لم يكن مشجع فريق الكوكب المراكشي لكرة القدم صالح بن دادة يدري أن ساعة قدره المحتوم ستحين بمدينة الرباط، حيث التهمه البحر صباح أول أمس السبت عندما كان هو وصديق له يستمتعان بأمواجه مستغلين الوقت الفاصل بين مباراة فريقهم الكوكبي والجيش الملكي التي دارت بمجمع الأمير مولاي عبد الله في الساعة السابعة مساء. ويروي صديق صلاح وقائع الحادثة للشرطة بالدائرة الرابعة وأيضا لعناصر الوقاية المدنية التي هرعت إلى عين المكان لكنها لم تعثر على الجثة بفعل اختفائها وسط البحر -يروي صديق صلاح- بالقول: «كنا ننوي الاستمتاع بأمواج البحر بحكم أننا لا نتوفر عليها بمدينة مراكش.. وتوجهنا إلى مكان بالرباط (حي المحيط قرب المنارة) ونزعنا ملابسنا الفوقية وما كدنا نفعل ذلك حتى باغثتنا موجة عاتية أسقطت صلاح على رأسه ففقد وعيه وتقاذفته الأمواج الأخرى وأدخلته في البحر فاختفى عن الأنظار.. أما أنا فسقطت لكن لحسن الحظ تمسكت بإحدى الصخور وقد أصبت إصابات بليغة بفعل احتكاكي بهذه الصخور». ويبلغ عمر صلاح بن دادة 16 سنة أي أنه ما زال قاصرا .. وهنا يطرح التساؤل من جديد حول ترك الآباء لأبنائهم يسافرون إلى مناطق بعيدة وهم يعلمون أنهم قصر معرضون للأخطار أكثر من غيرهم.. من جهتم حاول مسؤولو فريق الكوكب تقديم المساعدة عن طريق تحمل مصاريف نقل جثمان الغريق الذي يقطن بحي الداوديات .. إلى مدينة مراكش لكن البحر كان له رأي آخر بالاحتفاظ بالجثة التي لحد كتابة هذه السطور لم تلفظ بعد.