لم يعد مدمن »القرقوبي« هو ذلك الشخص المثير للحزن والشفقة »واللي شافو تيقول الله يستر« بل أصبح مدمن »القرقوبي« »لغما« موقوتا قابلا للانفجار في أية لحظة.. وأصبح أفراد عائلته الأقرب عرضة لمخاطر »انفجاراته«. وقبل مجزرة »إقامة الشرف« بحي سيدي مومن التي ذهب ضحية المقرقب »شفيق راشدي« خمسة أرواح من أسرته.. فقد سبق منذ سنوات بحي قرب سينما العثمانية أن أقدم »مقرقب« على قتل والدته وعمته وإحدى قريباته.. كما أن هؤلاء المدمنين غالبا ما يرتكبون أعمالا تخريبية في الشارع العام بتهشيم زجاج السيارات وتحطيم كراسي الحدائق وعلامات المرور واتلاف آلات الهاتف العمومية بالإضافة إلى اعتراض سبيل المارة وأحيانا رشقهم بالحجارة... وتخويف النساء والفتيات.... وعندما تستفحل حالاتهم الجنونية... تصل بهم الجرأة إلى مواجهة رجال الشرطة... كما حدث منذ شهور بشارع المسيرة الخضراء عندما تحدى أحد المقرقبين عشرات من رجال الأمن وهو يحمل بيده »بالة« من أدوات عمال البناء وتسبب لأحد عناصر الأمن بجروح. وظاهرة »المقرقبين« لا يقتصر انتشارها في ولاية الدارالبيضاء فقد امتدت إلى العديد من مدن المملكة مخلفة العديد من الضحايا كما أن هؤلاء المدمنين... غالبا ما يستفزون أشقاءهم أو آباءهم بتصرفاتهم الرعناء فيتورطون معهم في صراع قد ينتج عنه مقتل المدمن... فيدخل الأخ أو الأب إلى السجن. بل إن إحدي الأمهات في مدينة فاس اضطرت إلى قتل ابنها المدمن بعد أن أرهقها بالاعتداء عليها شتما وضربا كلما رفضت مده بالمال لشراء المخدرات. والآن أصبحت »بولاحمرا« تشكل تهديدا قاتلا على كل عائلة يوجد ضمن أفرادها شاب »مقرقب« فلا أحد يعرف متى تشتعل نوباته الجنوبية... وينفجرلغمه... فيقتلهم بياتا وهم نائمون... وقد يقتلهم صباحا وهم يفطرون ومن الآن يجب احداث وحدات صحية في المستشفيات العمومية وفي العبادات الخصوصية لمعالجة المدمنين على الحبوب المهيجة. ومن الآن يجب تشديد العقوبة على مروجي »البولا الحمراء« حتى ينقطع تداولها بين الشباب. فحذار... من »البولا الحمراء« ففي كل دار يوجد فيها »مقرقب« لابد أن »يقنبلها« ذات يوم. وليكن في ما حدث بإقامة الشرف بسيدي مومن عبرة لكل الآباء والأمهات.