انعقد أخيرا بالجديدة المجلس الإقليمي لحزب الاستقلال ، ترأسه الأخ أحمد خليل بوستة عضو اللجنة التنفيذية للحزب ومنسق جهة دكالة/عبدة، إلى جانب المفتش الإقليمي الأخ أحمد الحامولي والكاتب الإقليمي للحزب الأخ جمال بنربيعة ، بحضور الأخ رفيق بناصر مستشار برلماني وكاتب فرع الحزب بالجديدة والمنسق الجهوي للاتحاد العام للمقولات والمهن بجهة دكالة/عبدة والأخ محمد أبو الفراج النائب البرلماني والأخ امحمد أبو الفراج وأعضاء المجلس الوطني وكتاب وأمناء الفروع وكتاب المنظمات الموازية ومنسقي الروابط المهنية ورؤساء الجماعات الاستقلالية وممثلي الغرف المهنية وعدد من المناضلين الاستقلاليين الذين غصت بهم قاعة المفتشية الإقليمية للحزب بمدينة الجديدة. وافتتح اللقاء بآيات بينات من الذكر الحكيم وقراءة الفاتحة والترحم على روح مؤسس الحزب الزعيم علال الفاسي وزعيم الوحدة عبد الخالق الطريس وأرواح الشهداء والمجاهدين الذين أرخوا لأحداث 11 يناير 1944 وأرواح كل الوطنين الذين فقدتهم الساحة الوطنية مؤخرا وهم عثمان جوريو والعربي حصار والأخوة الذين التحقوا بالرفيق الأعلى ما بين الدورتين تغمد الله الجميع برحمته. بعد ذلك تناول الكلمة الأخ جمال بنربيعة الذي رحب بمبعوث اللجنة التنفيذية للحزب وبالأخوة المجتمعين وهنأ الجميع على النتائج الإيجابية التي حصل عليها الحزب في الاستحقاقات الانتخابية الأخيرة واستعرض المجهودات التي بذلها المناضلون الاستقلاليون إبان الاستحقاقات . وتناول الكلمة بعد ذلك المفتش الإقليمي الذي تطرق إلى الجانب التنظيمي للحزب بالإقليم ،مشيرا إلى أن الحزب استطاع أن يحافظ على مكانته بل استطاع أن يحقق كذلك تقدما ملحوظا على مستوى بعض الجماعات وذلك رغم المؤامرات التي حيكت ضده في العديد من الجماعات. وتميزت هذه الدورة بالعرض التوجيهي الهام الذي تقدم به الأخ أحمد خليل بوستة منسق الحزب بالجهة،الذي تحدث عن مغزى ذكرى 11 يناير 1944 التي صنعها حزب الاستقلال والتي تعتبر محطة تاريخية يعتزون بها جميعا، واعتبر أن وثيقة المطالبة بالاستقلال دليل واضح عن تلاحم العرش والشعب وعن العزيمة والإرادة التي كان يتحلى بها المغاربة في ذلك الوقت حيث بادر 66 مناضلا يمثلون فسيفساء المجتمع المغربي من وطنيين وعلماء وحرفيين وفلاحين وتجار إلى توقيع هذه الوثيقة في خطوة حاسمة لمواجهة الاستعمار الأجنبي عبر مطالب أساسية وهي الاستقلال والوحدة الترابية والملكية الدستورية وكلها ثوابت للأمة المغربية أصبحت اليوم محل إجماع المجتمع المغربي بكل مكوناته وذلك بفضل صمود حزب الاستقلال الذي كان دائما في طليعة المدافعين عنها وسيبقى إلى أن يرث الله ومن عليها. وأبرز في عرضه أن قضية الوحدة الترابية للمملكة المغربية تظل دائما في صدارة اهتمامات حزب الاستقلال وسجل في هذا الصدد المنحى الإيجابي الذي تتخذه على المستوى الدولي والتأييد المتزايد للمبادرة المغربية بشأن الحكم الذاتي في جهة الصحراء المغربية، وأبرز كذلك أن حزب الإستقلال يعتبر قضية الوحدة الترابية عصب حياته الوطنية والتي قدم من أجلها الشعب المغربي تضحيات جسام، فلقد كان علال الفاسي لصيق الوجدان بهذه الوحدة التي أعرب عن تمسك الشعب الدائم بها فأعلن في خطاب الألوكة التوجيهي الذي بعثه غداة الاستقلال إلى مؤتمر التأسيسي للشبيبة الاستقلالية المنعقد بفاس في 25 مارس 1956 لافتا انتباه الشاب المغربي إلى أن استقلال المغرب سيبقى ناقصا ما لم يتم تحرير منطقة الحماية الإسبانية في الشمال وطنجة والأجزاء الصحراوية الجنوبية والشرقية وجنوب سبتة ومليلية والجزر التابعة لهما. وأوضح أنه بالرغم من كل التطورات التي يشهدها ملف وحدتنا الترابية فإن موقف السلطات الجزائرية ظل متصلبا يراوح مكانه ويستمر في معاكسة حق المغرب الثابت والمشروع في وحدته الترابية دون اكتراث بما لهذا الموقف من انعكاسات سلبية على المصالح الحيوية لشعوب المنطقة كلها وما يتسبب فيه من عرقلة لبناء اتحاد المغرب العربي، ومن خلال الموقف الجزائري يتبين للعالم أن عرقلة المساعي التي تبذلها منظمة الأممالمتحدة بتعاون مع المغرب هي من صنع الجزائر التي ترعى أطروحة الانفصال وتؤطر الجماعة الانفصالية ضدا عن تاريخ وجغرافية المنظمة وضدا على علاقات الجوار والمصالح المشتركة ودونما اعتبار لإرادة المجتمع الدولي في إيجاد حل سياسي توافقي ونهائي لنزاع طال أمده، متناسية تضحيات الشعب المغربي وتضامنه معها خلال حرب التحرير الذي خاضته ضد الاستعمار والتي كان المراد منها التخلص من الاحتلال الأجنبي. وأعرب عن اعتزاز حزب الاستقلال بما تحقق بالصحراء المغربية من إنجازات تنموية اقتصادية واجتماعية وثقافية وسياسية خلال السنوات الأخيرة. كما وقد وقف عند تنبيه حزب الاستقلال إلى الخطوات الإفتزازية التي يقوم بها الانفصاليون في سعي بائس منهم لإشاعة أجواء التوتر وتحويل اهتمام المجتمع الدولي إليهم بعدما أضحت أطروحتهم تعرف مع توالي الأيام مزيدا من العزلة والرفض. الجهوية الموسعة والمتقدمة ليست مسألة مناسباتية أو مرحلية يقول الأخ احمد خليل بوستة الذي اعتبر أن مسألة الجهوية كانت دائما حاضرة ضمن نقاشات ومؤتمرات حزب الاستقلال وان رؤية الحزب للجهوية واضحة بحيث ترتكز على الثوابت الوطنية وان تأخذ بعين الاعتبار التجارب التي تعرفها دول أخرى في ميدان الجهوية مع مراعاة خصوصيات المغرب ومميزاته وقيمه. وابرز أن اللجنة الاستشارية للجهوية التي أعطى انطلاق أشغالها جلالة الملك محمد السادس تعتبر محطة أساسية في تاريخ المغرب وأوضح أن الجهوية الآن خيارا استراتيجيا لتوسيع الديمقراطية وتعميمها وذلك بتمكين الجهات من تدبير شؤونها باستقلال تام وباختصاصات وصلاحيات ووسائل مادية و بشرية في إطار توازن وتضامن بين الجهات وفي إطار الوحدة التي تجمع الشعب المغربي . وفي حديثه عن نتائج العمل الحكومي أشار الأخ احمد خليل بوستة إلى أنه رغم الحملات الإعلامية المغرضة التي تشن على الحزب ورموزه من طرف بعض الصحف التي تصف نفسها زورا بالمستقلة، فهناك عديد من الإيجابيات والمنجزات في عمل الحكومة التي تميز أداؤها بالانسجام والكفاءة التي ترجمها التحسن المسجل في المؤشرات الاقتصادية والاجتماعية وذلك رغم إكراهات الظرفية الدولية وأوضح أن الحكومة حددت العديد من المخططات والإستراتيجيات التي تهم القطاعات الكبرى وبذلت إلى جانب المؤسسة التشريعية مجهودا كبيرا من اجل تعزيز الترسانة القانونية لبلادنا في جميع المجالات والغرض منها محاربة الفساد وتخليق الحياة العامة ودعم الشفافية. فعلى المستوى الاجتماعي اعتبر أن الحكومة تضع الجانب الاجتماعي ضمن أولوياتها بحيث عملت على تحسين القدرة الشرائية للمواطنين انسجاما مع برنامج الحزب الانتخابي والذي ثم تضمينه في البرنامج الحكومي الذي التزمت به الحكومة أمام البرلمان وذلك من خلال دعم المواد الاستهلاكية الأساسية والتحكم في معدل التضخم، بالإضافة إلى تحسين الدخول في إطار الحوار الاجتماعي و الاستهداف المباشر للفئات الفقيرة والمعوزة والمناطق المهمشة من خلال برنامج تيسير للدعم المباشر المشروط بالتعليم ومحاربة الهدر المدرسي ونظام المساعدة الطبية لفائدة الفقراء وذوي الحاجة أو من خلال برنامج رميد الخاص بالدعم المباشر للاستشفاء والتطبيب، وأبرز كذلك عمل الحكومة من أجل إنعاش الشغل والحد من البطالة وذلك بمضاعفة الاستثمارات العمومية وتقليص معدل البطالة وبإحداث مناصب شغل بالإضافة إلى إنصاف العالم القروي بالرفع من ميزانية الإسثتمار وتحصيص اعتمادات للمخطط الإستعجالي للتربية والتكوين وتوفير منتوج للسكن الإجتماعي لفائدة الفئات المعوزة واستفادتها كذلك من برنامج مدن بدون صفيح. وكان الجانب التنظيمي والحزبي حاضرا خلال عرض الأخ احمد خليل بوستة حيث أوضح أن البلاد عرفت مسلسل انتخابيا تأكد انه كان شاقا واستغرق فترة طويلة رغم أن حزب الاستقلال استعد وبما فيه الكفاية لهذه الاستحقاقات وقد اعتبر أن النتائج التي حصل عليها الحزب بالإقليم جيدة حيث ظل الحزب يحافظ على مكانته داخل المشهد السياسي بالإقليم فأوضح أن هناك تقدما ملموسا في بعض المناطق وهناك تراجعا في مناطق أخرى، وترجع بعض الأسباب في ذلك إلى أسباب داخلية وعدم الانضباط ولولا هذه المشاكل كان سيكون للحزب عدد أكثر من المنتخبين هذا إضافة إلى مشاكل وعراقيل غير الداخلية التي عرفها المشهد السياسي بحيث أن الصراع كان على أشده في جميع المحطات وكثره التدخلات والتعليمات مما جعل العديد من الأطراف تتكالب على حزب الاستقلال خلال جميع الاستحقاقات، وأكد كذلك أن النتائج كذبت ما كان يتوقعه خصوم الحزب وما عملوا من اجله في الخفاء والعلن طيلة فترة الانتخابات في الوقت الذي كانوا يتوقعون فيه ضعفه انبثق كأقوى ما يكون متراص الصفوف، قوي الإهاب كامل المصداقية والاستعداد للنهوض بمهامه. وثمن المجهودات التي بذلت في الإقليم وحيى البرلمانيين وكل مكونات الحزب على ما بدلوه من جهد كي يتبوأ الحزب مكانته المتميزة في الإقليم ودعا الجميع إلى الإنكباب مستقبلا على التنظيم وعلى ايلاء الفروع والتنظيمات الموازية عناية خاصة حتى تدخل غمار 2012 ونحن أقوى مما نحن عليه الآن سيما وأننا جميعا مفتخرون بما حققته الحكومة التي يرأسها حزب الاستقلال ومن مكاسب تاريخية لم تتحقق في عهد أي حكومة سابقة وشدد على أن الاستقلاليين عليهم أن يفتخروا بأمينهم العام ذ. عباس الفاسي على حنكته وشجاعته في تدبير العمل الحكومي اليومي.