى أحد العارضين ملاحظة مهمة حين قال: »ان الإقبال على الكتب كبيرا... ولكن شراء الكتب قليل ونعتقد أن المانع يرجع لارتفاع الأسعار... لأن أغلبية هذه الكتب عبارة عن مجلدات تضم عدة أجزاء يفوق ثمنها (1000 ده) في حين أن الكتب التي لا يتجاوز ثمنها »50« درهما تلقى رواجا كبيرا. ثم أن موعد المعرض صادف نهاية الشهر، ومن خلال الحوار مع بعض الزوار عن ارتساماتهم حول مواضيع الكتب الدينية المعروضة.. كان جواب كبار السن... أنها قيمة ومفيدة... في حين أن بعض الشباب كان يرون أنها أصبحت من التراث الاسلامي... ولكنهم الآن يبحثون عن كتب إسلامية تناقش أوضاع المسلمين... من خلال واقعهم المعاصر كما عبر أحد الشبان عن أمله في أن يتوجه المفكرون الاسلاميون بالكتابة باللغات الأجنبية لمخاطبة الأجانب وتوضيح الصورة المشرقة للاسلام بعد أن أصبحت تهم الإرهاب والتخلف وكراهية المرأة ملتصقة بالمسلمين كما أبدت إحدى الفتيات اشمئزازها ونفورها من كثرة الفتاوى على القنوات الفضائية والتي أحيانا تروج للخرافة والغباء... وتكاد أن توهمنا أن سلوكنا في الحياة المعاصرة أصبح حراما وردة عن الاسلام. عموما... فإن الإقبال الكبير لزوار المعرض على أروقة الكتب الدينية والإقبال الكبير اليومي على المساجد... وتمسك المغاربة بالتعادلية والوسطية وتحليهم بفضيلة التسامح.. وتلقائيتهم في الانفتاح على مستجدات العصر دليل ناصع على أن المغرب سيبقى دائما في مأمن من أخطار الفتن العقائدية والتعفن الطائفي والتحجر الفكري.