اعترف مسؤولون عسكريون أميركيون بأن قوات مشاة البحرية الأميركية (مارينز) تواجه مقاومة شرسة أثناء تقدمها في ولاية هلمند، جنوبأفغانستان. يأتي ذلك ضمن العملية الكبرى التي يشنها حلف شمال الأطلسي (ناتو) ضد حركة طالبان في الحرب المستمرة منذ ثماني سنوات. وقال المسؤولون إن القوات تتعرض لإطلاق نار كثيف، ورصاص القناصة; علاوة على ما تسببه القنابل المزروعة على الطرقات من إعاقة لتقدم القوات الأميركية والدولية المشاركة في استهداف طالبان ضمن العملية التي أطلق عليها اسم "مشترك". وقال الكابتن أبراهام سيب ، من مشاة البحرية، إن ثمة مناطق واجه فيها مشاة البحرية مقاومة عنيفة، و"لكنهم يحرزون تقدما مطردا في أرجاء المنطقة"، في إشارة إلى مرجه التي تعد من معاقل طالبان في هلمند. وقال المتحدث باسم طالبان، قاري محمد يوسف، في بيان على موقع الحركة على الإنترنت، نقلا عن تقارير واردة من هلمند، إن مسلحي الحركة نجحوا في صد هجمات قوات حلف شمال الأطلسي الاثنين. وذكرت وكالة رويترز للأنباء أن وحدات من قوات المارينز حاولت مرتين، منذ الأحد الماضي ، الوصول إلى منطقة أسواق في مرجه، لكنها تراجعت لدى تعرض هذه الوحدات لنيران شديدة وهجمات القناصة. واستمرت إحدى الهجمات لأكثر من ساعة ، واضطرت القوات الأميركية لاستدعاء طائرات« هارير»، وطائرات هليكوبتر ، مهاجمة مزودة بصواريخ «هيلفاير» للمساعدة. وأكدت وكالة أسوشيتد برس أن مقاتلي طالبان اختفوا تحت جنح الظلام في منطقة مرجه ، ثم هاجموا القوات الدولية من الخلف ، فيما يعد هجوما مضادا أبطأ تقدم تلك القوات رغم تأكيدات الحكومة الأفغانية بأن مسلحي طالبان محطمون ومتقهقرون، وأن التحالف استطاع أن يطرد طالبان من منطقتي ناد علي ومرجه. واختلفت تصريحات القادة الأميركيين والأفغان حول المدة التي تتطلبها عملية هلمند، لكن أصبح في حكم المؤكد أن حملة استعادة المناطق التي يسيطر عليها المسلحون، ستستمر لعدة أسابيع. واعترف رئيس الأركان البريطاني، المارشال جوك ستيراب، أن عملية "مشترك" يمكن أن تستغرق 12 شهرا ، لتحقيق النجاح المطلوب، لأنها ليست قتالا ضد طالبان فقط، بل وتهدف أيضا إلى حماية السكان المحليين، حسب قوله. سياسيا ، قال المبعوث الأميركي الخاص إلى أفغانستان وباكستان، ريتشارد هولبروك، إن حكومة بلاده تتطلع إلى اليوم الذي تغادر فيه قواتها أفغانستان، وأشار إلى أن ذلك يتطلب وجود حكومة وقوات أفغانية مؤهلة قادرة على التعامل مع طالبان، وقال إن تدريب الجيش الأفغاني هو الالتزام الأميركي طويل الأمد. ولفت هولبروك، أثناء مشاركته في منتدى أميركا والعالم الإسلامي الذي أقيم في العاصمة القطرية , الدوحة، إلى أن الأمن هو المعيار الأول في مساعدة الأفغان لإعادة بناء دولتهم مجددا.